الثورة الصناعية الرابعة ودور أنظمة التعليم في مواكبتها
الاثنين - 16 أغسطس 2021
Mon - 16 Aug 2021
عندما نتحدث عن الثورة الصناعية الرابعة، فإننا لا نتحدث عن نظرية مجردة مبنية على الخيال العلمي وتكهنات يطلقها مثقفو العالم بين الحين والآخر، بل نتحدث عن حقيقة مستقبلية ليست بالبعيدة بدأت إرهاصاتها بالظهور في عصرنا الحالي.
ولعل أبرز ما يميز هذه الثورة الصناعية هو استنادها إلى الثورة الرقمية والتي ستشكل طرقا جديدة تصبح فيها التكنولوجيا جزءا لا يتجزأ من المجتمعات البشرية ومن جسم الإنسان وعقله بل وحتى مشاعره. وتتميز الثورة الصناعية الرابعة بتسخير التكنولوجيا المتطورة في عدد من المجالات، بما في ذلك الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا النانو، والتكنولوجيا الحيوية، وإنترنت الأشياء (IoT)، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والمركبات المستقلة ذاتية القيادة، حيث تتمتع هذه التقنيات بإمكانيات هائلة في ربط مليارات الأشخاص بشبكة الإنترنت، وتحسين كفاءة الحكومات والأعمال والمؤسسات بشكل كبير، والمساعدة في المحافظة على البيئة الطبيعية من خلال إدارة أفضل للأصول، بل ولربما التراجع عنها وعكس جميع الأضرار التي تسببت بها الثورات الصناعية السابقة.
وإن مما يبعث على الفخر والاعتزاز اهتمام حكومة المملكة العربية السعودية بهذه الثورة وجعلها جزءا جوهريا من رؤية المملكة 2030، بداية عندما تم منح الإنسان الآلي «صوفيا» الجنسية السعودية أثناء انعقاد قمة الاستثمارات المستقبلية في الرياض، لتكون بذلك أول روبوت يحصل على جنسية في العالم. وعندما أطلق سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان مشروع «ذا لاين» في نيوم والذي يعد نموذجا فعالا في الاستجابة للتحديات الملحة التي تواجه البشرية، والقائم على تبني أساليب مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة في بناء المجتمعات الإدراكية الصديقة للإنسان. ومؤخرا عندما دشن معالي المهندس عبدالله السواحه وزير الاتصالات وتقنيات المعلومات، مركز الثورة الصناعية الرابعة بالمملكة، وذلك على هامش أعمال المنتدى السعودي الأول للثورة الصناعية الرابعة الشهر الماضي.
فإذا كانت المملكة العربية السعودية تسير بسرعة الضوء نحو هذه الثورة واستثمارها وتسخيرها في التطوير والتقدم وتعزيز البنية التحتية وجعلها مصدر القوة الأساس لمنافسة الدول المتقدمة في العالم، فأين أنظمة التعليم من هذا الهدف؟ وماذا أعدت له؟ وماهي التغييرات الملحة التي يتوجب علينا إحداثها في أنظمتنا التعليمية لمواكبة هذه الخطط وتجهيز الأجيال للتعامل مع هذه الثورة؟
نحن بحاجة ماسة إلى غرس عقلية الذكاء الاصطناعي والروبوتات ومهارات علوم الحاسب الآلي وإنترنت الأشياء في مؤسساتنا التعليمية أكثر من أي وقت مضى. فجميع حواراتنا وقراراتنا المتعلقة بتطوير التعليم في المملكة العربية السعودية ينبغي أن تدور حول تنمية مواهب الذكاء الاصطناعي لدى الطلاب والطالبات في مختلف مراحل التعليم.
إن ما نحتاج إليه هو نظام مناهج دراسية متكامل ومترابط يستهدف الطلاب والطالبات من المدارس الابتدائية إلى الجامعات، بحيث يمكنهم من اكتساب المعرفة الروبوتية للذكاء الاصطناعي والمهارات ذات الصلة بطريقة متسلسلة تبدأ من مستوى المعرفة لتصل في أعلى مستوياتها للابتكار والإبداع.
نحتاج أيضا إلى ربط الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته بالعالم الحقيقي للطلاب والطالبات وذلك بتقديم منهج دراسي يستخدم أسس التكنولوجيا والخوارزمية كأدوات ووسائل، ويسلك نهج التعلم القائم على المشروعات والخبرة العملية والتعلم القائم على حل المشكلات وتعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وإكساب المتعلمين عادات ومهارات دراسية متطورة تتناسب مع متطلبات هذا المنهج والتقدم فيه.
ومما تحتاجه أنظمة التعليم أيضا توفر مصادر تعليمية ثرية ومتكاملة تشمل خطط الدروس والكتب المدرسية وكتيبات المعلم والشرائح وأدوات التدريس وبرامج البرمجة ومواد الوسائط المتعددة وكتب تقييم الطلاب.
قد تشكل هذه الخطوات بلا شك أساسيات تطوير التعليم في أي بلد في العالم، ولكن حتى ننجح في تطوير منظومة التعليم بشكل متكامل يجب ألا نغفل أيضا عن أهمية تبني الحكومات لهذا النوع من التطوير والإيمان بأهميته وحتميته، وتوفير البنى التحتية اللازمة لتطبيقه، وتجهيز وتمهير المعلمين والمعلمات لمساعدتهم على القيام بدورهم المأمول على أكمل وجه.
ومما يدعو للتفاؤل والفخر والاعتزاز هو تبني رأس الهرم في المملكة العربية السعودية لهذه الفكرة وسعيه الدؤوب لتمكين أجيال المستقبل عبر سباق مع الزمن وتحد للظروف وتمهيد للطرق وتذليل للصعاب للوصول إلى مجتمع حيوي ووطن طموح واقتصاد مزدهر يكون قدوة لجميع دول العالم في التطور والتقدم والازدهار بإذن الله.
@Alharbi_Wael
ولعل أبرز ما يميز هذه الثورة الصناعية هو استنادها إلى الثورة الرقمية والتي ستشكل طرقا جديدة تصبح فيها التكنولوجيا جزءا لا يتجزأ من المجتمعات البشرية ومن جسم الإنسان وعقله بل وحتى مشاعره. وتتميز الثورة الصناعية الرابعة بتسخير التكنولوجيا المتطورة في عدد من المجالات، بما في ذلك الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا النانو، والتكنولوجيا الحيوية، وإنترنت الأشياء (IoT)، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والمركبات المستقلة ذاتية القيادة، حيث تتمتع هذه التقنيات بإمكانيات هائلة في ربط مليارات الأشخاص بشبكة الإنترنت، وتحسين كفاءة الحكومات والأعمال والمؤسسات بشكل كبير، والمساعدة في المحافظة على البيئة الطبيعية من خلال إدارة أفضل للأصول، بل ولربما التراجع عنها وعكس جميع الأضرار التي تسببت بها الثورات الصناعية السابقة.
وإن مما يبعث على الفخر والاعتزاز اهتمام حكومة المملكة العربية السعودية بهذه الثورة وجعلها جزءا جوهريا من رؤية المملكة 2030، بداية عندما تم منح الإنسان الآلي «صوفيا» الجنسية السعودية أثناء انعقاد قمة الاستثمارات المستقبلية في الرياض، لتكون بذلك أول روبوت يحصل على جنسية في العالم. وعندما أطلق سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان مشروع «ذا لاين» في نيوم والذي يعد نموذجا فعالا في الاستجابة للتحديات الملحة التي تواجه البشرية، والقائم على تبني أساليب مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة في بناء المجتمعات الإدراكية الصديقة للإنسان. ومؤخرا عندما دشن معالي المهندس عبدالله السواحه وزير الاتصالات وتقنيات المعلومات، مركز الثورة الصناعية الرابعة بالمملكة، وذلك على هامش أعمال المنتدى السعودي الأول للثورة الصناعية الرابعة الشهر الماضي.
فإذا كانت المملكة العربية السعودية تسير بسرعة الضوء نحو هذه الثورة واستثمارها وتسخيرها في التطوير والتقدم وتعزيز البنية التحتية وجعلها مصدر القوة الأساس لمنافسة الدول المتقدمة في العالم، فأين أنظمة التعليم من هذا الهدف؟ وماذا أعدت له؟ وماهي التغييرات الملحة التي يتوجب علينا إحداثها في أنظمتنا التعليمية لمواكبة هذه الخطط وتجهيز الأجيال للتعامل مع هذه الثورة؟
نحن بحاجة ماسة إلى غرس عقلية الذكاء الاصطناعي والروبوتات ومهارات علوم الحاسب الآلي وإنترنت الأشياء في مؤسساتنا التعليمية أكثر من أي وقت مضى. فجميع حواراتنا وقراراتنا المتعلقة بتطوير التعليم في المملكة العربية السعودية ينبغي أن تدور حول تنمية مواهب الذكاء الاصطناعي لدى الطلاب والطالبات في مختلف مراحل التعليم.
إن ما نحتاج إليه هو نظام مناهج دراسية متكامل ومترابط يستهدف الطلاب والطالبات من المدارس الابتدائية إلى الجامعات، بحيث يمكنهم من اكتساب المعرفة الروبوتية للذكاء الاصطناعي والمهارات ذات الصلة بطريقة متسلسلة تبدأ من مستوى المعرفة لتصل في أعلى مستوياتها للابتكار والإبداع.
نحتاج أيضا إلى ربط الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته بالعالم الحقيقي للطلاب والطالبات وذلك بتقديم منهج دراسي يستخدم أسس التكنولوجيا والخوارزمية كأدوات ووسائل، ويسلك نهج التعلم القائم على المشروعات والخبرة العملية والتعلم القائم على حل المشكلات وتعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وإكساب المتعلمين عادات ومهارات دراسية متطورة تتناسب مع متطلبات هذا المنهج والتقدم فيه.
ومما تحتاجه أنظمة التعليم أيضا توفر مصادر تعليمية ثرية ومتكاملة تشمل خطط الدروس والكتب المدرسية وكتيبات المعلم والشرائح وأدوات التدريس وبرامج البرمجة ومواد الوسائط المتعددة وكتب تقييم الطلاب.
قد تشكل هذه الخطوات بلا شك أساسيات تطوير التعليم في أي بلد في العالم، ولكن حتى ننجح في تطوير منظومة التعليم بشكل متكامل يجب ألا نغفل أيضا عن أهمية تبني الحكومات لهذا النوع من التطوير والإيمان بأهميته وحتميته، وتوفير البنى التحتية اللازمة لتطبيقه، وتجهيز وتمهير المعلمين والمعلمات لمساعدتهم على القيام بدورهم المأمول على أكمل وجه.
ومما يدعو للتفاؤل والفخر والاعتزاز هو تبني رأس الهرم في المملكة العربية السعودية لهذه الفكرة وسعيه الدؤوب لتمكين أجيال المستقبل عبر سباق مع الزمن وتحد للظروف وتمهيد للطرق وتذليل للصعاب للوصول إلى مجتمع حيوي ووطن طموح واقتصاد مزدهر يكون قدوة لجميع دول العالم في التطور والتقدم والازدهار بإذن الله.
@Alharbi_Wael