شاهر النهاري

تركة باراك حسين نقمة جارية

الاثنين - 06 سبتمبر 2021

Mon - 06 Sep 2021

ملوّن من أصول إسلامية قفز إلى رئاسة أقوى بلد في التاريخ، واستغل من ساعدوه تاريخه واختلافه، لتدمير أسس دستور أمريكا، وبالتالي تدمير العالم، وإعادة الترتيب بسياسة ديمقراطية مبتكرة تتطرف في تشويه مبادئ حقوق الإنسان، وتسعى لإخضاع العالم لها، واستمرار فرض إتاواتها وعقوباتها على 144 دولة يوجد فيها قواعد عسكرية أمريكية، وتأجيج الحروب بالإنابة، ودون أن يحارب جنود أمريكا خارج أراضيهم!

خطة أوبامية ركزت على تدمير الدول الإسلامية قاطبة، من داخلها وخارجها وإشعال الخصومات، بتأصيل طموحات الإسلام السياسي، وتباين المذاهب والفرق والجماعات، وتبني دعم الحركات الثورية، وتأصيل الإرهاب.

في بداية رئاسة «ابن حسين» وقف خطيبا على منبر الأزهر، ووهب دعمه المعنوي والفعلي للإخوان، بمعرفة أن مصر مركزية إن ضاعت، ضاع معها كل الشرق الأوسط، كما دعم إيران بقوة، وهيأها لنيل السلاح النووي تراتبيا، ونفخ عزيمة تركيا، ومرت فترتا رئاسته، وهو فاعل يتحكم في عقول من كانوا حوله، أو أنهم كانوا يتحكمون به مستغلين حقده على الإسلام.

السعودية ومن وقف بجانبها ظلوا صامدين يعاندون رياح التغيير، ويسعون لتكوين تكتل إقليمي يحمي دول الشرق من شر مخططاته.

ويأتي الرئيس ترمب، التاجر الشاطر، والذي استلم تركة أوباما، وسعى لتحويل عمليات هدمها إلى أرباح ومكاسب، وعجبا فقد وقف الحزب الديمقراطي ومعظم القوى المقتنعة بمشروع أوباما التخريبي، ضد ترمب، وصارعوه حتى أبعدوه، وقدموا بعده أي بديل يكمل المشروع المقطوع.

وأتى بايدن، متخبطا منذ يومه الأول، فعمل على إضعاف السعودية الحليفة القديمة لأمريكا، والتي تعاني من حرب طويلة مع أذرع إيران، ورفع الحوثي من قائمة الإرهاب، ومنع بيع الأسلحة للسعودية، وحال دون تعاونها الأمني مع روسيا والصين، وعاد لمغازلة إيران، ما أرعب إسرائيل، وجعلها تعتمد على ذاتها بهجمات نوعية على إيران وأذرعها لمنع تمددها، وتعطيل امتلاكها للقنبلة النووية.

واستكمالا لتوزيع تركة أوباما الجارية حاور بايدن طالبان الإرهابية، وخرج بعشوائية من أفغانستان ودون اتخاذ الترتيبات البديهية الأساسية، مكررا ما فعلته أمريكا سابقا في الصومال وسوريا، ولكنه هذه المرة يصنع الكارثة العظمى، ويهب الإرهاب الأسلحة، ووطنا بأكمله.

وتجمعت القاعدة وطالبان وداعش في كابول، ولولا موت ثلاثة عشر جنديا أمريكيا في مطارها، لما اهتزت الخطة، ولما احتجت كثير من العقول الأمريكية على سياسة مدمرة لأمريكا وللعالم.

الضمير العالمي مفزع يترقب، والخوف يسقط الهاربين من الطائرات، كما تتساقط الكوارث على كل بلد إسلامي.

وربما يغادر الرئيس بايدن السياسة لأية أسباب، وحينها هل ستكمل نائبته كامالا هارس نفس الخطة، أم أنها ستقدم سياسة إنسانية نزيهة تنقذ المسلمين من تركة أوباما الجارية ذات الفوضى الخلاقة، ونوايا سحب كل جندي أمريكي من مناطق النزاع، بإمعان في تهميش دور الدولة الأعظم وقيمتها في حفظ النظام والسلام العالميين، استحقاقا لما يصل خزائنها من جبايات؟

المنظر الحالي والمستقبلي سريالي غامض، والدولار يهتز، وأوروبا تتمرد على الوصاية الأمريكية، وخطة أوباما، وجائحة كورونا ستظلان هاجس العالم مهما تقطعتا.

وما لا يريد إدراكه الوعي الأمريكي أن أعداء أمريكا يتكاثرون، وأن الإرهاب سيوجه رماحه نحوها، وأن التسابق على قيادة العالم مهدد بتعاظم قدرات روسيا والصين العسكرية والاقتصادية في فرصة يصعب تكرارها.

shaheralnahari@