ياسر عمر سندي

العلاقات السامة

الأربعاء - 25 أغسطس 2021

Wed - 25 Aug 2021

العلاقات بصفة عامة هي انعكاسات لمعظم سلوكيات الاتصال والتواصل البشري والتي لابد من وجودها بشكل أو بآخر، وأرى أن تعريف العلاقات «هي تلك الآلية الإنسانية سواء كانت فردية أو جمعية من التعاملات والتبادلات البشرية بمختلف أنواعها ماديا أو فكريا أو تجاريا أو مجتمعيا» التي من شأنها الاجتماع لتحقيق الانتفاع الإيجابي أو على العكس من ذلك فإن العلاقات السلبية تحدث جراء عدم الوضوح والضبابية أو أن يحصل بها شئ من التجاوزات والتعديات أو عدم الاحترام في تطبيق السلوكيات أو أن يشوبها نوع من المصلحة والأنانية؛ فتتحول إلى علاقات سامة تفسد التواصل البشري وتترك آثارا سلبية ومعاناة أبدية وهي محور حديثنا للمقال.

من وجهة نظري النفسية والمجتمعية أرى أن تلك العلاقات السامة تتسبب في تدمير أواصر الارتباط الإنساني وتحليلي لهذه العلاقات أن هنالك دوائر مجتمعية خمس نعيش ونتعايش معها بشكل دائم وبأسلوب مختلف وهي:

أولا) دائرة الأسرة والتي تضم الزوج والزوجة والأبناء.

ثانيا) دائرة العائلة وأعضائها الأم والأب والجد والجدة والأخوة والأخوات والأعمام والأخوال والأحفاد.

ثالثا) دائرة الصداقات علاقة تربط بين اثنين أو أكثر أساسها الصدق والثقة والمودة والتناغم.

رابعا) دائرة العمل في المنظمات والشركات من رؤساء ومرؤوسين وزملاء عمل.

خامسا) دائرة المجتمع العام ممن هم خارج الدوائر الأربع السابقة مثل العلاقات اللحظية والمعرفة السطحية.

هذه الدوائر الخمس للعلاقات المجتمعية إذا أخفق أعضاؤها مع بعضهم البعض في تفعيل السلوكيات الراقية ورسم المحددات الخاصة فإنها تقضي على متعة العلاقات وتتحول إلى خمس سموم فعالة ومؤثرة؛ وتحدث عندما تتأثر الأنفس وتصاب بانتكاسة في السلوكيات البينية مثل الطغيان والتنمر من طرف على طرف آخر بالتهكم النفعي والتهجم المصلحي بالسيطرة والاستحواذ مما ينتج عنه نفور شخص عن شخص ومحاولة الابتعاد عنه قدر المستطاع نتيجة لتلك السلوكيات غير المسؤولة والشطحات غير المقبولة فتنشأ العلاقات السامة التي تميت الروابط وتقتل المشاعر.

أرى أن للعلاقات السامة خمسة أنواع رئيسة وهي:

العلاقات الاستفزازية وهي محاولة افتعال المشاكل وإحداث القلاقل بتجاوز الحدود؛ إما برفع الصوت أو الشتم أو الغيبة والنميمة وإما بالتطاول باليد كالدفع والضرب وإما بتصعير الخد والنظر بدونية والاستعلاء تجاه الآخرين.

العلاقات الاستنزافية وهي الاستغلال الدائم بغير وجه حق مثل الاستغلال المالي والبدني لتحقيق غايات خاصة.

العلاقات الاستحواذية وهي إبراز سلوك السيطرة والسطوة والأنانية على الغير.

العلاقات الاستجدائية مثل التسول العاطفي ولعب دور المهزوم وفاقد الحنان بطريقة مستمرة.

العلاقات الالكترونية وهي الابتزاز التقني بوسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.

هنالك معياران هامان يجب تحقيقهما للتعامل بفعالية والبعد عن حدوث العلاقات السامة وهي:

أولا) السلوكيات الثلاثة وهي اللفظية والفعلية والإيمائية بانتقاء أفضل وأجمل المعاني والتعامل بأنسب التصرفات لترجمة رقي الكلمات بالإضافة إلى التعبير الإيمائي في رسم البسمة ولين الجانب وبشاشة الوجه.

ثانيا) الحدود الثلاثة وهي النفسية والمكانية والزمانية بعدم التعدي على مشاعر الغير ومنع الغير من التعدي على مشاعرنا وأيضا حفظ الحد المكاني باحترام وما يخص الآخرين وبالتالي ما يخصنا مع مراعاة الأوقات وتحري المناسب منها للتواصل المتبادل.

الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي وبفطرته يبحث عمن يكمل نصفه الآخر نفسيا واجتماعيا ويجتهد في التحري حتى يصل إلى الصحة النفسية والاكتمال الفكري والمشاعري وهذا البحث يجب أن يراعي فيه أعضاء الدوائر المجتمعية الخمس سلوكياتهم وحدودهم البينية المشار إليها سابقا حتى لا نتورط بالوقوع في تلك العلاقات السامة ونتمتع بالعلاقات الآمنة بإذن الله تعالى.

Yos123Omar @