عدنان سالم الحميدان

كيان عظيم.. أساسه العدل والمساواة والأخوة

الأربعاء - 22 سبتمبر 2021

Wed - 22 Sep 2021

يشرفني اليوم ونحن نعيش ذكرى اليوم الوطني الـ91 لبلادنا المباركة المملكة العربية السعودية؛ أن أرفع أصالة عن نفسي ونيابة عن كافة منسوبي الجامعة أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وإلى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله- بهذه المناسبة الغالية، سائلا المولى العلي القدير أن يحفظهما وأن يكلل جهودهما بالتوفيق والفلاح والنصر والتأييد، وأن يديم على وطننا الغالي الأمن والأمان والاستقرار الدائم.

إن هذه الذكرى الغالية على قلوبنا جميعا - بشعارها هذا العام «هي لنا دار» - فرصة هامة لتذكير أنفسنا أولا والأجيال الحالية بحجم التضحيات التي بذلت والدماء التي سطرت مآثر البطولات والمجد لتوحيد هذا الكيان العظيم على يد جلالة الملك المؤسس -طيب الله ثراه-، الملك العادل الذي رسم أسمى صور التضحيات والإيثار والعزيمة مع أبناء شعبه من أجل قيام هذا الكيان العظيم وهذا الوطن الغالي الذي أسس على قواعد متينة من العدل والمساواة والأخوة ونبذ التفرقة والشتات بين أبنائه، وهي المآثر الحميدة التي سار عليها ملوك هذه البلاد المبارك من بعده مستمدين نهجهم من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف والأخلاق والقيم الأصيلة حتى أصبحت دعائم راسخة لهم ولأبناء هذا الوطن الغالي وهذا الشعب العظيم.

وفي ظل هذه الجائحة التي تدخل عامها الثاني بآثار اقتصادية واجتماعية استثنائية على دول العالم كافة؛ استطاعت بلادنا بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو سيدي ولي العهد – حفظهما الله- أن تخفف من تأثيرها على شعبها والمقيمين على تراب هذا الوطن الغالي، وقدمت سلامة الجميع على المصالح الاقتصادية ورفعت من وتيرة الحذر والحرص على سلامة شعبها بإجراءات وأنظمة صارمة وسريعة كان لها بالغ الأثر في تخفيف وطأة الجائحة، حتى أضحت السعودية من أقل دول العالم تأثرا بها، فنحمد الله أن سخر لنا هذه القيادة الكريمة الحكيمة التي ما فتئت على الدوام في تسجيل المواقف الأصيلة تجاه شعبها وحرصها على سلامته ورقيه، ودعمها السخي واللامحدود لأبنائه وكل ما من شأنه الحفاظ على صحة المواطنين والمقيمين وكانت من أوائل الدول في توفير اللقاحات لحماية أفراد المجتمع وسط منظومة من الخدمات الحكومية المتكاملة والاستجابة السريعة من المواطنين والمقيمين لكافة التعليمات، وهذا دليل جلي على قدرة هذه البلاد المباركة على مواجهة الصعوبات والظروف الاستثنائية بثبات وعزيمة وإصرار.

ومن هذا المبدأ في الإصرار والعزيمة كانت مسيرة التعليم مستمرة ومتكيفة مع هذه الظروف الاستثنائية وحرصت الدولة -رعاها الله- على ألا يتوقف التعليم عن أبنائنا الطلاب والطالبات بمختلف مستوياتهم التعليمية وأثبتت وزارة التعليم قدرتها على التكيف مع الظروف بتوفير البدائل التعليمية المناسبة وإصدار التعليمات والمتابعة الدقيقة لضمان استمرار العملية التعليمية لكافة فئات المجتمع.

وقد حرصنا في جامعة جدة على مسايرة هذا التغير وهذه الظروف ومتابعة هذه المستجدات والتعليمات التي تصدر من الجهات المعنية ووزارة التعليم كي لا يحدث فاقد تعليمي يؤثر على مسيرة طلاب الجامعة، ولضمان استمرار العملية التعليمية بأعلى معايير الكفاءة والجودة، وشرعت الجامعة في تحديث أنظمتها الالكترونية وإنشاء المنصات المناسبة للتعليم والتعلم، ودعمتها بما يحقق الأهداف المنشودة ويسهل على الطلاب والمنسوبين، ويسهم في تأدية الجامعة لدورها المحوري في العملية التعليمية وتجاه المجتمع، وتمكنت بفضل الله وبالدعم المستمر من وزارة التعليم من النجاح في تطبيق خطة العودة الحضورية للدراسة خلال هذا العام ولم تسجل أي عوائق أو مشاكل تعيق العملية التعليمية بفضل الله تعالى، مع استمرارنا في خططنا الطموحة لمشروع الجامعة السعودية الحديثة الذي أطلقته الجامعة والذي استند إلى أن نكون من أوائل الجهات الحكومية التي استوعبت محاور رؤية 2030 وسارعت إلى استثمارها في خططها وبرامجها المستقبلية واستوعبت متغيرات الثورة الصناعية الرابعة والتي تمثل واحدة من أهم مرتكزات هذا المشروع، كما أطلقت الجامعة خطة متكاملة لإعادة الهيكلة الشاملة بما تضمه من كليات وأقسام وإدارات، واستحداث متقن للتخصصات العلمية والمناهج الدراسية بهدف تحقيق رؤية الجامعة ورسالتها بأن تكون الاختيار الأول لقادة المستقبل، ويمكن تلخيص أهم المشاريع والمبادرات التي أطلقتها الجامعة فيما يلي:

- رؤية الجامعة السعودية الحديثة

وهو أحد أهم المشاريع الاستراتيجية للجامعة تم إعداده بقيادة فريق من المبدعين والخبراء من الجامعة لإعداد رؤية الجامعة السعودية الحديثة لجامعة جدة، حيث تشرفت الجامعة بإطلاق معالي وزير التعليم لهذه الرؤية والتي تعمل على صناعة الاختلاف والفارق وامتلاك الميزة التنافسية القادرة على تعزيز ثقة المجتمع واحتلال مكانة دولية في تخصصات نوعية.

- مشروع إعادة هيكلة كليات الجامعة

ويعد أهم محاور مشروع رؤية الجامعة السعودية الحديثة، حيث شرعت فيه بإعادة هيكلة شاملة لكلياتها وأقسامها لتتوافق مع متطلبات رؤية المملكة 2030 واحتياجات سوق العمل الفعلية، وتم اعتماد هيكلة الجامعة الجديدة من اللجنة المؤقتة لمجلس التعليم، وكان من نتاجها مجموعة من الكليات الجديدة إضافة الى استحداث أقسام في تخصصات قادرة على تلبية احتياجات بعض برامج رؤية المملكة مثل تخصص اللوجستيات عبر قسم إدارة سلسلة الإمداد بكلية الأعمال الذي يتوافق مع برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، والأمن السيبراني وغيرها من التخصصات والبرامج الحديثة.

- برنامج توطين الوظائف بالتعاون مع محافظة جدة

وهو برنامج تدريبي انطلق منذ ثلاث سنوات بالتعاون مع محافظة جدة لتوطين الوظائف في العديد من المجالات والمسارات الوظيفية، قدمت الجامعة فيه خدمات التدريب والتأهيل للأفراد عبر سلسلة من الحقائب التدريبية التي تتوافق ومتطلبات كل قطاع من القطاعات، حيث كانت عمليات التدريب منتهية بالتوظيف بالتعاون مع صندوق الموارد البشرية «هدف» وتجاوز عدد المستفيدين من البرنامج 2500 مستفيد، تم توظيف أكثر من 60% منهم في وظائف تم توفيرها خلال البرنامج، ويأتي في إطار دورها في خدمة المجتمع.

- تنفيذ وحوكمة مركز البيانات الضخمة لإمارة مكة المكرمة

حرصت الجامعة على أن تكون دائما أحد أهم بيوت الخبرة الوطنية القادرة على المساهمة والاستجابة لطموحات المجتمع فجاء إشرافها على تنفيذ مركز البيانات الضخمة لإمارة مكة المكرمة والقيام بإجراءات الحوكمة لعمليات المركز الذي يعد من أهم المشروعات التي تمكن إمارة منطقة مكة المكرمة من امتلاك قواعد البيانات للأنشطة والعمليات اليومية وتخطيط المشروعات المستقبلية.

- مبادرة تمكين قيادات المستقبل

والقيادات الواعدةوهي مبادرة تهدف لتمكين طلاب الجامعة ليكونوا من قيادات المستقبل عبر عمليـــة منظمة لتطوير الــوعي القيادي لديهم، وبنــــاء الإمكانيات والقدرات القيادية وتوفير السبل التي تقودهم لمشاركة أكبر وقدرة على صنع القرار والفعل التغيـــيري داخل الجامعة نحو المستقبل وخاصة فيما يتعلق بكافة جوانب عملية التعليم والتعلم، حيث بلغ إجمالي عدد القيادات المستفيدة من الطلاب والطالبات (384) قائدا حتى الآن. كما تم إطلاق مبادرة تمكين منسوبي الجامعة من التشاركية في ترشيح واختيار القيادات المبدعة وبطريقة تعزز من قيم النزاهة والشفافية في الكفاءات عبر منصة الكترونية لكل الوظائف القيادية بالجامعة.

- هيئة دولية وشراكات استراتيجية لمجال اللوجستيات

نجحت الجامعة في بناء مجموعة من الشراكات الاستراتيجية النوعية والفريدة التي تعكس ميزتها التنافسية في مجال اللوجستيات كمجال تركيز لرؤية الجامعة السعودية الحديثة ويأتي في صدر تلك الشراكات، الشراكة مع برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية عبر خطة تنفيذية طموحة للجامعة في مجال صناعة الخدمات اللوجستية، بالإضافة إلى شراكة متميزة مع ميناء جدة الإسلامي، وشراكة رائدة مع الغرفة التجارية بجدة، ويأتي ذلك في إطار هيئة استشارية دولية تضم أفضل الكفاءات العالمية من كبريات جامعات العالم مثل جامعة هارفارد وغيرها.

- إطلاق برامج جديدة ورفع الطاقة الاستيعابية 300%

وقد تفردت الجامعة باستحداث تخصصات نوعية تحاكي المستقبل ، تمثلت في (برنامج استقطاب ورعاية الموهوبين)، و(برنامج التخصيص المباشر)، كما عملت الجامعة على رفع كفاءة كوادرها التعليمية والأكاديمية والإدارية وأطلقت توجهها العام باستقطاب خريجي برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي للعمل في الجامعة كأعضاء هيئة تدريس، واستطاعت الجامعة أن ترفع من طاقتها الاستيعابية بنسبة تجاوزت الـ 300 في المائة في أقل من عامين كما توسعت في برامج القبول على درجة البكالوريوس والماجستير بما يتوافق مع متطلبات الجامعة والأعداد الكبيرة المتقدمة للقبول فيها، وتمكنت الجامعة من إطلاق مبادرة «تمّم» التي تتيح لخريجيها الذين لم يحصلوا على فرص وظيفية لمدة تزيد عن 6 أشهر من العودة لمقاعد الدراسة وإعادة تأهيلهم من خلال التخصصات المزدوجة أو الفرعية أو الشهادات وتُعد إحدى مبادرات برنامج «تمكين الخريجين».

- مركز جامعة جدة للعمل التطوعي

كما سجل مركز جامعة جدة للعمل التطوعي أرقاما قياسية خلال هذا العام، إذ بلغ عدد المتطوعين بالمركز أكثر من 5000 متطوع قدموا أكثر من 50 ألف ساعة تطوعية وقدم خدمات تعليمية وتدريبية وتأهيلية تطوعية على درجة عالية من الاحترافية في إطار الدور الاجتماعي المناط بالجامعة إذ يعد الذراع التطوعي الرئيس لجامعة جدة.

- دخول الجامعة في التصنيفات الدولية

كان من نتائج هذه الجهود التي بذلت على مدى السنوات الماضية أن تمكنت الجامعة بفضل الله من الدخول ولأول مرة في تصنيف التايمز العالمي للجامعات وحظت بمركز متميز بين الجامعات إضافة الى دخولها في تصنيف الـ QS، فزيادة الجامعات السعودية المدرجة في تصنيف التايمز بنسبة 50% عن العام الماضي، تأكيد أن استمرار دعم القيادة الرشيدة -حفظها الله- كان له النتائج المأمولة للمضي نحو تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 بأن تكون 3 جامعات سعودية على الأقل ضمن أفضل 100 جامعة في العالم.

- جائزة كفاءة الإنفاق والفرص الإبداعية

من أهم الإنجازات التي حققتها جامعة جدة أنها تبوأت المركز الأول على مستوى الجامعات في السعودية لبرنامج ركائز استدامة كفاءة الإنفاق المقدمة من هيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية الذي يهدف إلى استدامة كفاءة الإنفاق لتمكين الجهات من تحسين كفاءة الإنفاق ورفع الجاهزية وتعزيز التكامل ومشاركة النجاحات، كما حصلت الجامعة على جائزة التميز العلمي في الفرص الإبداعية، لتميزها في خلق الفرص الإبداعية من خلال مبادرة منصة الأعباء الدراسية التي أسهمت في تحقيق وفر مالي من خلال حوكمة ساعات العمل لأعضاء هيئة التدريس وضبط عملية صرف بدل التعليم من خلال منصة مخصصة لذلك.