هل يعترف العالم بطالبان؟

5 دول أبدت استعدادها لإعطاء الشرعية للإمارة الجديدة في أفغانستان اللهجة المعتدلة والانتصار الكبير للحركة يمهدان لقبول دولي أوسع الاتحاد الأوروبي أبدى استعداده.. وأمريكا وبريطانيا وفرنسا متناقضة كوجلين: إعطاؤهم الشرعية خطأ كارثي حيث لا توجد مؤشرات على التغيير
5 دول أبدت استعدادها لإعطاء الشرعية للإمارة الجديدة في أفغانستان اللهجة المعتدلة والانتصار الكبير للحركة يمهدان لقبول دولي أوسع الاتحاد الأوروبي أبدى استعداده.. وأمريكا وبريطانيا وفرنسا متناقضة كوجلين: إعطاؤهم الشرعية خطأ كارثي حيث لا توجد مؤشرات على التغيير

الخميس - 16 سبتمبر 2021

Thu - 16 Sep 2021

فيما اعترفت الأمم المتحدة خلال الساعات الماضية بأنها ستتحاور مع حركة طالبان التي استولت على الحكم في أفغانستان، بات السؤال الذي يشغل الجميع هو: هل تعترف دول العالم بإمارة طالبان الجديدة؟

وبينما تؤكد المؤشرات الأولية أن 5 دول على الأقل ستعترف بشرعية الحركة، هي باكستان وروسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية، يعتبر الأكاديمي البارز في «معهد جيتستون» الأمريكي كون كوجلين أن قادة الاتحاد الأوروبي يرتكبون خطأ إذا وفروا الشرعية الدولية للنظام الجديد، مشيرا إلى أن النبرة الأكثر اعتدالا التي يتبناها قادة طالبان، دفعت عددا من القادة الغربيين البارزين إلى إبداء استعدادهم للعمل مع إمارة أفغانستان، مما أثار المخاوف من أن طالبان ستحقق قريبا هدفها المتمثل بالحصول على قبول القوى العالمية.

عجز أممي

تؤكد الأمم المتحدة أنها عاجزة عن حل كافة المشكلات التي هطلت على أفغانستان، لافتة إلى أنها قد تتحاور مع حركة طالبان، لكنها لا تستطيع التأثير عليها.

وقال الأمين العام أنطونيو غوتيريش «إنه يدعم الجهود الرامية، لإقناع الحركة التي سيطرت على البلاد منذ منتصف أغسطس الماضي بتشكيل حكومة أكثر شمولا مما كانت عليه قبل 20 عاما»، لكنه أضاف «إن الأمم المتحدة ليس لديها قدرة تذكر على الوساطة، وينبغي لها التركيز على موقعها كمنظمة دولية موجودة هناك لدعم الشعب الأفغاني».

واعتبر أن أي إشارة إلى أن المنظمة الدولية يمكنها حل مشكلات أفغانستان ضرب من الأوهام، وردا على سؤال عما إذا كان يشعر بالضغط لمساعدة ذلك البلد في محنته، قال غوتيريش «أعتقد أن ثمة توقعات لا تستند إلى أساس بأن الأمم المتحدة لديها تأثير كبير على الأوضاع، باعتبارها المنظمة الدولية الرئيسة التي لا تزال موجودة هناك».

محاولات ساذجة

ويقول الباحث البريطاني كون كوجلين، محرر شؤون الدفاع والشؤون الخارجية في صحيفة ديلي تليجراف، في تقرير نشره معهد جيتستون الأمريكي «إن المحاولات الساذجة من جانب عدد من القوى الغربية الكبرى لتعزيز العلاقات مع نظام طالبان الذي تم تنصيبه حديثا في كابول، تقوضها المواقف المتشددة التي يتبناها النظام الإسلاموي الجديد».

ويضيف كوجلين، زميل معهد جيتستون، أنه في أعقاب استيلاء حركة طالبان على أفغانستان الشهر الماضي، أعرب عدد من القادة الغربيين البارزين عن استعدادهم للعمل مع النظام الأفغاني الجديد، في أعقاب مزاعم بعض قادة طالبان بأنهم يريدون إنشاء شكل من أشكال الحكم أكثر اعتدالا من نظام طالبان السابق الذي أرهب البلاد في أواخر تسعينيات القرن الماضي.

نهج معتدل

وفي أعقاب استيلاء الحركة على البلاد، بذل قادة طالبان قصارى جهدهم للتأكيد على خططهم الرامية إلى وضع نهج أكثر اعتدالا، وفي أول مؤتمر صحفي لهم بعد السيطرة على البلاد، وعد قادة الحركة بحماية حقوق المرأة، وضمان حرية الإعلام، وعرضوا عفوا على مستوى البلاد عن المسؤولين الحكوميين والعسكريين في حكومة الرئيس أشرف غني السابقة، التي انهارت في حالة من الفوضى بعد قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بإنهاء الدعم العسكري الأمريكي.

كما ذكر ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم الجماعة المسلحة أن طالبان ترغب في إقامة علاقات سلمية مع الدول الأخرى، وأنه لن يسمح لأي جماعة باستخدام الأراضي الأفغانية لشن هجمات ضد أي دولة.

وقال مجاهد «أود أن أؤكد للمجتمع الدولي بما في ذلك الولايات المتحدة أنه لن يتعرض أحد لأذى.. لا نريد أي أعداء داخليين أو خارجيين».

مخاوف مشروعة

ويرى كوجلين أن اللهجة الأكثر اعتدالا التي تبناها قادة طالبان دفعت عددا من القادة الغربيين البارزين إلى الإشارة لاستعدادهم للعمل مع إمارة أفغانستان التي تأسست حديثا، مما أثار مخاوف من أن تحقق طالبان قريبا هدفها المتمثل في كسب قبول دولي من القوى الكبرى في العالم.

وفي المرة الأخيرة التي سيطرت فيها طالبان على أفغانستان، بدءا من تسعينيات القرن الماضي، حصل المسلحون على اعتراف من ثلاث دول فقط هي باكستان والسعودية والإمارات.

والآن شهدت احتمالات حصول الحركة على اعتراف دولي أوسع نطاقا تحسنا كبيرا بعد أن أبدى عدد من السياسيين الأوروبيين البارزين استعدادهم للعمل مع النظام الجديد.

وفى مؤتمر صحفي عقد في أعقاب استيلاء طالبان على أفغانستان قال جوزيب بوريل المنسق الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى «إن التكتل مستعد لإعطاء اهتمام جاد لإقامة علاقات مع الإمارة»، وقال «إن طالبان انتصرت في الحرب لذلك سيكون علينا التحدث معها». وقال «إنها ليست مسألة اعتراف رسمي. إنها مسألة التعامل معهم».

تناقض أوروبي

ويقول كوجلين «إن صدى حماس الاتحاد الأوروبي الواضح لإقامة علاقات مع طالبان تردد في ألمانيا، حيث أشار أرمين لاشيت، مرشح الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه أنجيلا ميركل، لمنصب المستشارية، إلى أن فن السياسة الخارجية الجيدة هو إيجاد حلول مع الدول التي ترفض المجتمعات الأخرى أهدافها ومثلها العليا.

وعلى النقيض من ذلك، كانت فرنسا وبريطانيا أكثر تناقضا بشأن إقامة علاقات مع طالبان، حيث قال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية «إن مسألة الاعتراف بطالبان ليست ذات صلة حاليا بفرنسا»، في حين حذر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من أنه سيكون من الخطأ أن تعترف أي دولة بأي نظام جديد في كابول بشكل سابق لآوانه أو على المستوى الثنائي».

أول الدول المرشحة للاعتراف بطالبان:

  1. باكستان

  2. روسيا

  3. الصين

  4. إيران

  5. كوريا الشمالية




خطأ كارثي

ويرى أن التعاون الوثيق الذي جرى بين طالبان والقوات الغربية في مطار كابول أثناء إجلاء الرعايا الأجانب مؤخرا يعني أن عددا من كبار السياسيين الأوروبيين ما زالوا يعتبرون أنه قد يكون من الممكن قريبا منح النظام الجديد اعترافا رسميا، لكن الخطط الأوروبية لإقامة علاقات أوثق مع كابول تتعرض لتقويض شديد بسبب سلوك نظام طالبان الجديد، الذي يبدو أنه يعود إلى نهجه القديم الذي لا هوادة فيه، بدلا من الوفاء بوعده بإصلاح أساليبه.

ودفع سلوك طالبان الفظ في ملاحقة أعدائها السابقين، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق إتش آر ماكماستر إلى التحذير من قيام الدول الغربية بإقامة علاقات دبلوماسية مع النظام الجديد. ويخلص كوجلين إلى أنه لا توجد أدلة تذكر تشير إلى أن المتشددين مستعدون لاعتماد نهج أكثر تصالحية لحكم الشعب الأفغاني، وهو موقف يجب أن يؤخذ في الاعتبار قبل أن يرتكب القادة الأوروبيون الخطأ الكارثي المتمثل في إضفاء الشرعية الدولية على النظام الجديد في أفغانستان.