محمد الباز

3 خطوات تفصلك عن نجاح الموظف الجديد

السبت - 28 أغسطس 2021

Sat - 28 Aug 2021

في يناير 2018، نجح فريق برشلونة في الحصول على خدمات فيليبي كوتينيو من صفوف ليفربول، وذلك في صفقة قياسية وصلت قيمتها إلى 120 مليون يورو (إلى جانب 40 مليون أخرى كإضافات) ليكون النجم البرازيلي بذلك أغلى صفقات النادي الكتالوني.

لكن حين ننظر إلى قيمة الصفقة ومردود «كوتينيو» على مدار ثلاثة مواسم ونصف في إسبانيا «تخللتها إعارة لمدة عام لبايرن ميونخ» فإننا يمكن أن نعتبرها عن جدارة واحدة من أسوأ الصفقات التي تم إبرامها عبر التاريخ، خاصة وأن النجم البرازيلي شارك خلال تلك الفترة في 90 مباراة بجميع المسابقات، سجل خلالها 23 هدفا فقط وصنع 14 أخرى لزملائه.

هناك العديد من الأسباب وراء فشل «كوتينيو»، ولكن أعتقد أن أبرزها على الإطلاق يعود إلى انتقاله لبرشلونة في يناير «منتصف الموسم»، وبالتالي عدم وجود وقت كاف له للتأقلم مع الفريق وتكوين علاقات وثيقة مع اللاعبين، وزاد الطين بلة أن «فالفيردي»، المدير الفني للفريق وقتها، غير مركزه من صانع الألعاب إلى الجناح الأيسر الهجومي، على أمل أن يقوم بتعويض رحيل نيمار إلى باريس سان جيرمان.

لقد فشل «فالفيردي» عن جدارة في تنظيم وضع «كوتينيو» ومساعدته على التأقلم، ليفقد اللاعب ثقته بنفسه ومستواه وبالتالي قيمته السوقية، والتي وصلت حاليا لـ30 مليون يورو فقط.

يتطابق الأمر تماما في عالم البيزنس، فحين تتعاقد مع موظف مثالي جديد فإنك ترغب منه مواصلة التألق في فريقك وبالتالي تمكينك من تحسين أعمالك، ولكن حينها تأتي عقبة «التأقلم» لتحوله إما إلى محمد صلاح في ليفربول أو «كوتينيو» في برشلونة، فكيف تضمن تأقلمه بشكل مثالي مع فريقك؟! يتم الأمر، من وجهة نظري، عبر الالتزام بالمراحل الثلاث التالية:  

أولا: مرحلة «الخطوبة»: إنها المرحلة الأولى، حيث قد يكون هذا الموظف الجديد متوترا من البداية الجديدة، وهنا يظهر دور المدير الناجح في تعريفه على كافة الموظفين القدامى بصورة وافية، وكافة فرق العمل «خاصة تلك التي سيتعامل معها بشكل مباشر لإتمام القيام بعمله» مع شرح طبيعة العمل بشكل دقيق. 

 ثانيا: مرحلة الاقتحام هي المرحلة التي يفشل فيها الموظفون الجدد في العادة، حيث قد يظهر فيها الاختلاف الكبير بينهم وبين كافة أعضاء الفريق، سواء على المستوى الثقافي أو الاجتماعي أو طبيعة التفكير، كما قد تظهر مقاومتهم للمهام التي يتولونها، فيما يحاول بعض منهم الحصول على صلاحيات أكبر من المحددة له بالفعل.

يترتب على ذلك زيادة حدة الصراعات بين الموظفين الجدد وقائدهم أو بينهم وبين بعض، وبالتالي يجب حينها على المدير الناجح أن يتمتع بالذكاء الكافي في التواصل معهم بفاعلية وفي نفس الوقت يحرص على التزامهم بالمهام المطلوبة منهم، مع وضع قواعد صارمة لضبط النظام داخل الفريق، أو قد يضطر أيضا إلى استبعادهم حفاظا على مصلحة الفريق ككل، حال فشل في إنهاء تلك الصراعات.

ثالثا: مرحلة الأداء والتألق أو مرحلة تحقيق الأهداف، وهي المرحلة التي يمكن فيها للموظف الجديد أن يعمل بتناغم مع باقي أعضاء الفريق، ودون أن يظهر أي تضارب في العمل، حيث يتحرك الفريق في هذه المرحلة كفريق وليس كأفراد، ما يقودهم لتحقيق النتائج المرجوة.

الوصول لتلك المرحلة الثالثة لن يتم إلا إذا تم المرور بالمرحلتين السابقتين، حيث يجب على أي مدير أن يفهم جيدا كيف يساعد أي موظف جديد على التأقلم، متى يطلب منه تحقيق نتائج، وكيف يقوده لجعل تلك النتائج مبهرة.