20 إخوانيا وراء الانقلاب الفاشل في السودان

عودة نظام البشير والقضاء على مكاسب الثورة أول أهداف المتورطين
عودة نظام البشير والقضاء على مكاسب الثورة أول أهداف المتورطين

الثلاثاء - 21 سبتمبر 2021

Tue - 21 Sep 2021

كشفـت مصادر مطلعة أن 20 قياديا من تنظيم الإخوان الإرهابي بقيادة اللواء عبدالباقي بكراوي، كانوا وراء الانقلاب العسكري الفاشل الذي شهدته السودان أمس.

وأشارت إلى أن الضباط العشرين الضالعين في الانقلاب ينتمون إلى الفرقة 39 و40 بسلاح المدرعات، واستغلوا الأحداث الأخيرة التي وقعت في البلاد لا سيما الاضطرابات شرقا، وسيطروا على سلاح المدرعات التابع للجيش السوداني، قبل أن يتم اعتقالهم.

وقالت مصادر متنوعة لشهود عيان نقلتها فضائيات عالمية وعربية بينها قناة «العربية» «إن قادة الانقلاب خططوا لاعتقال أعضاء مجلس السيادة، والمجلس العسكري، على أن تنطلق العملية الانقلابية من أكثر من نقطة، وأكد مصدر حكومي أن منفذي العملية حاولوا السيطرة على مقر الإعلام الرسمي لكنهم فشلوا، وأن محاولة الانقلاب تضمنت مساعيا للسيطرة على إذاعة أم درمان التي تقع على الضفة الأخرى من النيل قبالة العاصمة الخرطوم».

عودة الإخوان

وأكدت مصادر سودانية أن قادة الانقلاب الفاشل ينتمون لتنظيم الإخوان المعزول الذي لعب دورا كبيرا في صناعة القرار بالسودان خلال فترة حكم الرئيس السابق عمر البشير، وأنهم جميعا من الدفعتين 39 و40 بالجيش السوداني من داخل سلاح المدرعات، جنوبي الخرطوم وقاعدة وادي سيدنا شمال أم درمان.

وتشير الدلائل إلى أن الانقلاب هدف إلى عودة نظام البشير والقضاء على مكاسب الثورة السودانية، وقال حمزة بلول وزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، في كلمة مقتضبة عبر التليفزيون الرسمي، «إن مجموعة من ضباط القوات المسلحة من فلول النظام البائد هي المسؤولة عن هذه المحاولة».

وأكد أن الأوضاع تحت السيطرة التامة، وأنه تم إلقاء القبض على قادة المجموعة الانقلابية من العسكريين والمدنيين، ويتم التحري معهم بعد أن تم تصفية آخر جيوب الانقلاب».

وأضاف «إن الأجهزة المختصة تلاحق فلول المشاركين، ودعا مختلف القوى إلى توخي اليقظة والانتباه لمثل هذه المحاولات المتكررة.

تحركات الجيش

وذكرت صحيفة «السوداني» «إن دبابات تحركت من أمام السلاح الطبي وأغلقت الطريق نحو كوبري أم درمان القديم، بجوار البرلمان السوداني، وسط انتشار كثيف للقوات عسكرية في المنطقة، وقطعت إذاعة ام درمان البث، وأعلنت عن وقوع محاولة انقلابية في السودان.

وبالتزامن، وجه محمد الفكي سليمان، عضو مجلس السيادة السوداني والناطق الرسمي باسم المجلس مناشدة لجميع السودانيين، من أجل الدفاع عن البلاد، وقال في تعليق على حسابه على فيس بوك، «هبوا للدفاع عن بلادكم وحماية الانتقال»، إلا أنه عاد وأضاف في تعليق لاحق «الأمور تحت السيطرة والثورة منتصرة»، ثم أكد أن استجواب المشتبه بهم في محاولة الانقلاب سيبدأ.

وكانت بعض المناطق شرق السودان، الذي يضم ولايات البحر الأحمر وكسلا والقضارف، شهدت توترات واشتباكات على خلفية رفض بعض القبائل لاتفاق السلام. وأغلق محتجون ميناء البلاد الرئيس على البحر الأحمر مجددا، والطريق الذي يربط مدينة بورتسودان ببقية ولايات البلاد، احتجاجا على اتفاق السلام الذي وقعته الحكومة العام الماضي في ظل اعتراضات من قبائل في الشرق.

بداية الانقلاب

وبدأ الإعلان عن محاولة الانقلاب صباح أمس، بتدوينة لعضو مجلس السيادة السوداني محمد الفكي على فيس بوك، تحث السودانيين للدفاع عن بلادهم.

وعاد الفكي الذي يعد الرئيس المناوب للجنة تفكيك الإخوان الحكومية بالسودان، ليؤكد السيطرة على الوضع، وإحباط المحاولة.

ونقل شهود عيان أن الجيش السوداني أغلق الجسر الرئيسي «الحديد» الرابط بين أم درمان والخرطم بالدبابات، كما ذكرت أن عشرات الدبابات التابعة للجيش انتشرت على امتداد سلاح المدرعات جنوبي الخرطوم لصد مجموعة حاولت الاستيلاء عليه.

وأفادت وكالة «الأناضول» نقلا مصدر عسكري سوداني بـ»اعتقال 40 ضابطا لتورطهم في المحاولة الانقلابية الفاشلة»، وأشار الفكي إلى أن «الجيش السوداني يتفاوض حاليا مع وحدات عسكرية بسلاح المدرعات تشارك بالانقلاب للاستسلام دون مقاومة».

أصول إخوانية

وينتمي قائد الانقلاب اللواء عبدالباقي بكراوي إلى أصول إخوانية، ويشغل منصب قائد ثاني مدرعات في الجيش السوداني، وأعيد مؤخرا إلى منصبه عقب توقيفه في السابق، إلى مدينة كوستي جنوب الخرطوم، وهو من خريجي الدفعة 39 عام 1988 في الكلية الحربية.

درس الثانوية في مدرسة كوستي الشعبية، ثم تخرج لاحقا من الكلية الحربية السودانية عام 1967، ثم نال ماجستير العلوم العسكرية بكلية القادة والأركان عام 1981، ثم ماجستير العلوم العسكرية من ماليزيا في عام 1983، وزمالة أكاديمية السودان للعلوم الإدارية عام 1987. شارك في حرب العبور 1973.

وكان عضوا في حزب المؤتمر الوطني مع الرئيس المعزول عمر البشير، وشغل العديد من المناصب في الجيش خلال عهد البشير.

محاولة ثانية

ولا تعتبر محاولة الانقلاب الحالية الأولى للواء عبدالباقي بكراوي، حيث سبق ونفذ في عام 2019، مع عدد من الضباط محاولة إنقلاب، وحاول منع قوات الدعم السريع من التقدم صبيحة إعلان وزير الدفاع في حينه عوض بن عوف بيان تنحي البشير.

وتمرد سلاح المدرعات بضاحية الشجرة جنوب الخرطوم، عندما رفض بكراوي تسلم مهام قائده اللواء نصر الدين عبد الفتاح بعد اعتقاله، ثم خضع للتحقيق عام 2020 بتهمة الإساءة لقائد قوات الدعم السريع محمد حميدتي، ولكنه نفى ذلك.

ونقلت وكالة السودان للأنباء (سونا) عن العميد الطاهر أبو هاجه المستشار الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة «إن القوات المسلحة أحبطت محاولة انقلابية، وأن الأوضاع تحت السيطرة»، وتحدثت أنباء أن المتورطين في الانقلاب موالون للرئيس السابق عمر البشير.

تسلسل أحداث الانقلاب

  • ضباط إخوانيون يسيطرون على سلاح المدرعات.

  • التوجه لمقر الإذاعة والتلفزيون لإعلان السيطرة على الحكم.

  • تحرك المجلس السيادي وإعلانه عن محاولة الانقلاب.

  • إغلاق الجسر الرابط بين جنوب الخرطوم وشمالها.

  • انتشار عشرات الدبابات التابعة للجيش في العاصمة.

  • اعتقال المجموعة العسكرية وإعلان إحباط محاولة الانقلاب.