وائل الحارثي

السفير في بلده

الاحد - 15 أغسطس 2021

Sun - 15 Aug 2021

في صيف العام 1946م كان العالم على موعد مع استحداث مهنة الإرشاد السياحي، وشيئا فشيئا وصل هذا التخصص إلى جميع الدول، لتنتقل السياحة خطوة أخرى في مسار النهضة التي شهدتها في القرن الماضي، وشيئا فشيئا إلى أن أصبحت مطلبا من جميع السائحين من المطار إلى المطار.

كانت الرغبة لدى وزارة السياحة بإطلاق لقب السفير للمرشدين السياحيين، وهذا نابع من أهمية دورهم في المنظومة السياحية، بل وإيمانا منها بقدرتهم على إبراز المعالم السياحية ومكانة المملكة العربية السعودية على الخارطة الدولية ورغبة في تجاوز الكثير من دول العالم على الصعيد استقطاب أكبر عدد ممكن من السائحين سواء داخل بلادهم أو الوافدين من خارجها.

ورغم ما ذكرناه في الأسطر السابقة من هذا المقال حول أهمية المرشد السياحي في المنظومة السياحية داخل المملكة العربية السعودية، إلا أن ما يقدم لهذا القطاع المهم من تأهيل وفرص للعمل واهتمام لا تزال أقل بكثير مما يجب أن يكونوا عليه، وهذا ما يدفعنا لقرع الجرس لكافة الأطراف ذات العلاقة بهذا الشأن.

وللخروج من دائرة توصيف المشكلة إلى دائرة وضع الحلول، فإن تقديم دورات لا تتجاوز ساعات قليلة لن يقدم لنا جيلا من المرشدين القادرين على حمل لقب «السفير» الذي تطمح له وزارة السياحة ما لم يكن هناك مقررات أكاديمية قادرة على تأهيل قاصدي هذه المهنة التي ننتظر منها الشيء الكثير.

إن شخصية المرشد لا تقل أهمية عن التحصيل المعرفي والعلمي له في عملية تصحيح المفاهيم لدى السياح والإجابة عن تساؤلاتهم وإظهار الأماكن والمعالم السياحية في أبهى صورة ممكنة، خاصة في ظل تأكيد الكثير من المتخصصين على أن من أهم خصال المرشد السياحي الدهاء والفطنة، فهي خصال بإمكانها تحقيق الكثير من الإنجازات أكثر مما يمكن أن يحققه التحصيل العلمي للمرشد.

وبالإضافة إلى ما ذكرناه سابقا من أهمية عمل المرشد السياحي في داخل المملكة العربية السعودية، إلا أن هناك قلة في فرص العمل المتاحة لهذا التخصص المهم، بل وهناك ضبابية كبيرة في مستقبل المرشدين السياحيين، وهو ما يضع مسؤولية كبيرة على كاهل وزارة السياحة داخل المملكة ويتطلب منها مجهودا كبيرا في معالجته وسرعة إيجاد الحلول المناسبة له كي لا يصبح الإصلاح صعب المنال إن استفحلت هذه الإشكاليات في المستقبل.

أخيرا، فإن منح هذه الفئة الاهتمام اللازم وتقديم الدعم والتأهيل الكافي لها سينعكس إيجابا على السياحة العامة في المملكة العربية السعودية وسيكمل منظومة الجمال التي تشكل البنية الأساسية لرسم وتحقيق رؤية 2030 التي تطمح لتحقيقها قيادة المملكة الحكيمة.

@waeilalharthi