برجس حمود البرجس

أهمية المشاريع المستدامة في اليوم الوطني السعودي

الثلاثاء - 28 سبتمبر 2021

Tue - 28 Sep 2021

شهدنا مشاركات كثيرة من عدة جهات حكومية وشبه حكومية وشركات لمقاطع فيديو باليوم الوطني السعودي 91، وتخطت المشاهدات عشرات الملايين، اجتهد الجميع بإبراز مشاركاتهم، وأبدع الكثير بالمحتوى الهادف ليبرز دوره بين زحام المقاطع الكثيرة، أتحدث عن نفسي ربما شاهدت أكثر من 50 مشاركة.

الكل أتى بأفضل ما عنده بهذه المشاركة السعيدة التي أصبحت تحظى باهتمام الجميع، وأصبحت الجهات تستعد لها لأشهر قبل المناسبة، هناك فرق أو تصنيف جوهري في المشاركات يجب أن أنوه له، وهو أن بعض المشاركات تعبر عن مسيرة الوطن، وبعضها عن منجزات خدمات للقطاع المشارك، وأخرى لإبراز معالم المملكة وتحولاتها، وتصنيفاتها.

برأيي ومن خلال متابعتي كانت بعض مشاركات الاحتفال باليوم الوطني فاعلة ولها قيمة على أرض الواقع، كونها قائمة على مشاريع يمتد أثرها لسنوات، تتجاوز مفهوم الاحتفالية إلى مفهوم الاستدامة الوطنية، ويمكن التدليل لما قامت به «دله البركة»، من خلال إطلاق مبادرتين نوعيتين، تتسمان بالمرود الإيجابي على الوطن وشبابه وبيئته، المبادرة الأولى هي «نوابغ المستقبل»، والثانية «غراس السعودية الخضراء».

قبل الخوض في تفاصيل المبادرتين، يجب التأكيد على أمر في غاية الأهمية، وهو أن النظرة المستقبلية لليوم الوطني السنوي ستتحول إلى مسار مستدام للنهضة الوطنية من كافة المجالات، وستعمل هي الأخرى على طرح «المبادرات المستدامة»، لذلك أتصور أن الرؤية المستقبلية ستتحول 180 درجة -وهذا ما نريده صراحة- في كيفية الاحتفال الحقيقي بالوطن، منوط بالاستمرارية والاستدامة، وهي الفكرة المركزية التي تقوم عليها اليوم رؤية السعودية 2030، وعرابها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

ما نجحت فيه «دله البركة» هو إذكاء مبدأ التنافسية الوطني في خدمة مستقبل المملكة العربية السعودية، وهو محور مهم في مربع «الاستراتيجية التوعوية» خاصة بين القطاع الخاص، من خلال الدمج بين المسؤولية المجتمعية والمفهوم الوطني المستدام للسنوات المقبلة، خاصة مع توجهات «السعودية الجديدة»، والإعلان هذا لتعزيز مفاهيم هذه المشاركة الفاعلة.

أتت هاتان المبادرتان تزامنا مع تدشين ولي العهد لبرنامجين مهمين للمملكة وهما «مبادرة السعودية الخضراء» و«مبادرة قيمة الشرق الأوسط الأخضر» وكذلك «برنامج تنمية القدرات البشرية»، التي أطلقها حفظه الله خلال الأسابيع القليلة الماضية، والتي تأتي ضمن سياق الترجمة الحقيقية للاحتفاء بالوطن.

«نوابغ المستقبل» هي مبادرة لتمكين الموهوبين من أبناء وبنات الوطن وإعدادهم بمعايير عالمية عالية ليكونوا مؤهلين للإسهام في نهضته وتحقيق أهداف رؤيته، مما يجعلهم بناة للابتكارات والأعمال والحلول، مولدين للوظائف، وتقوم على اختيار 36 من الموهوبين والمتفوقين من الطلاب والطالبات من مختلف مناطق المملكة الإدارية، ويتم ترشيحهم للبرنامج من خلال آليات التقييم والاختيار الدقيقة واختبارات الأداء، والتي ستشمل التحصيل الأكاديمي والقدرات والمهارات الذهنية والنفسية والاجتماعية.

تقوم المبادرة على تدريب وتأهيل الطلاب الذين يتم اختيارهم ضمن برامج مخصصة تضمن جاهزيتهم للالتحاق بأرقى المؤسسات الأكاديمية والجامعات العالمية، ثم يتم إلحاق كل منهم بالمؤسسة الأكاديمية الأمثل لمواهبه وقدراته، ومتابعة مسيرتهم التحصيلية والعلمية ودعمهم لتحقيق أفضل النتائج والإنجازات ليعودوا نوابغ يخدمون الوطن في مختلف التخصصات الدقيقة والمناصب القيادية؛ لدعم النوابغ ومواصلة تمكينهم مهنيا للانخراط في سوق العمل السعودي بالشكل الذي يسخر قدراتهم وتأهيلهم الأكاديمي العالي ومنجزاتهم العلمية لتلبية طموحات الوطن وتحقق أهداف رؤيته.

أما مبادرة «غراس السعودية الخضراء» فهي التزام بالمساهمة والمشاركة في الحراك الأخضر الذي أطلقه ولي العهد لحماية الأرض وازدهار بيئتها الحيوية الطبيعية من خلال مبادرتي «السعودية الخضراء» و»الشرق الأوسط الأخضر»، وهي تساهم بزيادة الرقعة الخضراء في العاصمة الرياض ومختلف مناطق المملكة، وتعزيز الجهود البيئية وتبني شغف تشجير أرض الوطن، وتربط هذه المشاركة بين الطموحات البيئية والعاطفة الوطنية من خلال اللون الأخضر، لون العزة والشموخ الذي اختاره المؤسس ليعكس ارتباط الوطن بمعاني السكينة والسلام والحيوية والنماء والازدهار، وهو في نفس الوقت لون الحياة والسعادة والمستقبل المشرق.

وبالعودة إلى بداية المقال، أعد هذه النوعية من المشاركات الوطنية مساهمة فاعلة أخذت بعين الاعتبار العوائد المرجوة بفوائدها العظيمة وبالنفع على البلد واقتصاده ورفاهية حياة المواطنين والسكان.

Barjasbh@