عبدالله محمد الشهراني

عاد عزام بعد ثلاثة أعوام

الأربعاء - 25 أغسطس 2021

Wed - 25 Aug 2021

(قصة حقيقية) .. عزام كان وما زال (دافورا) أو بتعبير آخر «مصطفى السعودي»، محبا للعلم ويقضي معظم وقته فيه، وقد انعكس ذلك على تحصيله. انتهى من الماجستير والآن يدرس الدكتوراه في الولايات المتحدة الأمريكية. هو الآن تحديدا في نهاية مراحل دراسة الدكتوراه بعد أن قضى قرابة ثلاث سنوات في بلاد الغربة بعيدا عن الوطن، منهمكا في التعليم وحسب. ولنتعرف أكثر على عزام أضيف: هو شاب على مشارف الثلاثينات، لكن شخصيته أربعينية، وكأنه من مواليد الثمانينات وهو ليس كذلك، له حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن نادرا ما تجده يتصفحها وأعتقد أنه يزور «الواتس اب» كل جمعة.

عاد عزام بعد ثلاثة أعوام إلى الوطن في إجازة قصيرة، وقبل أن يمضي على وصوله أسبوع -أو بالتحديد ستة أيام- اتصل بي عزام، وبعد الترحيب والتهليل، التقينا في اليوم التالي. وفي بداية اللقاء قال عزام، (تعرف كان ودي نتقابل أمس في نفس اليوم، لكن ترددت لا تكون مشغول)، لدي الكثير وأود أن أتكلم، خير يا عزام؟، لا كل خير بس أود أن أسرد عليك قصتي منذ وصولي إلى الوطن، هات ما عندك، أول شيء تفاجأت به عند الوصول هو مطار جدة، كبير جدا ووجدت نفسي أمشي وأنا أتلفت إلى أن وصلت إلى حوض سمك كبير وإذا أنا بعفوية أخرج الجوال وأصور، ووقفت برهة وبدأت أشبه نفسي منذ خروجي من باب الطائرة إلى حوض السمك بوافد قادم للعمل في السعودية. (المهم يا عبدالله) ما استغربته أيضا التزام الجميع بالكمامة، نحن الذين نرفض حزام الأمان لدقائق نلتزم بالكمامة لساعات! بعد يومين من الاستقبالات والمناسبات، استيقظت مبكرا في اليوم الثالث وتوجهت للبنك واستخرجت بطاقة صراف آلي، وعند خروجي من البنك سحبت الحد الأقصى من الصراف الآلي، بعدها أخرجت ورقة كنت كتبت فيها وأنا في الطائرة كل المراجعات الحكومية المطلوبة من تجديد وكالة وإصدار. قائمة طويلة قدرت أنها ستستغرق أسبوعا من الجولات الصباحية، المفاجأة أن كل هذه المراجعات أنجزتها وأنا على كرسي بجوار شاب في أحد مكاتب الخدمات العامة (المعقبين)، (أقول له مرور يقول هات، محكمة يجي، جوازات يصير ... إلخ). علمت وقتها أنه كان بمقدوري إنجاز كل تلك المعاملات وأنا في أمريكا، (المهم .. من فرحة الإنجاز بسته وأعطيته 500 ريال من الكاش اللي ورطت فيه).

ذهبت للسينما أمر طبيعي، محطات الوقود تغيرت بالكامل وأصبحت أغلب الخدمات متوافرة داخلها. أمور كثيرة تغيرت في البلد ، آخر موقف (واللي جعلني أبحث عن شخص وأتكلم معه) هو: عندما أتى دوري في صالون الحلاقة وأنا ملاصق للكرسي لم أجلس بعد .. (تنحت لمدة طويلة)، إذ فوجئت بسيدة خلف زجاج المحل تقف بسيارتها لينزل منها زوجها قاصدا صالون الحلاق. (أوف) كيف كذا!؟، كيف بـ 3 أعوام تحدث كل هذه النقلة، إنها الإرادة الحازمة .. نفذتها إدارة حازمة، (أستاز فيك تجلس مشان نبدأ ... الحلاق).

ختمت لقائي بعزام ... باقي لك شيء مهم، زر الرياض.