أدباء: «معتزل الكتابة» في السودة.. تدفئة للإلهام وإضاءة للمبدعين

الجمعة - 17 سبتمبر 2021

Fri - 17 Sep 2021

أكد عدد من الأدباء أن «معتزل الكتابة» الذي نظمته هيئة الأدب والنشر والترجمة في السودة بمنطقة عسير، يحقق التفاعل والتواصل الثقافي وينمي التجارب والخبرات، بمشاركة عدد من المؤلفين من المملكة والعالم، مشيدين بهذه التجربة نظرا للتنوع الثقافي الذي ينعكس على حياة الكاتب وإنتاجه الإبداعي.

وثمن القاص والمسرحي يحيى العلكمي الحراك الفعال الذي تقوم به الهيئة، في مجال حركة التأليف والكتابة، مؤكدا على أن نشاط المعتزل الكتابي باعتباره ورشة تطبيقية، يعد من أسس ودعائم تحفيز الكتاب والمبدعين على الإنتاج، عبر توفير الظروف الملائمة، والبيئة الكتابية المناسبة. آملا أن تمتد المبادرة إلى النشء الموهوب في جميع مناطق المملكة.

حالة استلهام

وحول مردود ثقافة المكان على وجدان المبدع، ذكر «إن اختيار معتزلات الكتابة في مناطق سياحية خلابة، وطقس معتدل مريح، يهيئ للكتاب سبل الحضور الذهني والأدائي، ويوفر حالة استلهام وغوص في الذات، وانجذاب نحو أسرار الطبيعة الهادئة مع كسوتها النباتية الخضراء».

وأشاد العلكمي بتواجد مدربين من ذوي الاختصاص في مهارات الكتابة والتأليف يعملون على تأهيل وإثراء فرق العمل الكتابية وإرشادهم إلى الطرق الصحيحة في المجال.

وأشار الناقد والروائي الدكتور معجب الزهراني، إلى أن مشاركة كتاب من بلدان وثقافات مختلفة، ستثري التجربة ومخرجاتها، وقال «الأحاديث والحوارات اليومية، ستحمل وتنقل بالضرورة التجارب الفردية للآخرين، مما يعني وجود ثقافات عديدة تتقاطع وتتحاور يوميا في عديد من الأحوال والمقامات، الأمر الذي يعزز من عملية التفاعل والتبادل، ويشعرهم بمسؤولية فكرية وأخلاقية، تجاه الجهة المستضيفة والمشاركين الذين قد يتحول بعضهم إلى أصدقاء».

الفضاءات العربية

وعن تأثير المكان على الكاتب ونتاجه الأدبي، أبان «التجارب العميقة مثل «معتزل الكتابة»، ثرية ومؤثرة على خيال المبدع حين يخوضها باهتمام وشغف. ولكل مكان شاعرية تغذي إلهام الفنان، خصوصا جماليات الفضاءات العربية الساحرة، وبدون شك ستشكل هذه الإقامة في السودة محطة مهمة ومنعطفا كبيرا في حياة الضيوف وإنتاجهم ولو بعد حين».

من جانبها، شددت كاتبة القصة القصيرة الدكتورة أميمة البدري على أن حياة الكاتب لا تخلو من العزلة، والانفراد بصحبة كتاب وورقة وقلم، مع فكرة يتجاذب وإياها أطراف الحديث، فيخلق عالما من نسيج إبداعه وصدى أفكاره.

وتابعت «معتزل الكتابة أحد الأفكار الملهمة التي تتبناها الهيئة، وتمكن المؤلف من التحليق عبر أدوات وإمكانيات محورية ومهمة. إضافة لتواجد عدد من الكتاب العالميين، أعطى بعدا مكانيا وزمانيا مختلفا»، وأردفت «نتطلع من خلال معتزلات الكتابة إلى ولادة إنتاج مختلف، وفكر أكثر صفاء وديناميكية وتفاعل مع الآخرين».