امتنان محمد برناوي

هل فرض علينا التغير؟

الخميس - 28 يوليو 2016

Thu - 28 Jul 2016

هل تعلم عزيزي القارئ أننا نعيش التغير يوميا بصورة أو بأخرى؟ هذا التغير يتراوح بين الطفيف الذي لا يذكر والعظيم الذي يظل أثره مدة طويلة من الزمن!

مثال بسيط جدا للتغير، عندما تستيقظ صباحا، بالتأكيد لن يكون حالك كما هو في الليلة التي مضت، بل تجد حالك قد تغير ما بين الحزن والفرح، الراحة والقلق، الصبر والجزع، السعادة والشقاء. إذن، التغير في الغالب مفروض، ولكن هذا لا يلغي حقيقة كونه اختياريا جزئيا أحيانا.

نجد الأغلب ينكر، يقاوم، بل ويصد عن التغير تماما من غير إدراك لما يصاحب ذلك التغير، لماذا يرفض البشر بطبيعة الحال التغير، وهل واقعي ذلك الرفض؟! نعم وبشدة، ولكن لماذا؟! لأن التغير غالبا ما يصاحبه الشعور بغرابة التجربة ليس لأنك تغيرت من الصواب إلى الخطأ والعكس، بل كونه تغيرا يجر معه الإحساس بالغرابة. من ناحية أخرى التغير يشعر الإنسان أنه فقد جزءا من شخصيته وكيانه بل وهاجم عاداته وتقاليده، فرفضنا الشديد مسبقا ليس غريبا، واعلم أنك لست وحدك بل هناك الكثير غيرك.

ما هو المطلوب منا الآن كوننا عرفنا الحقيقة وأساس المشكلة؟

لننتقل إلى ما بعد ذلك، نبدأ بإحداث التغير في أنفسنا، تفكيرنا وأفكارنا، تصرفاتنا وردات أفعالنا تجاه كل تغير يحصل في حياتنا، ولنكن دائما على استعداد للتغير بل ونندفع اتجاهه، فالتغير واقع لا محالة، إنما يكمن السر خلف تفاعلنا واستجابتنا لذلك التغير.

أهم ثمار العلم حدوث التغير، بل إن التغير أساس العلم، ولنعلم أننا في كل مرة يحصل فيها التغير ونتقبله، إن لم ينته بربح فسينتهي بدرس ثمين جدا.

فرض علينا التغير، ولكننا نملك حرية الاستجابة له، بل ونتحكم في طريقة الاستجابة، إن تفاعلنا نجحنا وإن صددنا خسرنا. فلنكن أذكياء في ذلك.