كشفت الكاتبة ماري تومبسون جونز في كتابها »إلى وزير الخارجية« الصادر عن دبليو دبليو نورتون حالة الانفصال التي يعاني منها الدبلوماسيون الأمريكيون في بلادهم، ومعاناتهم من الأساليب المختلفة والمتصارعة أحيانا لأصحاب المصالح المختلفة في واشنطن، حيث لدى كل منهم أجندته الخاصة، دون أن يكونوا على اطلاع على حقائق الأمور على أرض الواقع.
وتقدم جونز تقييما دقيقا وصادقا للتحديات التي تواجهها السياسة الخارجية الأمريكية، وتسلط الضوء على الفجوة التي تزداد اتساعا بين صانعي القرار في واشنطن ودبلوماسييهم على الأرض عبر وثائق ويكيليكس المسربة 2010.
فجوة الخبرات
وتقدم تسعة فصول مصنفة بحسب الموضوع لمحة عن حياة الدبلوماسيين الأمريكيين والفجوة بين خبراتهم في هذا المجال وبين طموحات صانعي القرار في واشنطن. ومن خلال معالجتها الخبيرة، تتحول الوثائق من مجرد مصدر للفضائح والإحراج الدبلوماسي إلى فرصة مهمة لدراسة الدبلوماسية الأمريكية في الوقت الراهن.
بشكل عام، تبدي الكاتبة الكثير من المهنية وضبط النفس المثير للإعجاب عندما تتعامل مع قضايا سياسية حساسة، بما في ذلك انقلاب عام 2009 في هندوراس، وعلاقات الرئيس جورج بوش مع العالم الإسلامي، وقرار الرئيس باراك أوباما بسحب أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية من أوروبا الشرقية.
صوت الدبلوماسيين
وتطرح جونز الكثير من الأمثلة على طريقة تعامل الدبلوماسيين الأمريكيين مع الأزمات في الخارج، وسفرهم إلى مواقع بعيدة وغريبة للاجتماع مع شخصيات مريبة في بعض الأحيان، وحتى متابعتهم للحياة البرية المعرضة للخطر. وتعد الكاتبة نفسها صوت الدبلوماسيين الأمريكيين الذين لا يحظون بالتقدير الكافي الذي يستحقونه في وزارة الخارجية، وتطلق صوتها لمطالبة «مؤسسة السياسة الخارجية بتضمين أصوات السفارات في عملية صنع القرار».
مهاجمة كلينتون
وتكتب جونز بأسلوب حذر ومسؤول، مراعية أهمية التسلسل الهرمي. ولكنها مع ذلك، في الفصل النقدي الأخير من الكتاب، تهاجم بقوة فترة هيلاري كلينتون كوزيرة للخارجية الأمريكية، وتقول إنها كانت تميل في الشؤون الخارجية والصراعات الداخلية ضمن الإدارة الأمريكية إلى «القبول بالقليل، وكانت تبدد نفوذها على الأمور الصغيرة»، وأنها تتحمل جزءا من المسؤولية في إعادة ترتيب العلاقات مع روسيا بشكل كارثي، مما أدى إلى فشل العلاقات بين البلدين في نهاية المطاف.
وأشارت إلى أن الوثائق الدبلوماسية المسربة في ويكيليكس تترك أثرا طويلا من الأدلة التي لا يمكن تجاهلها، والتي تدين كلينتون، حيث «تظهر هذه الوثائق أن الدبلوماسيين الأمريكيين على الأرض كانوا يرسلون إليها الكثير من المعلومات حول عدوانية الروس وزعزعتهم للاستقرار»، ومع ذلك لم تعمل كلينتون على إجراء التغييرات الضرورية في سياستها الخارجية.
وتضيف الكاتبة أن لدى كلينتون ولعا بإعطاء أهمية كبيرة لتحقيق نجاحات من المرتبة الثانية، بينما لم تكن تعطي الاهتمام الكافي لدول بالغة الأهمية مثل العراق وسوريا وروسيا، مما تسبب بوقوع مشاكل كثيرة في تلك الدول. حتى إن الكاتبة تنتقد المشروع الذي تبنته لتزويد دول العالم الثالث بأفران طبخ نظيفة، وتسخر من هذا المشروع، مشيرة إلى أنه كان بإمكانها عوضا عن ذلك أن تكرس وقتها لأمور عالمية أكثر فاعلية وأهمية.
تملق المساعدين
وعلى الرغم من أن الكتاب بمجمله مكرس للحديث عن تسريبات ويكليكس، إلا أن الكاتبة تركز أيضا في الفصل الخاص بكلينتون على مصدر آخر للتسريبات الدبلوماسية؛ رسائل البريد الالكتروني الخاص بها، والذي كشف عنه أحد القراصنة الالكترونيين في البداية عام 2013، ثم تم نشر الغالبية العظمى من محتويات هذه الرسائل الالكترونية في عام 2015 بموجب قانون حرية المعلومات.
وتنتقد الكاتبة بشدة المساعدين المقربين من كلينتون شيريل ميلز، وهوما ابدين، وفيليب رينز، بسبب تملقهم الشديد لها. من وجهة نظر جونز فإن أحد أسباب فشل كلينتون في عملها هو أنها كانت معزولة عن الواقع بطبقة من أفراد الحاشية الذين كانوا يملؤون بريدها الالكتروني برسائل متملقة، مثل الرسالة التالية التي بعثها رينز لها بعد أن ظهرت في برنامج «لقاء مع الصحافة» في عام 2010 «في كل مرة تقومين فيها بعمل كبير على التلفزيون نسمع من كثير من الأشخاص أنك أديت عملا عظيما. ولكن في هذه المرة، هناك شيء مختلف بشكل ملحوظ.. لم يكن بالإمكان أن تكون الأمور أفضل مما قمت به، واستطعت إنجاز عشرة أضعاف ما كنا نحتاج القيام به».
ماري تومبسون جونز هي حاليا مديرة برنامج الدراسات العالمية والعلاقات الدولية في جامعة نورثايسترين، وهي دبلوماسية مخضرمة وموظفة سابقة في وزارة الخارجية الأمريكية، حيث خدمت فيها 23 عاما وتعيش حاليا في بوسطن.
وتقدم جونز تقييما دقيقا وصادقا للتحديات التي تواجهها السياسة الخارجية الأمريكية، وتسلط الضوء على الفجوة التي تزداد اتساعا بين صانعي القرار في واشنطن ودبلوماسييهم على الأرض عبر وثائق ويكيليكس المسربة 2010.
فجوة الخبرات
وتقدم تسعة فصول مصنفة بحسب الموضوع لمحة عن حياة الدبلوماسيين الأمريكيين والفجوة بين خبراتهم في هذا المجال وبين طموحات صانعي القرار في واشنطن. ومن خلال معالجتها الخبيرة، تتحول الوثائق من مجرد مصدر للفضائح والإحراج الدبلوماسي إلى فرصة مهمة لدراسة الدبلوماسية الأمريكية في الوقت الراهن.
بشكل عام، تبدي الكاتبة الكثير من المهنية وضبط النفس المثير للإعجاب عندما تتعامل مع قضايا سياسية حساسة، بما في ذلك انقلاب عام 2009 في هندوراس، وعلاقات الرئيس جورج بوش مع العالم الإسلامي، وقرار الرئيس باراك أوباما بسحب أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية من أوروبا الشرقية.
صوت الدبلوماسيين
وتطرح جونز الكثير من الأمثلة على طريقة تعامل الدبلوماسيين الأمريكيين مع الأزمات في الخارج، وسفرهم إلى مواقع بعيدة وغريبة للاجتماع مع شخصيات مريبة في بعض الأحيان، وحتى متابعتهم للحياة البرية المعرضة للخطر. وتعد الكاتبة نفسها صوت الدبلوماسيين الأمريكيين الذين لا يحظون بالتقدير الكافي الذي يستحقونه في وزارة الخارجية، وتطلق صوتها لمطالبة «مؤسسة السياسة الخارجية بتضمين أصوات السفارات في عملية صنع القرار».
مهاجمة كلينتون
وتكتب جونز بأسلوب حذر ومسؤول، مراعية أهمية التسلسل الهرمي. ولكنها مع ذلك، في الفصل النقدي الأخير من الكتاب، تهاجم بقوة فترة هيلاري كلينتون كوزيرة للخارجية الأمريكية، وتقول إنها كانت تميل في الشؤون الخارجية والصراعات الداخلية ضمن الإدارة الأمريكية إلى «القبول بالقليل، وكانت تبدد نفوذها على الأمور الصغيرة»، وأنها تتحمل جزءا من المسؤولية في إعادة ترتيب العلاقات مع روسيا بشكل كارثي، مما أدى إلى فشل العلاقات بين البلدين في نهاية المطاف.
وأشارت إلى أن الوثائق الدبلوماسية المسربة في ويكيليكس تترك أثرا طويلا من الأدلة التي لا يمكن تجاهلها، والتي تدين كلينتون، حيث «تظهر هذه الوثائق أن الدبلوماسيين الأمريكيين على الأرض كانوا يرسلون إليها الكثير من المعلومات حول عدوانية الروس وزعزعتهم للاستقرار»، ومع ذلك لم تعمل كلينتون على إجراء التغييرات الضرورية في سياستها الخارجية.
وتضيف الكاتبة أن لدى كلينتون ولعا بإعطاء أهمية كبيرة لتحقيق نجاحات من المرتبة الثانية، بينما لم تكن تعطي الاهتمام الكافي لدول بالغة الأهمية مثل العراق وسوريا وروسيا، مما تسبب بوقوع مشاكل كثيرة في تلك الدول. حتى إن الكاتبة تنتقد المشروع الذي تبنته لتزويد دول العالم الثالث بأفران طبخ نظيفة، وتسخر من هذا المشروع، مشيرة إلى أنه كان بإمكانها عوضا عن ذلك أن تكرس وقتها لأمور عالمية أكثر فاعلية وأهمية.
تملق المساعدين
وعلى الرغم من أن الكتاب بمجمله مكرس للحديث عن تسريبات ويكليكس، إلا أن الكاتبة تركز أيضا في الفصل الخاص بكلينتون على مصدر آخر للتسريبات الدبلوماسية؛ رسائل البريد الالكتروني الخاص بها، والذي كشف عنه أحد القراصنة الالكترونيين في البداية عام 2013، ثم تم نشر الغالبية العظمى من محتويات هذه الرسائل الالكترونية في عام 2015 بموجب قانون حرية المعلومات.
وتنتقد الكاتبة بشدة المساعدين المقربين من كلينتون شيريل ميلز، وهوما ابدين، وفيليب رينز، بسبب تملقهم الشديد لها. من وجهة نظر جونز فإن أحد أسباب فشل كلينتون في عملها هو أنها كانت معزولة عن الواقع بطبقة من أفراد الحاشية الذين كانوا يملؤون بريدها الالكتروني برسائل متملقة، مثل الرسالة التالية التي بعثها رينز لها بعد أن ظهرت في برنامج «لقاء مع الصحافة» في عام 2010 «في كل مرة تقومين فيها بعمل كبير على التلفزيون نسمع من كثير من الأشخاص أنك أديت عملا عظيما. ولكن في هذه المرة، هناك شيء مختلف بشكل ملحوظ.. لم يكن بالإمكان أن تكون الأمور أفضل مما قمت به، واستطعت إنجاز عشرة أضعاف ما كنا نحتاج القيام به».
ماري تومبسون جونز هي حاليا مديرة برنامج الدراسات العالمية والعلاقات الدولية في جامعة نورثايسترين، وهي دبلوماسية مخضرمة وموظفة سابقة في وزارة الخارجية الأمريكية، حيث خدمت فيها 23 عاما وتعيش حاليا في بوسطن.