ياسر عمر سندي

ملامح وطن

الأربعاء - 22 سبتمبر 2021

Wed - 22 Sep 2021

ربما يكون هذا المقال استثنائيا في طرحه وعلى غير عادته؛ لأن مناسبته استثنائية وغير عادية في وقتها؛ هذا اليوم من كل عام نبذل ونتجمل ونكتمل في عرسه ونكتسي بأجمل ما لدينا من حلي وحلل في استقبال حضرة معالي الوطن ونخرج بأعذب الكلمات وأرقى العبارات التي تصور ابتهاجه وبهارجه في جميع اتجاهاته وأرجائه وزواياه وحدوده وحناياه لتتجسد في مناسبته ذكراه للأول من الميزان والتي تصادف الواحد والتسعين من عمر هذا الكيان.

في مثل هذا اليوم المجيد ولد وطننا السعيد الذي يستحقنا ونستحقه بعلاقة تبادلية شهدتها أجيال سابقة تمتد حتى تصل بنا لأجيال لاحقة نستشرف من خلاله قبس النور لما هو قادم من أساس تكوينه المتقادم في رؤية بلد حالم لتكتمل صورته بأجمل فن وأزهى لون لنرسم ملامح وطن.

الوطن حالة استقرار واستنفار واستبصار لكل نفس ارتضته مكانا ومقرا وعلى كل نفس حمته طوعا وكرها ولأي نفس رأته شمسا وقمرا.

الوطن في ملامحه يعلمنا أجمل الدروس لما طرأ واستجد على العالم من وباء تمثل في جائحة كورونا التي ألمت به وكان الوطن فعليا هو نقطة التحول والثبات والإثبات للجميع بأنه الأجدر والأفضل ولأنه يليق بنا وطنا ونليق به مواطنين؛ كيف لا وهو الحاضن لنا والآمن لروعاتنا كالأم بشغفها على وليدها وكالأب بحنينه على أولاده ولا نجد أنفسنا سوى أبناء بارين بهذين الوالدين.

قيل فيه ما قيل عن حلاوته وطلاوته؛ لأننا نتشرف بخدمة زائريه وضيوفه ونؤمن بواجباتنا وحقوقه علينا وله؛ ملامح وطننا هي معتقداتنا الراسخة ومبادئنا الثابتة وإمكاناتنا الواثقة بقادتنا وشيوخنا وشبابنا؛ لأنه لنا الدار ونحن له العمار.

عاداته انعكست علينا والتصقت بنا وتميزنا بها؛ بصفاته حملنا الكرم بكرمه علينا وتقلدنا العزة بقوته لنا وتصدرنا المعرفة بموروثه فينا وتميزنا بالطيب لحسن جوارنا واستشعرنا الهيبة من شموخ جبالنا وانسياب أوديتنا وعمق بحارنا جميعها تمثل ملامح وطننا.

إن سمح لي وطني أن أقدم له ما يخالج مشاعري لأحاول أن أتلمس ملامحه منها وأنتقي خلالها هذه الأبيات وأنظمها في عيدي عقدا أعلقه لأباهي به على جيدي.

«ملامح وطن»

يقولون إن الوطن

طين وتراب وسكان ومدن..

ويقولون إن الوطن

تاريخ وتراث وحدود وزمن..

ويقولون إن الوطن

أرض وسما ونجـوم وشجن..

ويقولون إن الوطن

عَلَم وسيفان ونخلة وأمْن..

ويقولون إن الوطن

ما كان ويكون من تحد ومِحَن..

ويقولون إن الوطن

دفاع وحماية لحروب وفِتَن..

ويقولون إن الوطن

قِيمة وقامة وتشريع وسنن..

كل اللي قالوه كلام موزون وزن

وأزيد القول إن الوطن

خدمة البيتين مكه ويثرب وروضة ومسعى ومطاف وصحن..

وإن الوطن

كعبة ومقام وزمزم وسقاية ورفادة وسدن..

وإن الوطن

حج وعمرة وضيوف رحمن وإيمان بقلوبنا انضمن..

وإن الوطن

إطار وصورة ورسمة وألوان وإتقان وفن..

وإن الوطن

قصة عشق تتعدى الشفق بحدود

وأسوار وسدود توصل بنا عبر الزمن..

وإن الوطن

غيمة وظلال وسد عال وعمود وركن..

وإن الوطن

أنفاس وإحساس وجمال وإطلال بأرواحنا انسكن..

وإن الوطن

حاضر وماض خالد وباق يطرد

شياطين الحاسدين من إنس وجن..

وإن الوطن

خوف أم شغوف وهيبة أب عطوف علينا يحن

وإن الوطن

مشاعر حب تلتف حولنا وترسم حضنا..

وإن الوطن

ستر ونعمة وفضل وخير ومنن..

وإن الوطن

لنا دار والدار لنا أجمل سكن

Yos123Omar@