جامعتا الملك سعود الأولى والثانية
الثلاثاء - 28 سبتمبر 2021
Tue - 28 Sep 2021
تخطو جامعة الملك سعود إلى السبعين في عمرها المديد إن شاء الله، وهي أول جامعة ولدت مكتملة الصفات في المملكة العربية السعودية، وتعد بهذا الاعتبار الأولى حتى وإن سبقها بعض الكليات التي صارت جامعات بعد ذلك بسنين كثيرة، مثل جامعة أم القرى في مكة المكرمة، وجامعة الإمام في الرياض، التي بدأت كل منهما بكلية أو كليتين ثم تحولتا إلى جامعات بعد ذلك.
وغير السبق الزمني كانت جامعة الملك سعود هي الجامعة التي بنيت على غرار الجامعات المدنية الحديثة بكل أعرافها وتقاليدها العلمية والأكاديمية ومناهجها وتنوع اختصاصاتها، وحافظت على مستوى معقول من الاستقلال الذي هو روح الجامعة الحديثة رغم مرورها في مسيرتها ببعض الانعطافات والمطبات، لكن تأسيسها الأول القوي ساعدها على العودة للمسار الأكاديمي المعقول.
كانت الأولى والوحيدة في الوطن فكان عليها مسؤولية أدبية وأخلاقية ألا توصد أبوابها أمام أبناء الوطن الذين لا يجدون غيرها، فاتسعت دائرة القبول بها واحتضنت ما استطاعت من المتقدمين لها وتنازلت بعض الشيء عن المستوى الذي تريد من طلابها أن يكونوا عليه للضرورة، وللضرورة أحكامها، واستمرت على هذا الحال سنوات طوال تؤدي واجبها وتزيد حملها وأعباءها كلما ازداد عدد السكان وعدد الراغبين بالتعليم.
أما اليوم وقد أصبحت أختا كبيرة لأكثر من خمسين جامعة حكومية وأهلية، فقد حان الوقت المناسب لأقول شيئا سبق أن قلته مرارا، وعمله العالم غيرنا عندما تتعدد الجامعات وتختلف التخصصات والمستويات وتتوفر للناس خيارات كثيرة وبدائل مناسبة، فلا بد أن يحصل التمايز والاختلاف بين الجامعات وتقسم عليها الأعباء، ويحق لبعض الجامعات أن تختار لطلابها وأساتذتها مستوى أعلى مما لدى غيرها.
وقد شجعني على المعاودة للحديث والاقتراح النافذة التي فتحت لها قريبا، وأصبحت الجامعة بموجبها تحت مظلة الهيئة الملكية لمدينة الرياض، وتحت مؤسسة الرياض الخيرية، وهي بشرى بعودتها إلى الاستقلال الأكاديمي وانطلاقها نحو التميز، ولا يتم لها ذلك إلا حين تتخلص من الأعباء الثقيلة التي ألزمتها بها مسيرتها الطويلة متفردة قبل أن يكون لها أخوات معينات، ولكي تكون خفيفة رشيقة سريعة الحركة فلا بد من تخفيف الحمولة الباهظة التي تثقل سيرها وتبطئ بانطلاقها، فهي تحمل أعباء أكثر من 63 ألف طالب وطالبة، ولهم أكثر من 5 آلاف عضو هيئة تدريس، ومن وراء هؤلاء الجمع الغفير آلاف الموظفين والعاملين لخدمتهم، وأمام الجامعة اليوم لتخفيف الأعباء التي تنوء بها وتوجهها إلى التخصص البحثي الدقيق والوصول إلى المستوى الذي تريده لسمعتها ولطلابها حلول كثيرة وممكنة، منها:
أولا: أن تُقسم جامعة الملك سعود القائمة الآن إلى جامعتين الأولى والثانية.
جامعة الملك سعود الأولى:
تختار من طلابها وطالباتها ما لا يزيد عن 20 ألف طالب وطالبة، وعددا يناسبهم من أعضاء هيئة التدريس من الجنسين لا يزيدون عن 1500 عضو هيئة تدريس، ومن يقوم بخدمتهم من الموظفين والعاملين، وأن تنتقي من الطلاب والطالبات والهيئة التدريسية من تميز بروح البحث العلمي والجد والانقطاع الأكاديمي الصرف، وتهيئ لهم أجواء علمية وأكاديمية مساعدة، وتكون اختياراتهم على أساس الكفاءة العلمية والتميز الذي يحدد هوية طلاب هذه الجامعة وأساتذتها، ويتم اختيارهم بدقة وعناية لا يكون فيها شيء من المحسوبيات والمجاملات، وأن ترفع مستوى القبول بها إلى حد ترضى عنه وتقبل به.
جامعة الملك سعود الثانية:
أما الثانية فيحال إليها البقية الباقية من الطلاب والطالبات وأعضاء هيئة التدريس ومن بقي من الهيئة الإدارية التي كانت عبئا ثقيلا على الجامعة لاسيما أولئك الذين جاء بهم التثبيت المبارك.
ومن يُظهر من طلاب الجامعة الثانية مع مرور الوقت كفاءة وتميزا يكون الطريق إلى الجامعة الأولى ميسرا له، هذا في رأيي أقصر طريق تسلكه الجامعة إلى التفرد والتميز والانطلاق إلى مستقبل يضعها في مصاف جامعات العالم المتقدم وبالسرعة المناسبة التي لا مخاطرة فيها ولا مجازفة في مستقبلها ومكانتها بين الجامعات.
ثم إن التكاليف والأعباء المادية والإدارية والتشغيلية ستكون صفرا في هذه الحالة، لأن لدى الجامعة القائمة من المباني ومن الطاقة البشرية والإدارية ما يكفي لكلا الجامعتين ويزيد.
Mtenback@
وغير السبق الزمني كانت جامعة الملك سعود هي الجامعة التي بنيت على غرار الجامعات المدنية الحديثة بكل أعرافها وتقاليدها العلمية والأكاديمية ومناهجها وتنوع اختصاصاتها، وحافظت على مستوى معقول من الاستقلال الذي هو روح الجامعة الحديثة رغم مرورها في مسيرتها ببعض الانعطافات والمطبات، لكن تأسيسها الأول القوي ساعدها على العودة للمسار الأكاديمي المعقول.
كانت الأولى والوحيدة في الوطن فكان عليها مسؤولية أدبية وأخلاقية ألا توصد أبوابها أمام أبناء الوطن الذين لا يجدون غيرها، فاتسعت دائرة القبول بها واحتضنت ما استطاعت من المتقدمين لها وتنازلت بعض الشيء عن المستوى الذي تريد من طلابها أن يكونوا عليه للضرورة، وللضرورة أحكامها، واستمرت على هذا الحال سنوات طوال تؤدي واجبها وتزيد حملها وأعباءها كلما ازداد عدد السكان وعدد الراغبين بالتعليم.
أما اليوم وقد أصبحت أختا كبيرة لأكثر من خمسين جامعة حكومية وأهلية، فقد حان الوقت المناسب لأقول شيئا سبق أن قلته مرارا، وعمله العالم غيرنا عندما تتعدد الجامعات وتختلف التخصصات والمستويات وتتوفر للناس خيارات كثيرة وبدائل مناسبة، فلا بد أن يحصل التمايز والاختلاف بين الجامعات وتقسم عليها الأعباء، ويحق لبعض الجامعات أن تختار لطلابها وأساتذتها مستوى أعلى مما لدى غيرها.
وقد شجعني على المعاودة للحديث والاقتراح النافذة التي فتحت لها قريبا، وأصبحت الجامعة بموجبها تحت مظلة الهيئة الملكية لمدينة الرياض، وتحت مؤسسة الرياض الخيرية، وهي بشرى بعودتها إلى الاستقلال الأكاديمي وانطلاقها نحو التميز، ولا يتم لها ذلك إلا حين تتخلص من الأعباء الثقيلة التي ألزمتها بها مسيرتها الطويلة متفردة قبل أن يكون لها أخوات معينات، ولكي تكون خفيفة رشيقة سريعة الحركة فلا بد من تخفيف الحمولة الباهظة التي تثقل سيرها وتبطئ بانطلاقها، فهي تحمل أعباء أكثر من 63 ألف طالب وطالبة، ولهم أكثر من 5 آلاف عضو هيئة تدريس، ومن وراء هؤلاء الجمع الغفير آلاف الموظفين والعاملين لخدمتهم، وأمام الجامعة اليوم لتخفيف الأعباء التي تنوء بها وتوجهها إلى التخصص البحثي الدقيق والوصول إلى المستوى الذي تريده لسمعتها ولطلابها حلول كثيرة وممكنة، منها:
أولا: أن تُقسم جامعة الملك سعود القائمة الآن إلى جامعتين الأولى والثانية.
جامعة الملك سعود الأولى:
تختار من طلابها وطالباتها ما لا يزيد عن 20 ألف طالب وطالبة، وعددا يناسبهم من أعضاء هيئة التدريس من الجنسين لا يزيدون عن 1500 عضو هيئة تدريس، ومن يقوم بخدمتهم من الموظفين والعاملين، وأن تنتقي من الطلاب والطالبات والهيئة التدريسية من تميز بروح البحث العلمي والجد والانقطاع الأكاديمي الصرف، وتهيئ لهم أجواء علمية وأكاديمية مساعدة، وتكون اختياراتهم على أساس الكفاءة العلمية والتميز الذي يحدد هوية طلاب هذه الجامعة وأساتذتها، ويتم اختيارهم بدقة وعناية لا يكون فيها شيء من المحسوبيات والمجاملات، وأن ترفع مستوى القبول بها إلى حد ترضى عنه وتقبل به.
جامعة الملك سعود الثانية:
أما الثانية فيحال إليها البقية الباقية من الطلاب والطالبات وأعضاء هيئة التدريس ومن بقي من الهيئة الإدارية التي كانت عبئا ثقيلا على الجامعة لاسيما أولئك الذين جاء بهم التثبيت المبارك.
ومن يُظهر من طلاب الجامعة الثانية مع مرور الوقت كفاءة وتميزا يكون الطريق إلى الجامعة الأولى ميسرا له، هذا في رأيي أقصر طريق تسلكه الجامعة إلى التفرد والتميز والانطلاق إلى مستقبل يضعها في مصاف جامعات العالم المتقدم وبالسرعة المناسبة التي لا مخاطرة فيها ولا مجازفة في مستقبلها ومكانتها بين الجامعات.
ثم إن التكاليف والأعباء المادية والإدارية والتشغيلية ستكون صفرا في هذه الحالة، لأن لدى الجامعة القائمة من المباني ومن الطاقة البشرية والإدارية ما يكفي لكلا الجامعتين ويزيد.
Mtenback@