80 % من أفيون العالم في أيدي طالبان
استيلاء الحركة على مقاليد الأمور يغرق أفغانستان في أزمة اقتصادية
الجهات المانحة الأجنبية توقف تمويل الموازنة وتضع البلاد في ورطة
ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية وماكينات الصرافة بلا أموال
العملة الوطنية تواصل التراجع.. وتصاعد كبير في أسعار البنزين
استيلاء الحركة على مقاليد الأمور يغرق أفغانستان في أزمة اقتصادية
الجهات المانحة الأجنبية توقف تمويل الموازنة وتضع البلاد في ورطة
ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية وماكينات الصرافة بلا أموال
العملة الوطنية تواصل التراجع.. وتصاعد كبير في أسعار البنزين
الأحد - 29 أغسطس 2021
Sun - 29 Aug 2021
رفع استيلاء حركة طالبان على مقاليد الأمور داخل أفغانستان سعر الأفيون إلى 3 أضعاف عالميا، حيث ينتج البلد الآسيوي 80% مما يستخدمه العالم من المادة المحرمة دينيا والممنوعة دوليا.
ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال»عن سكان بعض مناطق زراعة الخشخاش الرئيسية أن قادة طالبان الذين يسعون للحصول على قبول دولي بعد الاستيلاء على السلطة في أفغانستان، طلبوا من المزارعين التوقف عن زراعة الخشخاش، وهو ما تسبب بارتفاع جنوني لأسعار الأفيون الخام في جميع أنحاء البلاد، وقالت إنها تضاعفت ثلاث مرات، من حوالي 70 دولارا إلى حوالي 200 دولار للكيلوجرام، بسبب الغموض الذي يكتنف الإنتاج المستقبلي.
وأشارت إلى أن ممثلي طالبان بدؤوا في الأيام الماضية، إخبار تجمعات القرويين في مقاطعة قندهار الجنوبية، إحدى المناطق الرئيسية المنتجة للأفيون في البلاد، أن المحصول، وهو جزء مهم من الاقتصاد المحلي، سيتم حظره الآن.
وشدد المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في مؤتمر صحفي بكابول على أن حكام البلاد الجدد لن يسمحوا بتجارة المخدرات.
80 % أفيون
وتمثل أفغانستان حوالي 80% من صادرات العالم من المواد الأفيونية غير المشروعة، ويبدأ موسم زراعة الخشخاش في غضون شهر تقريبا.
وفشل عقدان من محاولات الولايات المتحدة لكبح تجارة المخدرات في أفغانستان، ويرجع ذلك جزئيا إلى التكلفة السياسية الهائلة لعزل المزارعين الأفغان الذين يعتمدون على محاصيل الخشخاش في كسب عيشهم.
وتنذر محاولات طالبان للقيام بالأمر نفسه بتقويض الدعم الشعبي للحركة، وحرمان إدارتها الجديدة من مصدر مهم للإيرادات في وقت تنقطع فيه أفغانستان عن النظام المالي العالمي والمساعدات الخارجية.
الزعفران البديل
وأكد سكان أن سعر الأفيون تضاعف في مدينة مزار الشريف بشمال البلاد، حيث يتم تحويل الأفيون الخام إلى هيروين، وتقول حكومات غربية إن طالبان كانت دائما من أكبر المستفيدين من صناعة المخدرات واستخدمت الضرائب على تجارة المخدرات لتمويل تمردها المستمر منذ 20 عاما.
وأشار مزارع أفيون في قندهار حضر اجتماعا بين القرويين وطالبان، في مقابلة عبر الهاتف إلى أن المزارعين غير سعداء، ولكن لن يكون لديهم خيار سوى الانصياع إذا تحركت طالبان لفرض الحظر.
وقال «لا يمكننا معارضة قرار طالبان... هم الحكومة»، مضيفا أن الحركة طلبت من الناس زراعة محاصيل أخرى، مثل الزعفران، و»أخبرونا أنه عندما نحظر الخشخاش، سنحرص على أن يكون لديك محصول بديل».
تصدير الخشخاش
ومع الطرق المهدمة في أفغانستان وضعف البنية التحتية للتخزين وقلة منافذ التصدير، يعتبر الخشخاش أحد المحاصيل النقدية القليلة المتاحة للمزارعين المحليين. ومع أن الزعفران، الذي صار عنصرا أساسيا في الجهود الأمريكية لمكافحة المخدرات في أفغانستان، عنصر مهم أيضا، لكنه ليس مربحا أو مطلوبا كالخشخاش.
وقال مزارع الخشخاش في منطقة تشورا في أوروزغان في مقابلة عبر الهاتف «إذا حظرت طالبان زراعة الخشخاش، سيموت الناس جوعا، خاصة عندما تتوقف المساعدات الدولية... ما زلنا نأمل أن يسمحوا لنا بزراعة الخشخاش، لا شيء يمكن أن يعوض عن الدخل الذي نحصل عليه من زراعته».
منع المخدرات
وكانت طالبان منعت زراعة الأفيون عندما كانت في السلطة قبل الغزو الأمريكي عام 2001، قبل أن تفرض عقوبات على استهلاك المخدرات فقط، لا على زراعتها والاتجار بها. وعندما سعت عام 2000 للحصول على قبول دولي لنظامها، شنت حملة واسعة على زراعة الأفيون، وقالت فاندا فيلهاب براون، الزميلة البارزة في معهد بروكينجز والتي تتابع أفغانستان، إن هذا الحظر أدى إلى انخفاض الإنتاج بنسبة 90%، إلا أنه كبد طالبان كلفة سياسية ضخمة.
ارتفاع الأسعارعلى صعيد متصل، فقد مئات الآلاف من الأفغان وظائفهم منذ استيلاء حركة طالبان على مقاليد الأمور في البلاد قبل أسبوعين، ويخشى كثيرون على مستقبلهم في ظل إغلاق معظم البنوك أبوابها، وارتفاع الأسعار.
ولا يستطيع المواطن الأفغاني، ميرساي، أن يصدق كيف تغيرت حياته منذ ذلك اليوم، فقبل الخامس عشر من أغسطس الحالي، كان الروتين اليومي لميرساي يسير على هذا النحو: ركوب سيارة أجرة، مشاركة مع آخرين، إلى الحي الحكومي بجنوب العاصمة الأفغانية كابول، حيث يعمل في مكتب مسؤول عن تدقيق حسابات الوزارات. وبعد انقضاء ساعات العمل، اعتاد الرجل الذهاب لممارسة الرياضة، أو تدخين الأرجيلة مع أصدقائه بأحد المقاهي، قبل أن يعود إلى بيته، ولكن كل شيء قد تغير الآن، ولم يعد من الممكن أن يحدث شيء من هذا.
حبيس البيت
ويقول ميرساي، الذي رفض أن يذكر اسمه كاملا «أعمل في وظيفتي منذ عشرة أعوام... و(الآن) صرت حبيسا في بيتني».
وهذه الأيام التي يحسبها ميرساي بدقة، تمثل الفترة منذ عودة حركة طالبان الإسلامية المتشددة إلى السلطة في أفغانستان، في تغير مفاجئ للبلاد بأسرها، ليس على الصعيد السياسي فحسب، بل والاقتصادي أيضا.
ولا يستطيع عدة مئات آلاف من الأشخاص، بينهم بشكل عملي جميع موظفي الحكومة، والشركات الخاصة، العودة إلى أعمالهم. وقد صار الاقتصاد الأفغاني- الذي يعاني بالفعل من تداعيات وباء فيروس كورونا، وتقلص حجم المساعدات الخارجية، وتدهور الأوضاع الأمنية - في حالة انهيار.
تراجع العملة
وقال ميرساي لوكالة الأنباء الألمانية عبر الهاتف، إن آخر شيك راتب تلقاه كان قبل أكثر من أربعين يوما، وأوضح أن الراتب لم يكن يكفي في الأساس لإطعام أفراد أسرته، وتابع «والآن أنا لا أملك حتى ذلك».
وعلى مدار الأيام الماضية، اعتاد ميرساي التنقل بين ماكينات الصرف الآلي في منطقته، أملا في أن يتمكن من سحب مدخراته البسيطة، ولكن هيهات، فهناك مئات الآلاف غيره يقفون في طوابير طويلة دون جدوى، حيث لم تخرج الماكينات نقودا، بل إيصالات فحسب.
وفي ظل نفاد السيولة النقدية في العاصمة كابول، يتحدث سكان المدينة عن ارتفاعات حادة في الأسعار، حيث زادت أسعار المواد الغذائية بحوالي 15%، وارتفع سعر لتر البنزين من 50 إلى 60 أفغانيا (58 إلى 80 سنتا)، كما سجلت قيمة العملة الوطنية (الأفغاني) مزيدا من التراجع أمام الدولار.
l 9 مليارات دولار جمدتها الحكومة الأمريكية.
أرقام من أفغانستان:
ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال»عن سكان بعض مناطق زراعة الخشخاش الرئيسية أن قادة طالبان الذين يسعون للحصول على قبول دولي بعد الاستيلاء على السلطة في أفغانستان، طلبوا من المزارعين التوقف عن زراعة الخشخاش، وهو ما تسبب بارتفاع جنوني لأسعار الأفيون الخام في جميع أنحاء البلاد، وقالت إنها تضاعفت ثلاث مرات، من حوالي 70 دولارا إلى حوالي 200 دولار للكيلوجرام، بسبب الغموض الذي يكتنف الإنتاج المستقبلي.
وأشارت إلى أن ممثلي طالبان بدؤوا في الأيام الماضية، إخبار تجمعات القرويين في مقاطعة قندهار الجنوبية، إحدى المناطق الرئيسية المنتجة للأفيون في البلاد، أن المحصول، وهو جزء مهم من الاقتصاد المحلي، سيتم حظره الآن.
وشدد المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في مؤتمر صحفي بكابول على أن حكام البلاد الجدد لن يسمحوا بتجارة المخدرات.
80 % أفيون
وتمثل أفغانستان حوالي 80% من صادرات العالم من المواد الأفيونية غير المشروعة، ويبدأ موسم زراعة الخشخاش في غضون شهر تقريبا.
وفشل عقدان من محاولات الولايات المتحدة لكبح تجارة المخدرات في أفغانستان، ويرجع ذلك جزئيا إلى التكلفة السياسية الهائلة لعزل المزارعين الأفغان الذين يعتمدون على محاصيل الخشخاش في كسب عيشهم.
وتنذر محاولات طالبان للقيام بالأمر نفسه بتقويض الدعم الشعبي للحركة، وحرمان إدارتها الجديدة من مصدر مهم للإيرادات في وقت تنقطع فيه أفغانستان عن النظام المالي العالمي والمساعدات الخارجية.
الزعفران البديل
وأكد سكان أن سعر الأفيون تضاعف في مدينة مزار الشريف بشمال البلاد، حيث يتم تحويل الأفيون الخام إلى هيروين، وتقول حكومات غربية إن طالبان كانت دائما من أكبر المستفيدين من صناعة المخدرات واستخدمت الضرائب على تجارة المخدرات لتمويل تمردها المستمر منذ 20 عاما.
وأشار مزارع أفيون في قندهار حضر اجتماعا بين القرويين وطالبان، في مقابلة عبر الهاتف إلى أن المزارعين غير سعداء، ولكن لن يكون لديهم خيار سوى الانصياع إذا تحركت طالبان لفرض الحظر.
وقال «لا يمكننا معارضة قرار طالبان... هم الحكومة»، مضيفا أن الحركة طلبت من الناس زراعة محاصيل أخرى، مثل الزعفران، و»أخبرونا أنه عندما نحظر الخشخاش، سنحرص على أن يكون لديك محصول بديل».
تصدير الخشخاش
ومع الطرق المهدمة في أفغانستان وضعف البنية التحتية للتخزين وقلة منافذ التصدير، يعتبر الخشخاش أحد المحاصيل النقدية القليلة المتاحة للمزارعين المحليين. ومع أن الزعفران، الذي صار عنصرا أساسيا في الجهود الأمريكية لمكافحة المخدرات في أفغانستان، عنصر مهم أيضا، لكنه ليس مربحا أو مطلوبا كالخشخاش.
وقال مزارع الخشخاش في منطقة تشورا في أوروزغان في مقابلة عبر الهاتف «إذا حظرت طالبان زراعة الخشخاش، سيموت الناس جوعا، خاصة عندما تتوقف المساعدات الدولية... ما زلنا نأمل أن يسمحوا لنا بزراعة الخشخاش، لا شيء يمكن أن يعوض عن الدخل الذي نحصل عليه من زراعته».
منع المخدرات
وكانت طالبان منعت زراعة الأفيون عندما كانت في السلطة قبل الغزو الأمريكي عام 2001، قبل أن تفرض عقوبات على استهلاك المخدرات فقط، لا على زراعتها والاتجار بها. وعندما سعت عام 2000 للحصول على قبول دولي لنظامها، شنت حملة واسعة على زراعة الأفيون، وقالت فاندا فيلهاب براون، الزميلة البارزة في معهد بروكينجز والتي تتابع أفغانستان، إن هذا الحظر أدى إلى انخفاض الإنتاج بنسبة 90%، إلا أنه كبد طالبان كلفة سياسية ضخمة.
ارتفاع الأسعارعلى صعيد متصل، فقد مئات الآلاف من الأفغان وظائفهم منذ استيلاء حركة طالبان على مقاليد الأمور في البلاد قبل أسبوعين، ويخشى كثيرون على مستقبلهم في ظل إغلاق معظم البنوك أبوابها، وارتفاع الأسعار.
ولا يستطيع المواطن الأفغاني، ميرساي، أن يصدق كيف تغيرت حياته منذ ذلك اليوم، فقبل الخامس عشر من أغسطس الحالي، كان الروتين اليومي لميرساي يسير على هذا النحو: ركوب سيارة أجرة، مشاركة مع آخرين، إلى الحي الحكومي بجنوب العاصمة الأفغانية كابول، حيث يعمل في مكتب مسؤول عن تدقيق حسابات الوزارات. وبعد انقضاء ساعات العمل، اعتاد الرجل الذهاب لممارسة الرياضة، أو تدخين الأرجيلة مع أصدقائه بأحد المقاهي، قبل أن يعود إلى بيته، ولكن كل شيء قد تغير الآن، ولم يعد من الممكن أن يحدث شيء من هذا.
حبيس البيت
ويقول ميرساي، الذي رفض أن يذكر اسمه كاملا «أعمل في وظيفتي منذ عشرة أعوام... و(الآن) صرت حبيسا في بيتني».
وهذه الأيام التي يحسبها ميرساي بدقة، تمثل الفترة منذ عودة حركة طالبان الإسلامية المتشددة إلى السلطة في أفغانستان، في تغير مفاجئ للبلاد بأسرها، ليس على الصعيد السياسي فحسب، بل والاقتصادي أيضا.
ولا يستطيع عدة مئات آلاف من الأشخاص، بينهم بشكل عملي جميع موظفي الحكومة، والشركات الخاصة، العودة إلى أعمالهم. وقد صار الاقتصاد الأفغاني- الذي يعاني بالفعل من تداعيات وباء فيروس كورونا، وتقلص حجم المساعدات الخارجية، وتدهور الأوضاع الأمنية - في حالة انهيار.
تراجع العملة
وقال ميرساي لوكالة الأنباء الألمانية عبر الهاتف، إن آخر شيك راتب تلقاه كان قبل أكثر من أربعين يوما، وأوضح أن الراتب لم يكن يكفي في الأساس لإطعام أفراد أسرته، وتابع «والآن أنا لا أملك حتى ذلك».
وعلى مدار الأيام الماضية، اعتاد ميرساي التنقل بين ماكينات الصرف الآلي في منطقته، أملا في أن يتمكن من سحب مدخراته البسيطة، ولكن هيهات، فهناك مئات الآلاف غيره يقفون في طوابير طويلة دون جدوى، حيث لم تخرج الماكينات نقودا، بل إيصالات فحسب.
وفي ظل نفاد السيولة النقدية في العاصمة كابول، يتحدث سكان المدينة عن ارتفاعات حادة في الأسعار، حيث زادت أسعار المواد الغذائية بحوالي 15%، وارتفع سعر لتر البنزين من 50 إلى 60 أفغانيا (58 إلى 80 سنتا)، كما سجلت قيمة العملة الوطنية (الأفغاني) مزيدا من التراجع أمام الدولار.
l 9 مليارات دولار جمدتها الحكومة الأمريكية.
أرقام من أفغانستان:
- 80 % من الميزانية يتم تدبيرها من المساعدات الدولية.
- 370 مليون دولار منحة توقفت من صندوق النقد الدولي.
- 200 دولار فقط يسمح بسحبها كل 24 ساعة من ماكينات الصراف الآلي.