عبدالله قاسم العنزي

أهمية مسك الدفاتر التجارية

الاحد - 22 أغسطس 2021

Sun - 22 Aug 2021

من غير المتصور قيام مشروع بنشاطه التجاري دون تنظيم لحساباته ومعرفة ما له من حقوق وما عليه من التزامات تجاه الغير، ومن هذا المبدأ جاءت أهمية الدفاتر التجارية في ممارسة الأعمال التجارية التي يقوم بها التاجر من خلال دورها الأساسي في تجارته إذ تعتبر العمود الرئيس في تثبيت مصاريفه اليومية وتوثيق قيوده المحاسبية، وتعتبر الأداة التي تسمح للتاجر بتقييم نشاطه التجاري وتحديد مركزه المالي وموقف أصوله وخصومه وما لديه من سيولة نقدية لمواجهة التزاماته تجاه الغير، ونظرا لأهمية مسك الدفاتر التجارية باعتبارها أهم الالتزامات المهنية الواقعة على عاتق التاجر فقد نصت المادة الأولى من نظام الدفاتر التجارية الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/61 بتاريخ 17 / 12 / 1409هـ بأنه يجب على كل تاجر أن يمسك الدفاتر التجارية التي تستلزمها طبيعة تجارته، ونبينها على النحو التالي:

أولا : دفتر اليومية وهو أهم الدفاتر التجارية على الإطلاق؛ لأنه يحوي جميع البيانات والقيود المتعلقة بنشاط التاجر، إذ يجب أن يقيد فيه يوميا جميع العمليات التي يقوم بها والتي تتصل بنشاطه التجاري كالبيع والشراء والإقراض والاستقراض ووفاء الديون وتحصيلها.

ثانيا: دفتر الجرد وهو ما يدون فيه مفصلا موجودات التاجر وبضائعه وكل ما له من حقوق وما عليه من ديون.

ثالثا: دفتر الأستاذ وفي هذا الدفتر يخصص لكل عميل صفحة خاصة به بحيث تنقل إليها ومن دفتر اليومية جميع القيود المتصلة بتعاملات ذاك العميل ويراعي في التدوين فصل القيود الدائنة عن المدينة حتى يتمكن التاجر من معرفة وضع العميل كدائن أو مدين له في أي وقت شاء.

وبناء على ما سبق يتبين لها أهمية مسك الدفاتر لكل تاجر يزيد رأس ماله عن مائة ألف ريال، حيث تكمن أهميتها بأنها تحقق للتاجر فوائد متعددة فهي تساعده في التعرف على وضعه المادي باستمرار من خلال ضبط جميع المقبوضات والمدفوعات مما يجعل تحديد مركزه المالي وأرباحه أو خسائره في أي وقت يشاء أمرا سهلا ويمكنه أيضا على الدوام من رسم خطة مستقبلية لتلافي الأخطاء وتجنب الخسائر أو الإفلاس.

ومن ناحية أخرى نجد أن الدفاتر وسيلة مهمة لإثبات حقوق التاجر والتزاماته تجاه الغير، حيث يمكنه في بعض الحالات استخدامها دليلا لمصلحته في إثبات ديون له على الغير كما أنه في حالة توقف التاجر عن دفع ديونه يستطيع بدفاتره إذا كانت منتظمة أن يثبت حسن نيته ويحصل على الصلح الواقي من الإفلاس ويتجنب الحكم عليه بجرم الإفلاس التقصيري أو الاحتيالي.

وفي الختام تعتبر جميع الدفاتر التجارية حجة على صاحبها سواء كتبت باليد أو بواسطة الحاسب الآلي أم أكانت منتظمة أم غير منتظمة أو أكانت إلزامية أم اختيارية وذلك بالنسبة إلى التجار وغير التجار؛ لأن القيود التي ترد في هذه الدفاتر تعد بمثابة إقرار خطي من التاجر حتى ولو كان الشخص الذي يمسكها موظفا يعمل عند التاجر.

expert_55@