هل يعود القذافي إلى حكم ليبيا؟

سيف أعلن نيته خوض الانتخابات الرئاسية.. والساعدي خرج من زنزانته
سيف أعلن نيته خوض الانتخابات الرئاسية.. والساعدي خرج من زنزانته

الاثنين - 06 سبتمبر 2021

Mon - 06 Sep 2021

لا حديث يشغل الليبيين الآن أكثر من ترشح سيف الإسلام القذافي للرئاسة الليبية، خلال الانتخابات التي تجري في ديسمبر المقبل، بدعم من القبائل التي شعرت بالملل من (الخريف الليبي) الذي تسبب في فوضى عارمة وقتال طويل بين الشرق والغرب وظهور ميليشيات إرهابية مدعومة من الخارج.

عاد اسم القذافي بقوة لوسائل الإعلام، بعدما طيرت وكالات الأنباء أمس خبر الإفراج عن الساعدي القذافي وخروجه من زنزانته ومغادرته على الفور على متن طائرة متجهة إلى مدينة إسطنبول التركية، وقبلها بأيام انشغل الليبيون بخبر ترشح سيف الإسلام.. وسط حالة ترقب بين مؤيد ومعارض لعودة الأسرة التي استولت على مقاليد الحكم ما يقارب من 40 عاما في ليبيا.

جدل واسع

حالة من الجدل الواسع انتشرت في ليبيا وبين الإعلام الغربي، بعد أن كشف سيف الإسلام القذافي، نجل رئيس ليبيا الراحل معمر القذافي، لمقربين أنه سيترشح لانتخابات الرئاسة الليبية، بحيث أنه يحظى بدعم من القبائل وروسيا.

نقلت صحيفة «ذا تايمز» البريطانية أن القذافي صاحب الـ46 عاما ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية، رغم أنه مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال قمع الانتفاضة الشعبية التي اندلعت ضد حكم والده.

واعتقل سيف الإسلام الذي كان يجهزه والده لخلافته في نوفمبر 2011 في الجنوب الليبي، إلا أن المجموعة المسلحة التي تحتجزه أعلنت في 2017 إطلاق سراحه، لكن هذا الأمر لم يتأكد ولا يزال مصيره مجهولا.

فرصة ذهبية

يرى ليبيون كثيرون أن هناك فرصة ذهبية لسيف الإسلام للاستفادة من الدعم الروسي له، وفي ظل تأييد القبائل، وشعور الشعب الليبي بالممل من حالة الفوضى المستمرة بين الشرق والغرب، خصوصا أن موسكو تخلت عن دورها المتأرجح في ليبيا وراحت قبل 4 سنوات تفتح قنوات اتصال مع نجل القذافي.

وبحسب الصحف العالمية المتخصصة فإن روسيا تدفع بقوة لإعادته للمشهد السياسي، وهذا ما أكد عليه ميخائيل بوجدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي في تصريح قال فيه «ينبغي أن يلعب سيف دورا في المشهد السياسي الليبي، من قبيل عدم عزل أحد أو إقصائه عن أداء دور سياسي بناء».

دعم القبائل

نجل القذافي الأسير وجد الثقة من خلال قطاع عريض من القبائل والمدن الليبية التي لا تزال تدين بالولاء لعهد القذافي، من مدينة بني وليد (شمال غربي البلاد)، إلى مدينة غات على مشارف الحدود مع الجزائر، إذ تعهد «المجلس الاجتماعي لقبائل الحزام الأخضر» بالاصطفاف خلف سيف الإسلام، ومساندته في المرحلة المقبلة «بغض النظر عن أي عوائق قد تعترض طريق ترشحه».

خاطب «المجلس الاجتماعي» سيف الإسلام بالقول إن «الشرفاء والأحرار الذين يحبون القائد الرمز معمر القذافي، في مناطق الحزام الأخضر معكم بأصواتهم في صناديق الاقتراع، من أجل بناء مشروع ليبيا الغد والخروج من هذا النفق المظلم». والأجواء التي نقلها «المجلس الاجتماعي لقبائل الحزام الأخضر» تكاد تكون مماثلة لما عكسته مدن ومناطق لا تزال تحتفل إلى اليوم بذكرى «ثورة الفاتح من سبتمبر»، وترفع الرايات الخضراء في كل مناسبة، إشارة إلى حقبة الرئيس الراحل.

معارضة أمريكية

دخل مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى جوي هود، على خط القضية مباشرة، وقال إن «العالم لدية مشكلة» في ترشح سيف القذافي في الانتخابات الرئاسية؛ لكونه «أحد مجرمي الحرب، ويخضع لعقوبات أممية وأمريكية».

رفض اتحاد القبائل الليبية كلام المسؤول الأمريكي، وعبر عن استيائه الشديد من تصريح هود بشأن مسألة الانتخابات الليبية، وعده «تدخلا سافرا في الشأن الداخلي». وقال اتحاد القبائل في بيان إن التصريحات هي جزء «من حملة عدوانية لتسفيه مطالب الشعب الليبي وحقه في تقرير مصيره واختيار قياداته التي تناسبه لتسيير شؤون البلاد والمحافظة على سيادتها».

ورأى رئيس منظمة الديمقراطية وحقوق الإنسان عماد الدين المنتصر، أن موقف الإدارة الأمريكية من ترشح سيف الإسلام للانتخابات «له علاقة ببعض المستجدات العالمية»، لافتا إلى أن «احتمالية فوزه سيجعلها في موقف محرج وصعب، وعليها أن تقوم بمواجهته».

مشاكل قانونية

وألمح رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة إلى وجود مشاكل قانونية تمنع سيف الإسلام من الترشح باعتباره مطلوبا للمحكمة الجنائية الدولية، وقال «من حقه أن يترشح للانتخابات باعتباره «ابن قبيلة مهمة» لكن يجب قبل ذلك معالجة مشاكله القانونية».

وكشفت وزيرة العدل الليبية حليمة عبدالرحمن أن الجميع مواطنون ليبيون، في إشارة إلى سيف الإسلام، مشيرة إلى النقاشات التي لا تزال مستمرة حول القاعدة الدستورية للانتخابات والقوانين المنظمة لها، وأضافت أنه عند جهوزية القائمة الرسمية للمرشحين سواء للبرلمان أو الرئاسة، وفي حال تضمنت أسماء تتطلب توضيحا حول جواز ترشحها من عدمه نظرا لوجود أحكام قضائية بشأنها، سيتم إعلان ذلك على الفور.

عودة الغائب

ووصفت حارسة القذافي جميلة المحمودي قرار اعتقال نجل القذافي بأنه غير قانوني وغير مسؤول، ورأت أن قرار القبض على نجل القذافي جاء لإرضاء جماعات ودول لها أجندة خاصة ولا تريد عودة القذافي الابن للمشهد السياسي.

وأشارت في فيديو استحالة تنفيذ قرار القبض علي ابن القذافي، واصفة القرار بأنه لا يساوي الحبر الذي كتب به، وأكدت أن القذافي الابن كان قد ظهر في لقاء مع صحيفة « نيويورك تايمز « بلحية غزاها الشيب مرتديا عباءة سوداء، لافتا إلى أن ظهور القذافي الابن جاء بعد غياب 10 سنوات.

خروج الساعدي

وفيما يشغل حديث ترشح سيف الإسلام الإعلام الغربي، أطلق في الساعات الماضية سراح أخيه الساعدي، بعد مفاوضات ضمت شخصيات قبلية بارزة ورئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة، ووزير الداخلية السابق فتحي باشاغا.

وكانت وزارة العدل قالت في 2018 إن الساعدي القذافي ثبت أنه غير مذنب بارتكاب القتل والخداع والتهديد والاسترقاق والتشهير باللاعب السابق بشير الرياني.

وانتشرت صورة جواز سفر الساعدي، الذي كتب عليه «مغادرة على طائرة خاصة تابعة للجهاز التنفيذي للطيران الخاص (..) قاهرة-إسطنبول الساعة 21:45 مساء».

وكانت حكومة الوحدة الوطنية الليبية أكدت الإفراج عن الساعدي الذي فر إلى النيجر خلال الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي، لكن تم تسليمه إلى ليبيا في 2014 وسجن منذ ذلك الحين في طرابلس.

سيف الإسلام القذافي

  • مواليد 5 يونيو 1972

  • ولد في باب العزيزية بطرابلس

  • الابن الأول للعقيد القذافي من زوجته الثانية السيدة صفية فركاش

  • لديه 6 أشقاء من بينهم أخت واحدة

  • أصبح مطلوبا لدى المحكمة الجنائية الدولية في يونيو 2011

  • أعلن المجلس الوطني الانتقالي اعتقاله خلال معركة طرابلس في أغسطس 2011

  • ظهر بعد ساعات قليلة على قنوات فضائية، نافيا خبر اعتقاله

  • اعتقل مع مرافقيه في منطقة صحراوية قرب مدينة أوباري 19 نوفمبر 2011

  • في يونيو 2017 أعلنت كتيبة أبوبكر الصديق الليبية إطلاق سراحه ومغادرته مدينة الزنتان

  • التحق بـكلية لندن للاقتصاد التي نال منها شهادة الدكتوراه

  • له اهتمامات فنية حيث يعنى بالرسم، وأقام العديد من المعارض الفنية

  • قضت محكمة استئناف طرابلس في 2015 بإعدام سيف الإسلام القذافي رميا بالرصاص