فيصل الشمري

لماذا القوات الأفغانية لم تقاتل طالبان؟

الاحد - 12 سبتمبر 2021

Sun - 12 Sep 2021

لماذا القوات الأفغانية لم تقاتل طالبان؟ بعد مرور عشرين عاما على أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

في شهر أغسطس الولايات المتحدة الأمريكية ممثلة في إدارة الرئيس بايدن قررت التخلي عن مشروعها في أفغانستان وتنسحب بشكل مخز وفشل استراتيجي.

  خرج الرئيس بايدن يتحدث إلى الشعب الأمريكي في 20 أغسطس وكانت كلمته دفاعية لم تراع حجم الولايات المتحدة الأمريكية في المحيط الدولي، وكانت موجهة للناخب الأمريكي تدافع وتبرر الفشل الأمني والاستخباراتي.

  لكن لماذا انهارت القوات الأفغانية بهذه السرعة؟ هناك عدد من العوامل التي من المحتمل أن تكون قد ساهمت في الانهيار. 

أولا، لم تهزم قوات الأمن الأفغانية في ساحة المعركة.

تفاوض قادة الجيش الوطني الأفغاني على مستوى المناطق والمقاطعات على صفقات الاستسلام والنأي بالنفس.

هذا يشير إلى أن الروح المعنوية قد انهارت تماما. كان استيلاء طالبان على السلطة عمليا بغير دماء، على الأقل من حيث المعارك الكبرى. 

ثانيا، استنادا إلى محادثاتي مع المسؤولين الحكوميين الأفغان الحاليين والسابقين وتواصلي بصحفيين أفغان ومؤسسات مجتمع مدني أصيب المسؤولون السياسيون والأمنيون الأفغان بالإحباط بسبب الانسحاب الأمريكي، والقرار الأمريكي الواضح بعدم إرسال قوات إضافية في حالة تحقيق مكاسب طالبان والتخلي الكامل عن الحكومة في كابول ودعم طالبان من الحكومات القريبة.  

قرار إدارة بايدن الانسحاب الكامل وعدم بقاء قوة بسيطة أمريكية كما هو الحال في السنوات الخمس الماضية أو وعد أمريكي بدعم الحكومة الأفغانية والجيش الأفغاني حال تقدم طالبان المدعومة من دول المنطقة.

فيما يتعلق بالدعم الخارجي، لاحظ أن طالبان حصلت بالفعل على دعم عسكري أو استخباري أو دبلوماسي من معظم الحكومات الرئيسة في المنطقة: باكستان وروسيا وإيران وحتى الصين.  حول الدعم الصيني لطالبان قبل أكثر من شهر تقريبا  لقاء بين وزير الخارجية الصيني وانغ يي وزعيم طالبان الملا بارادار.

أشارت الصين علنا ​​إلى أنها تدعم طالبان وبعد سيطرة طالبان على البلاد أعلن متحدثها الرسمي أن الصين هي الحليف الدولي  الأول لأفغانستان. 

وبدلا من محاربة طالبان التي حظيت بدعم معظم جيرانها، اختارت قوات الأمن الأفغانية الاستسلام. كان القتال سيكون انتحارا، وهذا يثير مجموعة من التساؤلات حول «الرابحين» والخاسرين» في أفغانستان. 

للتوضيح، عانت الولايات المتحدة هزيمة مذلة -جزئيا- لحساب بكين وموسكو وطهران وإسلام أباد. الأهداف الأولية هزيمة القاعدة وتدمير طالبان نجحت بها لكن فشلت في الاستراتيجية فيما بعد. طريقة الخروج مخزية جدا وفشل استخباراتي كبير وهزيمة جيوسياسية لحساب الصين وروسيا وباكستان وإيران.  

بينما جادل بعض المسؤولين الأمريكيين بأن الولايات المتحدة بحاجة إلى مغادرة أفغانستان للتركيز على مواجهة الصين وروسيا، فإن أفغانستان جزء من هذه المواجهة وجزء من التنافس الجيوسياسي بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا. 

إذن من فاز (على الأقل في الوقت الحالي)؟ الاستبداد والتطرف الديني وقمع حقوق الإنسان الأساسية والمرأة وبعض المنافسين الرئيسين لأمريكا الصين وروسيا. 

لم تكن هذه المقايضة تستحق العناء، ومن المرجح أن تعاني الولايات المتحدة من العواقب لسنوات قادمة. 

mr_alshammeri@