ميلاف عابد الحربي

نام الواقع واستيقظ الخيال

الخميس - 28 يوليو 2016

Thu - 28 Jul 2016

أغمضت عيني عما تراه الآن، وقررت أن أستجمع كل حواسي لأستشعر لذة اللحظة التي أخذتني نحو أحلامي العظيمة خلف أمنية انطلقت بلو، تسارعت الخطى وانطوت تلك المسافات واتسع الطريق سرت بسلام لا فشل ولا عثرات، وجدت نفسي أعانق كل حلم ضاع بواقعي، وأحتضن كل أمنية غرقت في بحر عجزي، استشعرت سهولة الوصول ولذة الإنجاز المفعم بالفرح، وإنما هي لحظة التأمل والصمت التي اغتالتني وانتهت فور سماعي لصوت أحدهم مناديا لي .. ليدخل الخيال فورا في غيبوبة البقاء، وأعود حيث واقعي.

الواقع الذي ذهب ضحية ظني الميؤوس منه بأنه مفروض علي.. حيث أحلامي فيه منفية وطريقي ضيق لا يتسع لقدم واحدة، مليء بالمعوقات مطوق بتحديات صعبة، السقوط حيث لا نهوض بعده..

حلمي فيه مجرد أربعة أحرف تجردت من الحقيقة وهربت حيث لا واقع لها! ذهبت أنا وأنت وأنتِ إلى عالم المستحيلات السبعة ليتولد منها شك في اليقين في تحقيق أحلامنا والإيمان بأن كل حلم هو حلم لا واقع له.. ولكن ماذا لو قررنا أن نصنع واقعنا بأنفسنا، ماذا لو أخذنا الخطوة الأولى نحو أحلامنا، ماذا لو آمنا بأن كل شيء نفكر فيه قابل لتحقيقه.. وأن كل شخص ناجح كان مثلنا يحلم ولكنه آمن بحلمه؟ تعثر فسقط ولكنه رفض البقاء والاستسلام.. نهض وأكمل طريقه الذي لم يكن ممهدا ليسير فيه دون أن يتجرع ألم الفشل..

ماذا لو جعلنا الخيال هو واقعنا ورأينا بأننا قادرون على النجاح في المستحيلات السبعة والعشرة؟ إذن اترك عنك (ماذا لو) لبناء الفرضية، وقرر بحزم وقوة الآن وبقيادة الخطوة الأولى وأحكم من تجربة الصبر على كل عثرة وتأمل في صنع المحاولات المستمرة.. وأعلن نجاحك واستحقاقك للوصول إلى إنجازاتك المتحدثة باسمك.