زهير ياسين آل طه

للنجاح يوم وطني لنا - أهل - الدار

الأربعاء - 22 سبتمبر 2021

Wed - 22 Sep 2021

إن أعظم وأسمى معاني الحياة الجميلة المفتونة بحب النجاح وبيوم النجاح الوطني لنا - أهل - الدار؛ هي التي يكون فيها الإنسان إنسانا حقيقيا بمعنى اندماج الحياة الجسدية والروحية والأخلاقية والفكرية والعملية، وإنسانا مخلصا ومُعَمِّرا «للدار» بما تحويه من مصادر وثروات وتراث وتاريخ وتشريعات وأنظمة وإنجازات مؤتمن عليها لتنميتها وتطويرها ورعايتها والحفاظ عليها، وفردا مؤمنا باقتران وجوده في «الدار» بالبشرية جمعاء بما تعنيه من التكامل المعيشي والإنساني والديني والمذهبي والتاريخي والصحي والبيئي، وبالتبادل التعاوني الفكري والعلمي والاقتصادي المعرفي والتنموي، حتى تستديم الحياة وتصبح «الدار» مفخرة ومنصة منبسطة للعيش عليها بأمن وسلم وأمان.

و»الدار» هي الأم الحاضنة الحانية بمصادرها الحيوية وثرواتها القيادية السامية والبشرية النهرية الجارية، وفي استغلالها لأجل العيش فيها بحياة كريمة؛ تحتاج لمن يبلغ من العلم نضجا وكمالا.. ومن الفهم إدراكا وإحساسا.. ومن الحكمة قوة وثباتا.. ومن الحلم والصبر تأصلا وبقاء.. ومن الوفاء بناء ونماء.. ومن الإخلاص والانتماء والولاء إيمانا.. ومن العدل ارتهانا وتطبيقا.. ومن التعامل والحوار وسطية واحتراما.. ومن العمل والاجتهاد ارتباطا وتوثيقا.. ومن التعلم والتعليم والبحث والابتكار شوقا وشغفا.. ومن الحب استنارة وجمالا.. ومن الإباء تكرما وعزا.. ومن الكرم إيثارا وشرفا.. ومن فعل الخير تمثيلا وسفارة.. ومن الحياء حبورا وارتقاء.. ومن العطاء والإبداع هدفا وقيادة وريادة.

فنعم أمة «الدار» الواعية الناضجة التي تعلم بحقوقها واستحقاقاتها وتحترم وجودها وتدرك معنى حسن مصيرها من حسن تدبيرها، وتسلم أمرها لولاة أمرها الثقاة المؤتمنين لرعايتها، القادرين على جرها لبر الأمان وإعانتها على تحقيق أهدافها واستقرارها، وعلى تخطيها لمعضلاتها بحكمة وصبر وإرادة وقدرة وإجادة.

ونعم «الدار» الباقية تلك التي احتضنتنا وربتنا وغذتنا وأمدتنا بما نحتاجه لنعيش ونزهوا فخرا وشموخا، وشرفتنا بانتمائنا لها ولقيادتها، شرفا ينطبع وينقش على جباهنا.. وتشرئب به أعناقنا.. وتسموا به أنفسنا وأرواحنا.. وتنجلي به همومنا.. وتنقى به أنفاسنا.. وتنضج به عقولنا.. وتمحى به عيوبنا.. وتصفى به قلوبنا.. وتقر به عيوننا.. وتزهوا به أفراحنا.. وتسود به وجوه أعدائنا.. وتبيض به وجوه أحبتنا.. وتنتصر به حملات جنودنا.. وتستقر به أوضاعنا.. وتنمو به أرزاقنا.. ويستجاب به لدعواتنا.

فلا تثريب أبدا.. بل رفعة عددا لمن يرفع صوته في «الدار» عاليا نحو السماء، يهتف وينادى في كل مكان وزمان بالعزة والقوة والثبات «لدار» الشموخ والانجازات، ويحتفل ويتغنى بالنشيد الوطني في كل «يوم وطني» وفي كل محفل «وطني للنجاح» وتظاهرة فنية وعلمية وأدبية وثقافية وإعلامية واقتصادية ورياضية وترفيهية، مُظهرا رقيه وأخلاقه وانتماءه وجمال تعامله وتحاوره واحترامه لذاته ولأسرته ولمجتمعه، ممثلا لقيم وأخلاق وتعاليم ووسطية دينه الحنيف، وملتزما بأنظمة وقوانين وتشريعات «داره»، ومحركا ما بداخله من نقاء وصفاء وتواضع ورأفة ورحمة ووفاء وحب وسعادة ممزوجة بالولاء والانتماء، ومقرا بالاجتهاد والإخلاص والبذل والعطاء لرفعة «داره» ونمائه وتطوره وازدهاره.

ولأجل «الدار» وأبنائه وقاطنيه ومحبيه؛ تبقى تتجلى وقفات إنسانية وإنجازات متفردة في الساحة الإقليمية والعالمية، وتظل تتسامى عطاءات سخية من رموز الحياة والنقاء للبشرية، فكل يوم نعيشه بأمن وأمان واستقرار في ظل القيادة الملهمة هو يوم وطني للنجاح، والقيادة الحقيقية «للدار» تعني الكثير في نجاح فلسفة الريادة في اتخاذ القرارات المصيرية الناضجة الذكية الاستراتيجية.

والنجاح داخل أي فرضية أو نظرية تنموية يتحرك ديناميكيا ذهابا وإيابا ما بين عمق بناء التنمية الروحية التي تتجسد في ذات الإنسان وضميره الحي وبين الأطر العملية التنموية التنفيذية بالنسبة له، بل لا بد أن يكون النجاح بمعناه الحديث الديناميكي هدف استراتيجي مقصود ومؤطر بشعار لامع في الخطوات التي سيتم اتخاذها للتغيير والتحول والرؤية، ويفترض أن يكون له مؤشر قابل للقياس على رأس الهرم الذي ستنطلق منه كل مؤشرات التنمية ومنها برنامج تنمية القدرات البشرية في «الدار»، والمخطط له أن يصنع مواطنا منافسا وقادرا على المنافسة عالميا بعد أن يكتمل بتنفيذ وتحقيق الركائز الثلاثة التي بني عليها البرنامج، على أن يحمل المؤشر الهرمي افتراضا شعارا احتفاليا سنويا قد يطلق عليه «اليوم الوطني للنجاح» ليؤسس مستقبلا مع الأمم المتحدة يوما عالميا للنجاح.

@zuhairaltaha