سباق السعادة

تفاعل
تفاعل

الجمعة - 29 يوليو 2016

Fri - 29 Jul 2016

مضمار مراهنات كاذب تتبارى فيه جوادات عبراتية غير أصيلة النسب.. كل يعرض على شاكلته أساريره ومباهجه غير الحقيقية والمبطنة بالسواد.. أتربة ظلمات إما منهم أو عليهم غطت على ملامح الأحاسيس الحقيقية والتي يخشى البعض معايشتها فيعكسها للغير ليظهروها وترجع لهم أحداثهم من أفواه الغير فيصدقوها، تماما كغسيل الأموال، نفس المال يخرج من مصدره المتعفن ويمر عبر قنوات تحلية وهمية وتعود لأصحابها فيختاروا تصديق تحللها لعدم مقدرتهم على معايشة عدمها! تتماشى هذه الصور الحدثية مع نقص الحب والسعادة الحقيقية...

فكلما تأصل الإحساس تبطن وخفت! وكلما بهت المذاق علا صوته... فالإحساس كما الماديات، راهن على ما خف وزنه وغلا ثمنه... الحب صلاة سر لا يجوز الجهر بها.. وهو لا يقلل من ثوابها أو قبولها بإذن الله فتأكد ممن تلا على قلبك كتابا غير موقوت... صلوات غير جهرية تسري من القلب وتستقر في الأعين ونبرات همس الاسم بلحن قول مختلف..



توجه قلبي قبل جسدي لدار الحي فكعادتي أصبحت أتردد تكرارا على النافورة الراقصة والتي كلما ابتدأت وقفت أمامها وتخيلتني أقود اللحن والنسق وتخيلت الماء ينصاع لي وتخيلت همومي تصعد وتنزل مع زفيفات الماء والتي بروعتها تواري قبح الواقع ولو للحظات..



ماذا لو جعلت هذه النافورة مثلي الأعلى اليوم! تعلمت منها للإبداع فتعمقت في سر الماء والذي أصلا أنا منه! الماء الذي هو أصل حياتي فلولا الماء ما كنت حيا... من هنا ينبع سر الإنسان مع الراحة التي تأتيه فور رؤيته الماء ولتمكن الماء من غسل أوساخنا وقذاراتنا الداخلية والخارجية.. ولقدرة الماء على جلي ما ظهر وما بطن على الإطلاق..



وما بين الماء وتمايله مع الموسيقى أحدثني عما بدر مني وأطال عمر شقائي فلا مستمع لي اليوم وإن علا صوتي لتمايل جميع المسامع مع أشرطة الماء الإبداعية التي تعلو وتدنو، وكل يعلو ويدنو بأمنيات أغلبها عقيم واشتياقات ولهفات أغلبها لئيم يتقلب فيها يمينا ويسارا فباطن ألبابنا تردد: إن تراقصت المياه فالأولى أن تتراقص أحلامي.