عاصم الطخيس

روني كولمن من الأثقال إلى الأعمال

الثلاثاء - 24 أغسطس 2021

Tue - 24 Aug 2021

بطل كمال الأجسام الأسطورة روني كولمن (Ronnie Coleman) يعتبر من رواد الأعمال الناجحين في هذا العصر؛ فقصته من الفقر إلى الغنى لم تأت بين ليلة وضحاها، بل كانت لعقود من الزمن في قيد التطوير والتعليم والتجريب.

الفيلم الوثائقي (Ronnie Coleman: The King) والذي يعرض على نتفليكس يأخذنا ضمن حياة روني منذ قيامه في الصباح الباكر وتدريباته وكيف يقوم بعقد الصفقات بالملايين من خلال تجارته والمتخصصة ببيع مسحوق خليط البروتينات لمن يمارس كمال الأجسام. الفيلم لا يستعرض بطولة روني ولكنه يسلط الضوء على الندوب التي خلفتها رياضة كمال الأجسام على روني طوال هذه العقود.

يمكنك أن تسأل أي مدرب رياضي مختص ببناء الأجسام عن اسم روني كولمن وستجده يخبرك بأنه مثله الأعلى أو ضمن تلك القائمة. روني كولمن يلقب بالملك لحصوله على لقب (Mr. Olympia) طوال 8 سنوات متتالية.

ما لا يعرفه الناس عن روني هو أنه كان يعمل شرطيا لمدة 20 عاما وتقاعد بعد ذلك للتركيز على رياضة كمال الأجسام بشكل احترافي، إلا أن روني بذل مجهودا أكثر من اللازم في التمارين وزيادة ضخامة جسده بشكل غير عادي والذي بلاشك أثر على مفاصل ركبتيه، عموده الفقري، رقبته وحتى حركته في المشي.

اليوم روني يكاد لا يمشي إلا بالعكاز ويأخذ وقتا طويلا للنهوض من النوم والقيام بالأشياء البسيطة، كمية الأدوية والفيتامينات التي يأخذها يوميا، فتلك السنوات أخذت بثقلها عليه بشكل قاس جدا، إلا أن كل ذلك لم يمنع روني من القيام بعمل تجارته الخاصة وهي ماركة تختص بصناعة المكملات الغذائية ومخاليط البروتين لزيادة العضلات، فقبل تقاعده بمدة بنى تلك الشركة والتي تدر عليه أموالا بالملايين وبمقدار ربحي صاف يقدر بستة ملايين دولار سنويا. منتجاته موزعة على الولايات المتحدة، كندا، أوروبا وكذلك دبي.

الفيلم كذلك يستعرض لقاءات مع أبطال كمال أجسام آخرين، منهم من كان قبل روني وكانوا قدوة له ومنهم من أتوا بعد روني وأصبح قدوة لهم، فجميعهم يتفق على طيبة قلب روني وبراءته وعقليته المتقدة بالحماس والمثابرة على نيل اللقب مهما كان، إلا أن بعضا منهم يدرك معاناة روني بعد هذه السنوات وتلك الأوزان المهولة التي كان يتدرب عليها، بخلاف عائلته التي تعطي وجها آخر عندما يأتي روني للمنزل، فهو ذلك الأب العطوف والمحب والذي يصرف وقته باللعب معهم، فذلك البطل الضخم المفتول العضلات هو في الصميم عملاق لطيف بالداخل وذلك واضح في تعاملاته مع الناس بشكل عام.

هذا الفيلم الوثائقي قد يعيد حسابات من يقوم بهذه الرياضة ويريد تضخيم جسده بشكل غير طبيعي لجذب الانتباه أو المشاركة في بطولات كمال الأجسام والتي تأخذ طاقة وصحة كبيرة من الشخص في المستقبل، هناك رسالة جميلة في هذا الفيلم الوثائقي الذي يمتد لساعة وثلاثين دقيقة، ألا وهي أن الحياة قصيرة لا يجب أن تضيع في إهدار الفرص وعدم السعي للوصول للمبتغى النهائي وتحقيق الأحلام.

AsimAltokhais@