عبدالله قاسم العنزي

مهارة إدارة السمعة لمكاتب المحاماة

الاحد - 29 أغسطس 2021

Sun - 29 Aug 2021

السمعة المتميزة هي الأساس الراسخ الذي يدفع مكاتب أو شركات المحاماة إلى المزيد من الرقي، ويمهد الطريق لنجاح مخرجاتها، ورغم ذلك تفقد الكثير من مكاتب المحاماة أو بعض شركات المحاماة قوتها وتضيع فرصا عظيمة لزيادة قيمتها وقيمة مخرجاتها عندما تتجاهل دور الاتصال مع بيئتها الخارجية وأصحاب المصلحة، إضافة إلى إدارة سمعتها كمنشأة قانونية.

وبلا أدنى شك أن سمعة المحامي الشخصية أو سمعة مكتبه كفريق عمل هي رأسمال لا يستهان به، ويعد أصلا من أصول البنية التحتية لأي منشأة كانت صغيرة أم كبيرة. وتعد السمعة ركيزة أساسية تتكئ عليها أي شركة قانونية أو مكتب محام وتسهم بشكل رئيس في بناء جسور التواصل القوية بين المنشأة والجمهور، وهذه الجسور تتشكل من عدة عناصر مهمة على رأسها الثقة والمصداقية وجودة الخدمة، وبالتأكيد أن هذه المخرجات هي التي تميز أي منشأة عن غيرها وتؤدي في النهاية إلى نجاح الأهداف المنشودة لأي محام في قطاع العمل.

إذا يتبين لنا مما سبق بأن إدارة السمعة هي عملية ذهنية تحتاج إلى فن في الإدارة من أجل تحقيق التميز في ظل التنافسية الكبيرة في قطاع المحاماة، وخاصة في التقدم التقني – السوشيال ميديا – الذي يتيح للمحامي الوصول إلى الجمهور في وقت قصير وبسرعة هائلة، ويقدم خدماته ويعطي لجمهوره الانطباع عن جودة مخرجات أعماله القانونية، وفي هذا الإطار يحدد نشاط المحامي أو فريق عمله على مواقع التواصل الاجتماعي على ثلاثة محاور وهي:

أولا: أن يضع خطة لإدارة سمعته أو سمعة مكتبه أو سمعة الكيان القانوني وهي استراتيجية ذات أهداف متعددة تحتاج إلى مؤشرات قياس لمعرفة مدى جدوى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في جذب العملاء لطلب الخدمات القضائية والقانونية من المحامي.

ثانيا: نشر الوعي القانوني بالمجتمع كخدمة اجتماعية بمعنى تشجيع المستفيدين لمعرفة حقوقهم والواجبات التي عليهم وإجراءات التعامل مع المؤسسات العدلية أو الأمنية أو الخدمية وتوضيح حل المشكلات الإجرائية أو القانونية التي ربما يقع فيها المستفيد أو يبحث عن حل لها قبل أو بعد وقوعها، والإسهام في نشر قيم احترام القانون بين الأفراد.

ثالثا: تقديم الخدمات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف منصاته وتعريف المستفيدين بالخدمات التي يقدمها الكيان القانوني أو المحامي أو فريق عمل مكتب المحاماة وما هي أبرز الإنجازات التي حققها فريق العمل أو شخص المحامي في مسيرة خدمته في قطاع الخدمات القانونية.

وفي الختام: إن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذوحدين، فإما يعطي عنك انطباعا إيجابيا وتصورا حسنا عن الخدمات التي تقدمها ومدى جودتها ومصداقية تعاملك، أو أنه يعطي انطباعا سلبيا بحيث ينظر إلى ضحالة شخصية المحامي خصوصا إذا دخل في مهاترات أو صراعات فكرية أو مواضيع جانبية يكثر الاختلاف عليها ويصعب التقييم فيها لمن معه الحق والصواب.

فبحسب معرفتي إن هناك محامين خسروا سمعتهم وفقدوا الكثير من عملائهم على مستوى الأفراد والشركات بسبب نشرهم لمواضيع لا تليق بشخصية مهنية أو لمهنة المحاماة التي يرتبط شرفها بهدفها النبيل من حيث إعادة الحقوق إلى أصحابها ونصرة المظلوم.

expert_55@