إبراهيم جلال فضلون

هل يفعلها الأفغان أم موت قريب للجميع؟!!

الخميس - 26 أغسطس 2021

Thu - 26 Aug 2021

رغم الوعود الطنانة لحركة طالبان، بعدم المس بأي موظف حكومي أو مواطن أفغاني عمل مع القوات الأجنبية، إلا أن «الحقيقة توجع»، في رسالة ضمن مئات الرسائل التي توجهها الحركة لأفغانيين، «موتك قريب» وتبليغا بصدور الحكم بحقهم غيابيا، بسبب تجاهل أمر استدعائه للمثول أمام المحكمة، وبالتالي الحكم عليه بالإعدام... وبالتالي لا يحق للمتهمين الاعتراض، قائلة «اخترت هذا الطريق لنفسك وموتك قريب إن شاء الله».

على من؟!! على أفغان هم أصول ذلك الوطن المتعسكر من أمريكي فاشل إلى حركة جميعها من أمم وأجناس شتى ذات أفكار تتهافت شرا، من حولهم من الجماعات الراديكالية المسلحة ومنظريها من مختلف الجنسيات والتنظيمات المتطرفة المسلحة، بدءا بتنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» احتفاء واحتفالا بإمارة طالبان منذ دخولها «كابل»، وغيرهم ممن أكدوا على أن هذا الحدث التاريخي هو: «باكورة لما بعده من الفتوحات.. وأن هذا العام هو بداية تحول مفصلي في تاريخ الأمة»، حتى أعادت حساباتهم التي صنعها الغرب لمؤيدي القاعدة الترويج لإصدار مؤسسة الملاحم عن الملا عمر زعيم طالبان بعنوان «حارس الشريعة» أما تنظيم «أنصار الشريعة» فرع القاعدة في اليمن فخرج بإصدار نشيد عبر مؤسسة البشائر للإنتاج الصوتي حمل عنوان «أرأيت مثل طالبان»، ومشابهتها جماعة «الإخوان المسلمين» التي هنأتهم في بيان «بالعيد لكل الأحرار والشرفاء»، الذين ارتعدوا جبنا خلف الثياب السوداء للنساء، هربا من ثأر الفراعنة لإخوانهم ممن صعدت أرواحهم لباريها دون ذنب، وقد جلسوا على عرش مصر، فماذا حدث؟

بعد شرارة ما سمي: «الربيع العربي»،.. وأين هؤلاء الأحرار وهل في ذلك الشرف؟!!، كما في حالة مثيلتها الأمريكية التي خاضت أطول حرب تنتهي بالخيانة، وفق (الغارديان) البريطانية: (لم يكن من المفترض أن تكون حرب أمريكا في أفغانستان فيتنام أخرى)، والتي استمرت حربها 8 أعوام، في حين استمرت « أمريكا» في أفغانستان 20 عاما، (وكان يفترض أن يكون الدرس المستفاد، كونها لا تستطيع القيام بمكافحة تمرد على بعد آلاف الأميال ضد عدو مفعم بأيديولوجيا، وفي مجتمع يعتبرها قوة احتلال).

في حين، تستعد الصين للحصول على الإرث الأمريكي، ودخول أفغانستان لأجل مشروع (الحزام والطريق) أو الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني الذي رصدت له الصين 62 مليار دولار، وانضمام أفغانستان رسميا إلى الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، وهو ما لا يعني أن منسوب الحذر الإيراني الشيعي لا يرتفع تدريجيا مع عودة (طالبان) إلى أفغانستان امتدادا ضمنا إلى باكستان على حدودها!، في ظل رقابة روسية للأحداث السياسة المتوحشة ومعالم التغيير السريعة.

والسؤال الذي يطرح اليوم بقوة: هل سيدفع طموح التيار الحركي الأصولي بأطيافه كلها، والحالم بتحقيق مشروع «الدولة الإسلامية»، إلى العمل على إزالة عوالق «الدم والبارود» ما بين قيادات التيار الإسلامي الأفغاني وأحزابه، وهل ستنجح طالبان في تحقيق العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان والنساء خاصة بعد سيطرتها على مفاصل الدولة الأفغانية، أم أن دروس الماضي لا تزال ماثلة؟!، وهل سيخرج من بين جنبات الثرى الأفغاني أحرار ينتصرون لوطنهم، كما انتصرت البلدان العربية على احتلال أوطانهم وإنقاذها من بين براثن الاستعمار الغادر؟!!.