(كاوست) تستشرف المستقبل الإعلامي بمبادرة تحدٍ نوعية

الأربعاء - 18 أغسطس 2021

Wed - 18 Aug 2021

رملة الشيباني
رملة الشيباني
أكدت رملة محمد الشيباني مسؤولة تطوير العلاقات الاستراتيجية في (جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية - كاوست ) إن العِقدان ألأولان من القرن الواحد والعشرين تميزا بثورة تقنية عالمية حدَّثَتْ حياةَ كثير من الشعوب، فكانت السعودية سبّاقةً للانتفاع بها في عدة مجالات، وبالتالي تطويعِها لما يفيد سكانَ المملكة.

واعتبرت في تصريحات خاصة لـ "مكة"، أنه ليس بدليل أصدق على ذلك من مستوى التفاعل الخدمي التقني السعودي في أحلكِ فترةٍ مرتْ على البشر في هذا القرن، وهي جائحة كورونا.

وبحسب الشيباني، فإنه تماشياً مع تلك الريادة السعودية بادرتْ (كاوست) إلى استشرافِ المستقبل الإعلامي المنشود بمبادرة تَحدٍّ نوعيٍ مفتوحٍ للجميع يدعم الابتكار ويعزز الانفتاح نحو الإبداع، وهي تحدي "تشكيل المستقبل الإعلامي".

وحول آلية المشاركة في التحدي، أوضحت رملة الشيباني أن التحدي مفتوح للجميع شركاتٍ و أفراداً، والتسجيل في غاية السهولة من خلال زيارة موقعنا على الإنترنت،https://challenge.kaust.edu.sa/ والضغط على أيقونة "submit now"، ثم التسجيل بمنصة التقديم و تقديم طلباتهم قبل 1 أغسطس 2021 م، وسيتم تقييم الطلبات المقدمة وفقًا لخمسة معايير رئيسية، هي ( الملاءمة - الأثر - الجدوى - الابتكار - تكوين الفريق )، ثم سيتم عمل تقييم شامل للمشاركات لاختيار الفائز بالجائزة الكبرى وقيمتها 300،000 ريال.

وفيما يتعلق بالمغزى والهدف من موضوعات التحدي، أكدت المسؤولة أنه إذا اتفقنا أن صناعة الإعلام توسعت آفاقها وتزاحمتْ أدواتُها، مثل الإنترنت واليوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، نستشعر أهميةَ التعامل مع المحتوى باعتباره المضمونَ المُستَهدَف من تلك الصناعة.

لذا اهتمت الموضوعات بجوانب (مكافحة الأخبار الزائفة - تعزيز توطين الوسائل و وضعها في سياقها الوطني - صناعة و توزيع المحتوى الفعّال - تطوير الألعاب الإلكترونية - تعزيز أمن وخصوصية البيانات( .

وأشارت إلى أنه يمكن تسخير التحول الرقمي في إيجاد حلول فعالة لمواجهة التحديات في قطاع الاعلام، حيث أن الواقع أن التحول الرقمي لم يَعُدْ خياراً تفضيلياً، بل أصبح واجباً حتمياً. مَنْ أخذ به من الأدوات الإعلامية فاز ونَجا. ومَنْ تَجاهلَه خابَ و اندثَر. وهو يمثل الحدود الفاصلة بين الإعلام التقليدي والإعلام الرقمي.

ونوهت إلى أنه عندما تستكمل وسائلُ الإعلام والترفيه رقميتَها تتسع أفقياً ساحاتُ تأثيرها، وتَتنامى عمودياً شرائح تغطياتها، و هو ما يمكن أن نطلق عليه الجماهيرية على مختلف الأعمار والأذواق والاهتمامات، وبالتالي تصبح صياغة المحتوى وتَلوُّنُه تحدياً كبيراً، تَتربّع المصداقية على رأسه، لضمان الإقناع والاقتناع والتأثُّر والتأثير.

ورأت أنه لتعزيز ذلك لابد بطبيعة الحال من تحصينِ خصوصيةِ وأمنِ البيانات، وضمان وجود المعايير الأخلاقية لزيادة الثقة في صناعة الإعلام والترفيه، لافتة إلى أن الانتفاع من التقنيات الرقمية الحديثة لا ينحصر في ذلك فحسب، بل يتخطاه إلى الاستثمار في الذكاء الاصطناعي لإفراز المحتوى، والبلوكتشين لكشف الأخبار الزائفة، وأتْمتة المحتوى الإخباري، وصياغة رؤى فكرية من الصور والفيديو و غيرها، حيث أنها وغيرها آفاق لا حدود لها تتوسع مع الأيام وتَتنامى مع مُسحدثات التقنيات العصرية.

وفيما يتعلق بتأثير ذلك التطوير على المجتمع و فئاته، قالت رملة الشيباني إن عالم اليوم كلُّه يعايش تأثيراً متداخلاً عبر فضاءات مفتوحة، فانتقال المعلومة والخبر فوري بين الشعوب، والتأثُّر به عاجل، لذا من الطبيعي أن يكون للتحول الإعلامي الرقمي تأثير كبير على النسيج المجتمعي بكل أبعاده.

واستدركت قائلة: "لكنه، كما أسلفتُ، ليس خياراً تفضيلياً بل واقع حتْمي إِن وظَّفناه إيجابياً أثْمَر كذلك. فله دور كبير في تحسين جودة الحياة، ونشر الثقافة وتأصيل المواطَنة و ترويج القيم و تنويع الخدمات وخَلْق التوظيف وتعزيز الاستثمار وتطوير البُنى التحتية الرقمية و غيرها الكثير.

وذكرت الشيباني، في جانب التعاون مع الجهات الأخرى، أن جامعة (كاوست) تحتفظ و تُنمِّي تواصلاً إيجابياً دائماً مع الوزارات و كبريات الهيئات المعنية التي تهتم بدعم التحدي والارتقاء بقطاع الإعلام والترفيه. ويتجلى ذلك بالاطلاع على حضور (كاوست) في قنوات التواصل الاجتماعي وموقعها الإلكتروني.

وحول أسباب اختيار منتدى (أسبار) العالمي شريكاً في هذا التحدي، ذكرت الشيباني أن هذه المنتدى غني عن التعريف، فله حضور كمنتدى تنموي سنوي يركز على دعم أهداف المملكة في التحول الرقمي والابتكار وخلق فرص العمل وتنويع الاقتصاد، كما تتوافق أهدافه مع رسالة التحدي المذكور، وله مبادرات سابقة مثل ميديا هاكاثون وبيق ديتا و ميديا إنكيبيتور وغيرها من المبادرات.

وأكدت أن للمنتدى شراكات عديدة مع كيانات محلية ودولية يمكن أن ترعى الأفكار والحلول التي تتبناها النسخة الثانية من تحدي (كاوست) لتطوير النظام البيئي للوسائط الرقمية، وذلك من خلال التعاون العميق والمشاركة الوثيقة وتعزيز الجهود لدعم قطاع الثقافة والترفيه في المملكة.
عاجل