نمر السحيمي

علم الأنبياء وجودة الحياة في رؤية المملكة 2030

الأحد - 22 أغسطس 2021

Sun - 22 Aug 2021

تتسابق الأمم عبر التاريخ من خلال الدراسات والأبحاث في العلوم الدنيوية على تحقيق جودة للحياة يستمتع الإنسان بها في رحلته الدنيوية؛ إلا أن كل تلك الدراسات والأبحاث المتعلقة بتطوير جودة الحياة تتصاغر أمام الأنموذج القدوة الذي خلقه الله ليكون القدوة الحسنة للناس؛ لتمثل رحلة حياة هذه القدوة الجودة الأفضل في الحياة الدنيا..؛ أولئك هم الأنبياء عليهم السلام الذي قال عنهم نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-:» إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه؛ أخذ بحظ وافر».

فأين يجد الناس هذا الإرث العظيم الذي أحكم نقله الخلف عن السلف طيلة القرون الإسلامية الماضية؟ لتتم به جودة الحياة التي تطلبها أمم وشعوب الأرض كي نقتصر الطريق ونصل لجودة حياتنا قبل أي أمة أو شعب سخروا دراساتهم وأبحاثهم من أجل هذا الهدف.

ولقد اهتمت المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بعلم الأنبياء (عقيدة وشريعة) وحفظت أوعيته وجمعتها من مكتبات العالم؛ حتى اتضحت جهود المملكة في هذا الجانب في حفظ الوحيين من خلال: أولا: العناية بكتاب الله وطباعته ونشره على نطاق واسع في الداخل والخارج. ثانيا: العناية بالسنة النبوية الصحيحة وطباعة مصادرها الأصلية ونشرها في الداخل والخارج. ثالثا: تأسيس الجامعات المتخصّصة بعلم الأنبياء (عقيدة وشريعة) لتخريج أجيال من العلماء وطلبة العلم قادرين على فهم هذا العلم كما فهمه السلف الصالح الذين نقلوه وحافظوا عليه حتى وصل إلينا لنستطيع بدورنا نقله للأجيال القادمة بأمانة كما تلقيناه من سلفنا الصالح.

وحيث اجتهدت المملكة في الجانب العلمي النظري في أولا وثانيا اجتهادا لا يخفى على أحد؛ فلعلي أركز على الجانب التطبيقي في ثالثا، حيث الجامعات المتخصصة في علم الأنبياء؛ وهل أدت هذه الجامعات دورها الذي أسست من أجله؟ وما هو واقع تلك الجامعات؟ وما المأمول منها في هذه الفترة التي تخطو فيها المملكة بخطى واثقة نحو رؤيتها 2030م؟

وإن المتأمل في الجامعات والكليات والأقسام بالمملكة التي يتعلم فيها المواطنون والمواطنات علم الأنبياء أو نتفا وقبسات منه يجد هذه الجامعات وكلياتها وأقسامها تركز على:

1 - الجانب النظري: هناك منهج وخطط علمية ومقررات يحكمها جانب نظري معتمد من لجان متخصصة تقنن ما يقدم من علم.

2 - الجانب التطبيقي: هناك أساتذة ومحاضرون مواطنون ومتعاقدون يعلمون المقررات المعتمدة للطلاب والطالبات.

وإن المتأمل في الجانب التطبيقي وهو ما سيدور حديثي حوله يجد الحاجة قائمة وبقوة لضبط هذا الجانب المهم في العملية التعليمية في مجال تقديم (علم الأنبياء) للطلاب والطالبات..

فلا بد أن يقدم علم الأنبياء خاليا من:

- الانحراف في العقيدة والشريعة والدعوة؛ فأي انحراف في هذه المجالات الثلاثة يعني انغلاق الباب الموصل لعلم الأنبياء، والدخول في متاهات الفرق والمذاهب الضالة.

- الاحتكار في طريقة معينة، وتعطيل العقل المؤدي لتقديس الشخوص والذوات؛ لأن علم الأنبياء هو العلم الموصل إلى الله الخالق، وهو العلم الذي يعطي كل ذي حق حقه.

- الاجتهاد غير المنضبط بضوابط الابتكار أو المنسل من المسائل القابلة للاجتهاد النافع للبشرية. وبعد؛ فإن علم الأنبياء الذي تأسست المملكة -كما أكدت المادة الأولى من النظام الأساسي للحكم- على مصدريه الأصيلين الكتاب والسنة؛ هو النهر الذي تسير عليه سفينة بلادنا، ومن هذا العلم تم رسم رؤية المملكة 2030 بعد قراءة متأنية لمستقبل أكثر جودة لحياة أجيالنا؛ من أجل ذلك سعت المملكة وستسعى جاهدة لتقديم علم الأنبياء بالصورة التي ستنضبط بها جودة حياة المواطنين والمواطنات مهما كان حجم تسلل الأعداء لمنظومة تعليمنا؛ حتى أساءوا لأهم إرث في حياتنا وهو إرث أنبياء الله عليهم السلام.

وإن علم الأنبياء المحفوظ من الله بحفظ كتابه وسنة خاتم أنبيائه عليه الصلاة والسلام لا يحتاج بعد جهود المملكة بجمعه إلا العناية باختيار من يقدمه للناس تعليما وقدوة؛ وتلك مهمة (الجامعات) في بلادنا التي أنشأتها الدولة الرشيدة وصرفت عليها المليارات؛ لتكون على مستوى تطلعات وما يتمناه ولاة الأمر -حفظهم الله- من الخير وجودة الحياة لمواطنيهم وأبناء الإنسانية جمعاء.

alsuhaimi_ksa@