مدن جامعية جاذبة ومتكاملة ومنتجة
السبت - 21 أغسطس 2021
Sat - 21 Aug 2021
أشرت في مقال سابق إلى أن الجامعات لا يقتصر دورها على التعليم؛ بل هي بمثابة المنارات العلمية التي تستشرف المستقبل وتعمل على تنمية المجتمع والارتقاء به من الناحية الثقافية، والفكرية، والخلقية، والجسدية. تساعد الجامعات صانعي القرار على اقتراح السيناريوهات والبدائل للتعامل مع الأزمات أو مواجهة التحديات المستقبلية. إن بيئة الجامعات تعد بمثابة «الحاضنة الجامعة» والتي يقضي فيها الطالب أو الباحث سنوات عديدة ينهل من الخبرات التعليمية والبحثية والاجتماعية والفنية والمهارية والترفيهية والرياضية. ويتخرج منها مسلحا بالعلم والمعارف الحياتية؛ ليكون قادرا على العمل والعطاء ومواجهة ضغوط الحياة بكفاءة واقتدار.
تحظى الجامعات في المملكة بأهمية بالغة في استراتيجية التعليم ويؤمل أن تسارع في مواكبة أهداف وتطلعات الرؤية الوطنية 2030، ويسعى برنامج تنمية القدرات البشرية وهو أحد البرامج المنبثقة من الرؤية الوطنية 2030 إلى تعزيز قدرات المواطن بشكل يمكنه من المنافسة عالميا، من خلال دعم القيم وتطوير مهارات المستقبل، وتنمية المعارف، وبالتأكيد هذه المهارات لن تقتصر على الجانب التعليمي فحسب؛ بل تمتد لتشمل الجوانب السلوكية والاجتماعية.
في الولايات المتحدة الأمريكية يتخرج معظم الأبطال الأولمبيين، والفنانين، والمفكرين، والأدباء، والعلماء من الجامعات، وتتسم الحياة الجامعية بطبيعتها المرنة، حيث يتناول الطالب الجامعي عددا من المتطلبات الإلزامية للتخرج كالدورات التعليمية والتدريبية بالإضافة إلى المتطلبات اللامنهجية كالأعمال التطوعية والدورات الرياضية أو الاجتماعية أو الفنية، وتخصص الجامعة عددا من المدربين الأكفاء في تدريب الطالب وتنمية مهاراته الرياضية والفنية واكتشاف مواهبه وهواياته.
إن تخطيط وتصميم المدن الجامعية أحد محاور تحقيق الأهداف التنموية والاستراتيجيات التعليمية؛ فالتوزيع الأمثل للمكونات التصميمية كمباني الكليات والمرافق العامة لا يسهم فقط في ترشيد المساحات المهدرة؛ بل في تعزيز البعد الجمالي والوظيفي؛ فعلى سبيل المثال، يمكن أن تتوزع المكونات العمرانية ضمن حلقة تتوسطها منطقة مركزية يسهل الوصول لها مشيا على الأقدام وتتداخل مع الأنشطة الحيوية، وتضم المنطقة المركزية عددا من العناصر العمرانية الهامة مثل مبنى المكتبة والمباني الإدارية والمطعم والملاعب والمنطقة الترفيهية.
ولعلي أؤكد على أن الفكرة التصميمية لمرافق وعناصر الجامعة يجب أن تدعم مبدأ التداخل بين هذه الأنشطة الحيوية وبشكل ينسجم مع الظروف المناخية، فما أن يخرج الطالب من الكلية حتى يجد أمامه الملعب والفرق الرياضية وهي تمارس تدريباتها اليومية ليتوقف للمشاهدة؛ كما يتداخل مسار المكتبة المركزية بأنشطة حيوية كالمطاعم أو المقاهي؛ ليتوقف الطالب لأخذ حاجته من القهوة قبل الدخول إلى المكتبة. أما مباني الكليات فتشترك مع بعضها في خدمات مساندة كالمعامل والمختبرات وخدمات الطباعة وهي بذلك تسهم في ترشيد الإنفاق ودعم العمل التعاوني.
ويمكن تشغيل هذه المرافق مقابل رسوم رمزية يخصص جزء منها كمكافأة للطلاب العاملين في إدارة هذه المرافق الحيوية. وهكذا يقضي الطالب جل وقته في الجامعة، فما أن تنتهي المحاضرات حتى يبدأ الطالب بحل واجباته داخل الجامعة ثم الذهاب إلى المكتبة أو معمل الحاسب الآلي، وقبل أن يغادر الطالب إلى المطعم لتناول وجبه الغداء، يضع أدواته الدراسية من كتب وأقلام وأجهزة في خزانته الخاصة داخل الكلية أو في سكن الطلاب القريب، وفي فترة المساء يمارس الطالب عددا من الأنشطة الترفيهية والرياضية والاجتماعية في مرافق الجامعة. ملخص القول، إن تخطيط وتصميم المدن الجامعية يسهم في برمجة سلوك الطالب وتهيئته لممارسة الأنشطة الحياتية ليكون عضوا فاعلا في المجتمع، وهكذا تصبح المدن الجامعية بيئة جاذبة ومتكاملة ومنتجة.
@waleed_zm
تحظى الجامعات في المملكة بأهمية بالغة في استراتيجية التعليم ويؤمل أن تسارع في مواكبة أهداف وتطلعات الرؤية الوطنية 2030، ويسعى برنامج تنمية القدرات البشرية وهو أحد البرامج المنبثقة من الرؤية الوطنية 2030 إلى تعزيز قدرات المواطن بشكل يمكنه من المنافسة عالميا، من خلال دعم القيم وتطوير مهارات المستقبل، وتنمية المعارف، وبالتأكيد هذه المهارات لن تقتصر على الجانب التعليمي فحسب؛ بل تمتد لتشمل الجوانب السلوكية والاجتماعية.
في الولايات المتحدة الأمريكية يتخرج معظم الأبطال الأولمبيين، والفنانين، والمفكرين، والأدباء، والعلماء من الجامعات، وتتسم الحياة الجامعية بطبيعتها المرنة، حيث يتناول الطالب الجامعي عددا من المتطلبات الإلزامية للتخرج كالدورات التعليمية والتدريبية بالإضافة إلى المتطلبات اللامنهجية كالأعمال التطوعية والدورات الرياضية أو الاجتماعية أو الفنية، وتخصص الجامعة عددا من المدربين الأكفاء في تدريب الطالب وتنمية مهاراته الرياضية والفنية واكتشاف مواهبه وهواياته.
إن تخطيط وتصميم المدن الجامعية أحد محاور تحقيق الأهداف التنموية والاستراتيجيات التعليمية؛ فالتوزيع الأمثل للمكونات التصميمية كمباني الكليات والمرافق العامة لا يسهم فقط في ترشيد المساحات المهدرة؛ بل في تعزيز البعد الجمالي والوظيفي؛ فعلى سبيل المثال، يمكن أن تتوزع المكونات العمرانية ضمن حلقة تتوسطها منطقة مركزية يسهل الوصول لها مشيا على الأقدام وتتداخل مع الأنشطة الحيوية، وتضم المنطقة المركزية عددا من العناصر العمرانية الهامة مثل مبنى المكتبة والمباني الإدارية والمطعم والملاعب والمنطقة الترفيهية.
ولعلي أؤكد على أن الفكرة التصميمية لمرافق وعناصر الجامعة يجب أن تدعم مبدأ التداخل بين هذه الأنشطة الحيوية وبشكل ينسجم مع الظروف المناخية، فما أن يخرج الطالب من الكلية حتى يجد أمامه الملعب والفرق الرياضية وهي تمارس تدريباتها اليومية ليتوقف للمشاهدة؛ كما يتداخل مسار المكتبة المركزية بأنشطة حيوية كالمطاعم أو المقاهي؛ ليتوقف الطالب لأخذ حاجته من القهوة قبل الدخول إلى المكتبة. أما مباني الكليات فتشترك مع بعضها في خدمات مساندة كالمعامل والمختبرات وخدمات الطباعة وهي بذلك تسهم في ترشيد الإنفاق ودعم العمل التعاوني.
ويمكن تشغيل هذه المرافق مقابل رسوم رمزية يخصص جزء منها كمكافأة للطلاب العاملين في إدارة هذه المرافق الحيوية. وهكذا يقضي الطالب جل وقته في الجامعة، فما أن تنتهي المحاضرات حتى يبدأ الطالب بحل واجباته داخل الجامعة ثم الذهاب إلى المكتبة أو معمل الحاسب الآلي، وقبل أن يغادر الطالب إلى المطعم لتناول وجبه الغداء، يضع أدواته الدراسية من كتب وأقلام وأجهزة في خزانته الخاصة داخل الكلية أو في سكن الطلاب القريب، وفي فترة المساء يمارس الطالب عددا من الأنشطة الترفيهية والرياضية والاجتماعية في مرافق الجامعة. ملخص القول، إن تخطيط وتصميم المدن الجامعية يسهم في برمجة سلوك الطالب وتهيئته لممارسة الأنشطة الحياتية ليكون عضوا فاعلا في المجتمع، وهكذا تصبح المدن الجامعية بيئة جاذبة ومتكاملة ومنتجة.
@waleed_zm