فهد عبدالله

ترانيم وطنية

الخميس - 23 سبتمبر 2021

Thu - 23 Sep 2021

«وطني أقمتك في حشاي مزارا

ونصبت حولك أضلعي أسوارا

ورفعت ذكرك في قبة محروسة

بهواجس في جانحي سهارى»

هكذا عبر الأديب الفاضل جاسم الصحيح عن لوحته الموسيقية الفريدة تجاه الوطن، ولغة الأدباء في الأغلب لها طابعها الخاص الذي يرسم الترانيم وكأنه يجسم العواطف بطريقة سهلة ومذهلة تدهش المتلقي في طريقة الرسم والترجمة والعزف.

هي من الواجبات وليست من نوافل الأوقات أو الأعمال أن تأتي هذه الذكرى السنوية ونعيد تنشيط العقل والذاكرة امتنانا ومحبة وولاء لنعمة الوطن الآمن المعطاء المزدهر، ولو تأملت في ما يعرف بأركان حيازة الدنيا التي ذكرها الرسول -صلى الله عليه وسلم- (من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا) وتأملت الحالة المتأنقة التي نعيشها في وطن آمن ونرفل فيه في ثياب من الصحة وفي رغد من العيش، ستضفي طابع الامتنان الذي ذكرناه بالإضافة لسجدة الشكر لله سبحانه على أفضاله ونعمه التي لا تحصى ولا تعد.

ولو أطلقت النظر أيضا لثلاثة محاور تجاه تأمل وشكر نعمة الوطن لتأكدت ورسخت نغمة الشكر والابتهاج والفرح.

الأول من خلال مسار أننا ولدنا على هذه الأرض الطاهرة وولد أجدادنا من قبل عليها وسيولد أحفادنا عليها وامتزجت هويتنا بها وارتبطت ملامحنا وأعماقنا بتضاريسها وتاريخها والمسار الثاني مسار الحياة الشخصية منذ نعومة الأظفار وتفاعلات رخاء النعم المتعددة بين المواطن والوطن وكذلك مسار المقارنات مع الأوطان الأخرى القريبة والبعيدة أو بما يعرف بمقولة بضدها تتمايز الأشياء، ستجد حتما مساحات مترامية الأطراف من الامتنان والابتهاج والشكر.

وأحب أن أنتهز هذه الفرصة الوطنية لأعبر عن امتناني في ثلاثة مسارات للشكر بعد شكر الله، ولو كان المقام والمقال يتسع لأكبر من ذلك لفعلت.

أولا شكرا بحجم السماء لولاة الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير القائد محمد بن سلمان على ما قد يعجز القلم عن كتابته تجاه سيول النهضة المتدفقة الجارفة في جميع المجالات، أسأل الله أن يمدهم بمزيد من العون والتوفيق والسداد.

ثانيا شكرا لأبطال حدنا الجنوبي الذين جعلوا الأرواح على الكف في الذود عن حياض الوطن ولا أعرف تضحية وولاء تضاهي ما يقومون به ولا توفيهم الكلمات حقهم وإنما شكرنا لهم عبارات منقوشة بدواخلنا محبة وعرفانا، ونسأل الله أن يكرم من استشهد بشآبيب الرحمة ويعز ويسدد وينصر إخواننا في الميدان.

أخيرا شكرا لإخواننا وأخواتنا منسوبي وزارة الصحة سواء كانوا في القطاع الحكومي أو الخاص على تلك الجهود الخالدة في الذاكرة خلال العام الماضي والتي لا زالت مستمرة تجاه جميع الإجراءات والجهود التي بذلت في مقاومة فيروس «كوفيد-19».

والحمد لله حمد الشاكرين ونسأل الله أن يعيد علينا هذه الذكرى بمزيد من الفرح والمحبة والامتنان وكل عام والوطن بخير.

fahdabdullahz@