عائشة العتيبي

هناك فرص بين الواقع والفشل

الخميس - 16 سبتمبر 2021

Thu - 16 Sep 2021

العبرة وضرب المثل واغتنام الفرص وإظهار الحسن والاستحداث واختلاف الرأي وابتكار الغرض من المألوف وغير المألوف وإيجاد الحلول تعد تلك الأمور أحد المتطلبات التي قد تحدث للشخص أو يتعلم منها، أو قد يعيشها لكي ينقلها لغيره، فعلى سبيل المثال حين تبحث عن قطاع للعمل به وهو أقل من مستواك التعليمي، فهذا يعتبر اغتناما لفرصة جديدة تحاول أن تتطور من خلالها؛ لكي تناسب مستوى التعليم الذي تخرجت منه وحصلت عليه.

ليس عيبا أن نبدأ في مهنة قليلة أو لا تذكر في بدايتها، ولكن العيب الحقيقي أننا لم نجد حتى الآن العمل الذي يضعنا بدائرة الفرصة الحقيقية، حاليا كل شيء مختلف حتى منظور العمل اختلف عن سابقة كثيرا، الفرص تعد موجودة ولكن لم نر ذلك حتى الآن، ولا نعلم ما خلف هذا السبب. ‏

الصور كثيرة وابتكار الصورة يعد ذات صلة قوية بين تصور ما بداخل العقل من فكر وبين الواقع الذي يشاهد بالنظر، فعندما نربط تصورا ما في عقولنا قد نبحر كثيرا في خيالنا، ونبحث عن رابط وسبب مقنع يجعلنا نؤمن بأن ما بداخلنا صحيح وقد يقع يوما ما في أرض واقعنا، نحب الخيال كثيرا ولكن نجهل قيمة الواقع الذي يمكننا أن نعيشه بتصور أفضل، هل يمكننا أن نبدأ من المرحلة الصفرية من جديد ونطور أفكارنا ونستحدث من واقعنا حياة ومشهدا حقيقيا وفرصة ممكنة؟

مهما بلغت الفرصة وطال الأمل بها ربما تأتي وأنت لا تدرك أنها قادمة ومن المحتمل أن تبادر وتسارع إليها بخطواتك كي تمسك بها، لذا مهما حدث وقل صبرك وقلت عزيمتك لا تصب بالضعف والانهزام فما زال أمامك الكثير من النجاحات والفرص، التوقف عن التفكير يعتبر أمرا جيدا بالنسبة للأشخاص غير القادرين على السير نحو الهدف وصنع حياة جديدة وخلق فرصة من لا شيء، وعليك أن تتأكد أن البذل والسعي أهم بكثير من الانتظار، فليس هناك فرصة تأتي دون عمل وليس هناك نجاح دون فشل، نفتقد الفرصة ولكن لم نفتقد الثقة بالله ثم بأنفسنا مهما كان الواقع والإمكانات والظروف فيبقى الظن بالله والسعي وطلب الحياة أمرا ليس بصعب، بل يمكننا أن نحسن الظن ثم نتوكل فما أجمل الاختيار الذي يأتي لنا من الله!.

هنا سوف أخبركم عني.. لقد وصلت لمرحلة الفشل أكثر من المتوقع، وبدأت من نقطة الصفر أكثر مما ينبغي، واستمرت معي تلك المرحلة وعشتها بأكملها حتى وصلت لأن أكتب إليكم مقالا بعنوان: «هناك فرص بين الواقع والفشل»، فقد هزمت أكثر من مرة، أولا حين التحقت بعمل في مجال الإعلام والصحافة دون دراسة سابقة ثم فشلت بتلك المرحلة، ثم عدت من جديد وعملت في الإعلام بمسار إعداد البرامج في إحدى القنوات، وفشلت بسبب لم يدفع لي المال ولم يكتب لي عقد على ما أكتبه وأعمله لهم، فلم يحسب لديهم مجهودي، ثم أكملت مسار الصحافة وتوقفت من جديد لأنني لم أحصل على ما كنت أتمنى ولم أجد لي صحفا ترضى بالإمكانات العالية لدي وهم لم يهتموا بما، أكتب وأنا لم أجد اقتناعا بما أعمل، ثم غادرت الإعلام والصحافة لمدة سنتين، ثم رجعت في زمن الجائحة وبذلت قصارى جهدي، وكتبت في صحيفة الكترونية لمدة ستة أشهر ثم فشلت، لأنني لم أر أي تطور ملحوظ ومتقدم على ما أكتب وبكل صراحة لم يكن لديها أي اهتمام في الكتاب وبما يكتبون وكأن الموضوع لديهم أشبه بالقص واللصق في نشر المقالات بعد إرسالها إليهم، وبعد فترة بحثت وأخبرني أحدهم أنني أستطيع تقديم طلب لوزارة الإعلام لكي أحصل على بطاقة إعلامية من الهئية العامة للإعلام المرئي والمسموع على ما سبق لي من أعمال وخبرات سابقة في مجال الصحافة والإعلام، ونجحت في ذلك، ثم بعد زمن قصيرة كتبت في صحف معروفة كعهدي سابقا، وكان أبرز الصحف التي كتبت بها واخترتها باقتناع هذه الصحيفة الفاضلة عندها وصلت لنقطة اتزان ومصالحة مع نفسي، وكنت مقتنعة جدا بما أعمله الآن وشعرت بتطور ملوحظ ومستوى يشكرني عليه من حولي، فهذه النقطة التي كنت أبحث عنها منذ زمن بعيد، لا تقف حتى لو أصبت بالفشل عدة مرات فقد عشت الفشل أكثر من مرات النجاح فكان هو الدافع والحافز بالنسبة لي والذي جعلني أنطلق لعالم الصحف والصحافة والإعلام من جديد، وهذا ليس آخر النجاحات التي قد أصلها بالتأكيد، فقد كانت نجاحاتي قليلة وفشلي فائق حدود ما يظنه الجميع، فنحن قد نشعر بالفشل ولكن هو الطريق الحقيقي للنجاح، وفي الواقع هذا ما قد حصل.

3ny_dh@