أحمد الهلالي

شنغهاي الطائف أيقونة في منجزات 2030!

الثلاثاء - 24 أغسطس 2021

Tue - 24 Aug 2021

تصنيف شنغهاي من أهم التصنيفات العالمية للجامعات، تناله الجامعات التي تحقق معظم معاييره، وهذا التصنيف شهادة معتبرة بتميز الجامعة في مجالات مختلفة، تتنافس عليه معظم الجامعات، وتحتفي بتحقيقه، وأهم من ذلك أنه نقطة مرجعية لمحاكمتها، إذ يصبح لزاما عليها أن تحافظ على حضورها المميز خلاله، بل والصعود إلى مراكز متقدمة عما حققت سابقا.

نباهي اليوم بتميز عدد من جامعاتنا على المستوى المحلي والعربي والعالمي، وهذا التميز لم يأت من فراغ، بل جاء بدعم سخي من الدولة - أيدها الله - منذ تأسيس التعليم العالي، وبعمل دؤوب من الجامعات، استجابة لمتطلبات رؤية 2030 التي أعلنها ولي العهد، وأعاد الحديث عنها في لقائه الأخير على القناة الأولى: «أن تكون لدينا ثلاث جامعات على الأقل ضمن أفضل مئة جامعة عالميا، وطموحه أن تكون جامعة الملك سعود ضمن أفضل عشر جامعات أو قريبا من ذلك».

شعرت بالفخر والاعتزاز بما حققته جامعة الطائف مؤخرا، حين نالت المركز الرابع محليا، ودخلت فئة أفضل ألف جامعة عالميا في تصنيف شنغهاي، واعتزازي يأتي من جهتين، الأولى: باعتبارها جامعة سعودية عربية، والثانية: أني أحد طلابها ثم أحد منسوبيها، وانتسابي إلى جامعة مميزة أعده أحد أهم مكتسباتي المعنوية، وهذا ما فعلته على صفحات التواصل الاجتماعي، وفعله كثير من زملائي؛ فهو شعور مشترك، وهذا ما كنت أفعله مع كل تصنيف تظهر فيه جامعة سعودية مميزة كجامعة المؤسس وجامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد، وغيرها.

لا أظن أن لمز الجامعة، والحكم عليها مسبقا، وتهميش منجزها لائق الآن، وليت اللامزين بادروا إلى حث الجامعة على مواصلة التقدم وألا تركن إلى ما حققت، أو تأنوا -على الأقل- حتى يصدر التصنيف الآتي، فحينذاك ربما يحاكمون الجامعة لو تقاعست واكتفت بتسجيل حضورها (الموضوي) كما يظنون، ولا يصدرون في محاكمتهم عن تكهنات وتوقعات وتوجسات، فالجامعة مؤسسة، لم تحقق هذه المكانة المحلية والعالمية في التصنيف إلا بخطط مدروسة، وجهود حثيثة، تحدث عنها رئيسها في لقائه عبر القناة الإخبارية، ولا يليق وصف كل هذا المنجز بالدون واتهامه، حتى وإن جاء ذلك بدافع الغيرة الوطنية، أو الدفاع عن الباحث المحلي، أو خشية خسارة بعض المزايا المالية كما يحاولون تبيانه، فالبون شاسع بين المكاشفة والتجريح!

ليت المقللين من شأن المنجز دعوا القيادة الرشيدة ووزارة التعليم إلى تكريم الجامعات التي تحقق هذه المكانة المرموقة عالميا، ودعوا -بدلا عن الخشية على البدلات والابتعاث- إلى تخصيص مزايا لها ولمنسوبيها لقاء التميز؛ لتزداد إصرارا على مواصلة جهودها، ويزداد تنافس الجامعات السعودية على الحضور العالمي الحقيقي، وتحقيق أهداف الرؤية المباركة، والمرحلة الميمونة.

أبارك للوطن، وللعرب، ولجامعتي منجزها السعودي العربي، ولن تثنيها محاولات تقزيم المنجز، أما وصفها بالناشئة على سبيل التقليل، فهو امتداح من حيث لا يعلم المقللون؛ فعلى الرغم من كونها جامعة (فتيّة)؛ فقد استطاعت أن تتربع إلى جوار جامعاتنا العريقة، وأن تضيء مع أفضل ألف جامعة عالميا، وكلي ثقة بأن الجامعة بقياداتها ومنسوبيها ستحافظ على هذه المكانة المرموقة مستقبلا، وستتقدم إلى مراكز أفضل، وسيجد (باحثوها المحليون) مزيدا من الدعم المادي على مستوى المراكز والمعامل والتمويل والمكافآت، ومزيدا من الدعم المعنوي بكافة أشكاله ومظاهره لزيادة ترسيخ البحث العلمي هوية حقيقية وأصيلة لها ولمنسوبيها وطلابها.

ahmad_helali@