صالح بن ناصر الحمادي

جائزة الفيصل العالمية

الخميس - 09 سبتمبر 2021

Thu - 09 Sep 2021

كل مرة ألتقي فيها صاحب القامة الرفيعة خالد الفيصل أبلغه تحيات وحب وتقدير عسير وسكانها له فيرد التحية بأحسن منها، وكل مرة أتجول في ربوع عسير أجد بصمة خالد الفيصل وسطره الحيوي الذي كتبه بعناية فائقة ورسمه بريشته الإبداعية، وهيضه إحساسه حومة فكر شاعر المعنى والمبنى.

خالد الفيصل الذي أحب طفولته في الأحساء وشموخه في رياض العز وشبابه في الطائف وجدة ووضع عصارة خبراته وتجاربه لخدمة أطهر بقاع الأرض «مكة المكرمة».

وفاء خالد الفيصل، وحبه لعسير، والإنسان العسيري الذي راهن عليه فكسب الرهان امتد هذا الحب وهذا الوفاء لأبنائه فبندر يعشق عسير وتفاصيلها، وخاصة عندما يحضر صوتها الشادي عبدالله الشريف، وسلطان الذي قدم لوحة وفاء جميلة للغاية وهو يلتقي بزملائه خريجي نموذجية أبها الأسبوع الماضي ليزور مديرها السابق محمد بن حموض «الزيداني»، وأستاذه علي محيا وأحمد النعمي وبقية من عاش وتعايش معهم في المرحلة الثانوية، بل وصل الوفاء إلى أعلى درجاته وهو يزور حارس المدرسة في منزله، أما سعود فقد أثبت نقاء مشاعره وهو يصر في حفل زواجه في قلب الرياض على مشاركة فرقة عسير له في هذه المناسبة كتوثيق للمشاعر الصادقة ليس إلا .....هذه صور تتحدث عنها مجالس ومنتديات عسير لتؤكد مكانة خالد الفيصل وأنجاله في قلوبهم.

كل هذه المقدمة هتفت بها مشاعري وأنا أستعرض منجزات مؤسسة الملك فيصل الخيرية، وأهمها جائزة الملك فيصل العالمية التي استمرت ثلاثة وأربعين عاما قدمت خلالها للبشرية علماء من كل الجنسيات، وتناقلت أخبارها جميع وكالات الأنباء، ووسائل الإعلام العالمية، ووضعت السعودية ككيان في دائرة الضوء العالمي شهر مارس سنويا، وما زال العالم يترقب حفلها المقبل بعد أن أعلنت أسماء الفائزين في العامين الماضيين وحالت جائحة كورونا دون الاحتفاء بما يليق بالفائزين واسم الجائزة في حضرة خادم الحرمين الشريفين.

هنا توقفت وأنا أقلب مشوار ومنجزات المؤسسة في خدمة الإسلام، والمشاريع المستدامة، وإثراء البحث العلمي، وتكريم العلم والعلماء محليا وإقليميا، ودوليا وتساءلت أين الجهات الربحية من مسؤوليتها الاجتماعية؟ واعتبروه سؤالا بريئا للغاية.

أعود إلى مقدمة المقال بكل ما فيه من مشاعر فياضة وأستعير إحدى روائع الأمير الشاعر خالد الفيصل في ليلة عيد مضى

لا جتني الكلمة من الراس أزود

واطوعها لمشاعري بمالا يفسد المعنى

لا جتني الكلمة من الراس أزود

بالخص لا صار خالد الفيصل مصدر القول وهذه لها حكاية أخرى قد أسكبها في مقال لكن قلمي يرتعش!