سعود الحارثي

نبات «البروسوبس» وخطره على البيئات النباتية في المملكة العربية السعودية

الخميس - 26 أغسطس 2021

Thu - 26 Aug 2021

هذا النبات علميا يسمى Prosopis juliflora أما محليا فيطلق عليه عدد من الأسماء منها المسكيت والبروسوبس والطلح الأمريكي. هذا النبات يعتبر شجريا وموطنه الأصلي أمريكا الجنوبية، وقد انتشر في العديد من الدول وسجل بأنه نبات دخيل وغاز على بيئاتها، من ضمن هذه الدول المملكة العربية السعودية حيث تم إدخاله بغرض الزينة ولم تكن هناك معلومات دقيقة عن تاريخ دخوله للمملكة.

هذا النبات يعتبر سريع الانتشار بسبب كثرة بذوره وله القدرة على التغيير في الأنظمة البيئية التي يتواجد فيها، ولخطورته فإنه يعتبر منافسا للنباتات التي تعيش في بيئاتها الطبيعية سواء على الماء أو الغذاء مما يؤدي إلى هلاك هذه النباتات بسبب عدم قدرتها على منافسته لما له من قدرة كبيرة على امتصاص الماء نظرا لامتداد جذوره لمسافات طويلة بالتربة ولقدرته على تحمل الظروف المناخية القاسية كالحرارة والجفاف.

هذا النبات لم تسجل له أي فائدة سوى استخدامه كمصدات للرياح وتثبيت الرمال وإنتاج الفحم، كما يعتمد عليه مربو النحل في إنتاج العسل.

في الآونة الأخيرة انتشر هذا النبات بشكل كبير في بيئات المملكة العربية السعودية سواء بيئات الأودية أو البيئات الساحلية أو بيئات المزارع بعد أن كان محدودا في مناطق معينة، هذا الانتشار نذير بحدوث كارثة بيئية إذا لم تتدارك الجهات المسؤولة عن الغطاء النباتي في المملكة حجم هذا الخطر البيئي الذي قد يؤدي إلى أضرار لا تحمد عقابها، فقد يؤدي إلى التصحر نتيجة قضاء هذا النبات على النباتات المحلية بمنافسته لها على الماء والغذاء من التربة أو إغلاقه لمجاري الأودية نظرا لقدرته على مواجهة الماء كما هو ملاحظ في العديد من الأودية في منطقة مكة المكرمة التي أغلقت مجاريها وتحول مسار الماء من هذه الأودية ليغطي المناطق المجاورة للوادي، وحدوث ضرر على السكان وعلى مزارعهم.

من خلال البحث عن هذا النبات وخاصة عن مكافحته وعن الأدوار التي قامت بها الجهات المعنية في الحد من انتشاره سواء من خلال إقامة المؤتمرات أو ورش العمل لمكافحة انتشاره لم يتم التوصل لحل قطعي في مكافحته سوى اقتلاعه، وهذا الحل غير مجد وغير نافع لمثل هذا النبات نظرا لانتشاره السريع وكبر حجمه. وإنما يكمن الحل لهذا النبات وغيره من النباتات الغريبة والضارة على البيئة النباتية بالمملكة العربية السعودية بإنشاء مشروع وطني أو مبادرة يتعاون فيها الجميع لمكافحتها والحد من انتشارها، وأن تتولى الجهات ذات الاختصاص بالمحافظة على الغطاء النباتي هذا المشروع أو المبادرة بالإعلان عنها، والتثقيف من خلال القنوات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي بضرورة مكافحتها بالطرق المناسبة لكل بيئة تتواجد فيها هذه النباتات.

نقطة أخيرة: هذا النبات يجب ألا يكون من الأنواع النباتية التي تتم زراعتها ضمن مشروع السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، وهي المبادرة التي أعلن عنها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لزراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة العربية السعودية خلال السنوات العشر القادمة من أجل مكافحة التصحر ورفع الغطاء النباتي والمحافظة على البيئة.

@sths83