وصمة عار على عمامة رئيس إيران

رسائل ومقاطع فيديو تكشف اختراق سجن إيفين وتوجيه رسالة إلى رئيسي الكشف عن وثائق سرية وملفات مهمة للسجناء السياسيين الحراس يسحبون سجينا على الأرض ويلقونه على الدرج شهود عيان يروون تفاصيل لحظات سبقت مجزرة مجاهدي خلق
رسائل ومقاطع فيديو تكشف اختراق سجن إيفين وتوجيه رسالة إلى رئيسي الكشف عن وثائق سرية وملفات مهمة للسجناء السياسيين الحراس يسحبون سجينا على الأرض ويلقونه على الدرج شهود عيان يروون تفاصيل لحظات سبقت مجزرة مجاهدي خلق

الاثنين - 23 أغسطس 2021

Mon - 23 Aug 2021

كشفت مصادر إعلامية إيرانية عن إرسال صور ومقاطع فيديو إلى بعض وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية تتعلق باختراق كاميرات المراقبة داخل سجن إيفين سيئ السمعة في طهران.

وأعلنت مجموعة سايبرية معارضة للنظام الإيراني في الفضاء الالكتروني في رسالة لها، أن هذه الصور أرسلتها مجموعة أخرى تدعى «عدلات علي»، وتقول إنها تتعلق باختراق نظام كاميرات المراقبة لسجن إيفين بهدف فضح ما يدور هناك.

وأظهرت في بعض مقاطع الفيديو، يمكن رؤية غرفة التحكم في كاميرات المراقبة، وتظهر أقسام مختلفة من السجن على الشاشات، كما يظهر الفيديو صورا للكاميرات يتم قطعها تدريجيا، كما تظهر رسالة على شاشات الغرفة مفادها «إيفين وصمة عار على العمامة السوداء واللحية البيضاء لإبراهيم رئيسي – الاحتجاج على مستوى البلاد للإفراج عن السجناء السياسيين».

وتشير هذه الرسالة إلى الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي، المتهم بالضلوع في الإعدامات الجماعية وانتهاكات حقوق الإنسان في صيف 1988.

إغماءات وسقوط

ووفقا لـ(العربية نت) يظهر في الفيديو مسؤولو غرفة التحكم بكاميرات المراقبة الذين فوجئوا بخلل في الشاشات وبعرض هذه الرسالة، وهم يقومون بتصوير رسالة الاحتجاج على الشاشات المخترقة بهواتفهم المحمولة.

وفي مقطع فيديو آخر تقول مجموعة «عدالت علي» حصلت عليه من خلال اختراق نظام المراقبة في سجن إيفين، يمكن مشاهدة شخص يغمى عليه وفي ما يبدو أنه في ساحة سجن، وبعد أن سقط السجين، الذي كان يرتدي قناعا طبيا، على الأرض، اجتمع حوله عدد من الأشخاص الذين يبدو أنهم من حراس السجن، حيث يمسكونه من أيديه ويسحبونه على الأرض.

وفي الصور المأخوذة من كاميرات مختلفة، يمكن ملاحظة هذا الشخص الذي يتم جره على الأرض لفترة من الوقت ويتم رفعه عنوة من على الدرج، وجاء في الرسالة المرسلة مع مقاطع الفيديو أنه بالإضافة إلى غرفة التحكم في السجن، حصل المتسللون أيضا على صور ومقاطع فيديو من داخل «عنابر وغرف السجناء، وعلى ملفات السجناء السياسيين، والوثائق السرية لسجن إيفين».

مجزرة الملالي

على صعيد متصل، تفاعل المجتمع الدولي مع محاكمة ستوكهولم التي تجري هذه الأيام للمتورطين في مجزرة 1988 التي ارتكبها نظام الملالي ضد الشعب الإيراني وراح ضحيتها أكثر من 30 ألف شخص من المعارضين.

وعرضت المحكمة قصصا لمجموعة من المسجونين الذين تحولوا إلى شهود عيان على المجزرة، أولهم محمود رؤيائي الذي أودع في سجن إيفين وقزل حصار وجوهر دشت من عام 1981م إلى 1991م، ويقول «استدعوني في السجن وسألوني عن هويتي ومدة العقوبة والتهمة، كنا سنقول بأننا متهمون بتأييد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، أي شخص قال ذلك تم عزله، ولم نكن نعرف ما الهدف في هذا العزل والتصنيف، بما أنهم قاموا أيضا بعزل السجناء الآخرين غير المنتمين إلى منظمة مجاهدي خلق والماركسيين، اعتقدنا أن الهدف هو تصنيف السجناء على أساس طول المدة ونوع التهمة، لكننا في نفس اليوم سمعنا مسؤولا يقول: لقد تم فصل البيض الفاسد».

ترحيل وتصنيف

يؤكد رؤيائي أن نظام الترحيل والتصنيف كان أول إجراءات المجزرة في فبراير 1988م، وفي 21 مارس 1988م، تم نقل حوالي 100 سجين من كرمانشاه إلى طهران، ثم إلى العنبر الموجود في الطابق الذي تحتنا، هذا بينما تم فصل السجناء ليتم إعدامهم، يقول «أخبر مسؤولو السجن السجناء بأننا سنحدد مصيركم، وقد قال الإمام إنه يتعين علينا أن نتوصل إلى حل نهائي بشأنكم، ولا نريد أن يكون لدينا سجناء».

وفي 19 يوليو 1988، غداة المذبحة، تم إعدام عدد من المسجونين الذين كانوا يقضون عقوباتهم، لذلك، لا شك على الإطلاق في أن المذبحة كانت تحضر منذ ستة أشهر، «لقد أجريت بحثا مستفيضا حول هذا الموضوع، ونشرته في سلسلة من الكتب، خمسة مجلدات تسمى «زارعو الشمس - أفتابكاران»، وأيضا فيه إحصائيات أعداد الذين أعدموا في المجزرة».

تفاصيل الجريمة

ويكشف سجين سياسي آخر هو أصغر مهدي زاده عن تفاصيل الجريمة، حيث يقول إن حميد نوري الذي يحاكم في ستوكهولم حاليا للمرة الأولى في سجن جوهر دشت عام 1986م، يقول «قضيت في سجون قزل حصار، وفومان، ورشت، وإيفين، وجوهر دشت، مدة 13 عاما».

ويضيف «تم اعتقالي في طهران مطلع عام 1982م، وكان معي الشهيد المجاهد محسن الذي استشهد تحت التعذيب، وأثناء استجوابي رأيت عددا كبيرا من الإخوة والأخوات الذين استشهدوا تحت التعذيب، ثم استكملت استجوابي في الحبس الانفرادي في سجن جوهر دشت، حيث تمت محاكمتي بعد عام ونصف العام بالسجن 15 عاما، وبقيت في سجن جوهر دشت من ذلك التاريخ حتى وقوع المذبحة 1988م».

ويؤكد أنهم وضعوا الأساس للمذبحة، وهم جميع السجناء الذين كانوا يدافعون عن منظمة مجاهدي خلق وعن قضيتهم، وتم نقلهم مرتين إلى غرفة الغاز للرياضات الجماعية، قبل أن يتم إعدامهم.

أروقة الموت

ويروي تفاصيل اللحظات التي سبقت المجزرة، فيقول «كنا نعيش في أروقة الموت، تم نقلي إلى الحبس الانفرادي، وبعد أيام قليلة سمعت صوت باب الزنزانة ينفتح، وتم إخراج كل سجين وضربه، وعندها رأيت المجرمين وعدد قليل من الحراس في الصراخ والسب والشتائم قائلين: أغمضوا أعينكم، واخرجوا، وتم تسليمي إلى اثنين من الحراس وتم نقلي إلى الفرع الذي كنت فيه من قبل، وعندها سمعت أصوات الأخوات من الطابق السفلي، ثم ناديتهن، وجاء الحراس بسرعة وشتموني وقالوا: من كنت تنادي؟ ألقوا بي في الحمام وبدؤوا في ضربي حتى أغمي علي».

وتابع «صباح اليوم التالي، اصطحبني حارسان، وعندما اقتربت من قاعة الموت رأيت مجموعة من السجناء، حيث كانوا في القمة ويدافعون عن مبادئهم، فالموت لم يكن شيئا بالنسبة لهم، بل كانوا يسخرون من الموت، كما كنت في حالة معنوية عالية، ثم أخذني حارس إلى قاعة الموت، وشحب لوني، ورأيت (12) شخصا يقفون على كراسي مع حبل حول أعناقهم، وكانوا يهتفون «الموت للخميني، تعيش الحرية»، ورغم ذهول الحراس من الهتافات، إلا أن ناصريان وحميد نوري يصرخان في وجوه الحراس: لماذا أنتم واقفون؟ إنهم أشرار. إنهم منافقون».