عبدالله أحمد الزهراني

الخدمات اللوجستية.. نقلة نوعية

السبت - 14 أغسطس 2021

Sat - 14 Aug 2021

اعتدنا أن نسمع بين الفينة والأخرى تغيير مسميات بعض الوزارات أو تغيير شعاراتها أو دمج وزارتين في وزارة وخلافه، والأمثلة على ذلك كثيرة في بلادنا، وهذا دليل على حرص المسؤول على تطوير وتحسين الأداء ورفع مستوى الجودة وتحقيق الرؤية والوصول إلى الأهداف المرسومة.

وهذه التغييرات وإن لم تحقق تغييرات جوهرية في فترات سابقة وكانت في مجملها تغييرات ظاهرية وكانت لمجرد التغيير سيما في ظل غياب معايير القياس والتقييم والمتابعة والمحاسبة، إلا أنها على أي حال تظل في علم الإدارة أداة فاعلة على الأقل لتغيير النمطية، أو محاولة التصحيح.

وآخر ما كان في هذا الصدد هو موافقة مجلس الوزراء الموقر على تغيير مسمى وزارة النقل، التي كانت سابقا وزارة المواصلات، لوزارة النقل والخدمات اللوجستية، وهو المسمى الذي يتضمن رؤية الوزارة ورسالتها في وقت أحوج ما تحتاجه رؤية 2030 وما تهدف إليه من تعزيز رفاهية المواطن وتجويد حياته من خلال التنمية المتسارعة والشاملة في البلد.

وكل هذا يحتاج إلى نقلة نوعية في وسائل وطرق النقل، فالنقل والمواصلات والإمدادات والتموين (الخدمات اللوجستية) هي شريان الاقتصاد الرئيس؛ فأعطني بنية تحتية شاملة للنقل لأفرش لك طرق التنمية والازدهار على بساط من حرير.

ولكي نضمن تنمية شاملة في إطار زمني محدد فيجب أن تكون شبكات الطرق البرية والسكك الحديدية والقطارات والموانئ البحرية والجوية وخطوط الطيران مستعدة وجاهزة لتحقيق المطلوب، لقد كان لشبكات السكك الحديدية الدور الفاعل والرئيس للثورة الصناعية في أمريكا وأوروبا قديما وفي الصين حديثا، حيث أسهمت في سهولة نقل البضائع والركاب للمكان المطلوب في الوقت المناسب.

والمواطن السعودي إذ استبشر بهذا التغيير في المسمى؛ فإنه يطمح بأن يرى خططا للوزارة واضحة الأهداف والجدول الزمني لتغطية بلادنا الحبيبة بشبكة حديثة من الخطوط الحديدية تربط أقصاها بأدناها، وأطرافها بوسطها، وكذلك إنشاء مزيد من المطارات، والتصريح للمزيد من شركات الطيران التجاري وفتح المجال أمامها إن لم يكن إجبارها على تغطية المطارات النائية أو الصغيرة، سواء في المواسم أو غيرها.

وختاما أتمنى أنه بحلول عام الرؤية 2030 -إن شاء الله تعالى- يستطيع التاجر في مكان قصي أن يستلم أو يرسل بضاعته من محطة القطار في مدينته الصغيرة، ويستطيع المواطن أو السائح السفر إلى أي وجهة يريد داخل المملكة دون عناء انتظار، بل بأكثر من خيار.

وأنا على يقين أن ما ذكرته أعلاه يقع على رأس أولويات ولاة الأمر، حفظهم الله، وموجود في أجندة المسؤولين أعانهم الله، بل إن ما لديهم أفضل وأشمل.

والله من وراء القصد

@raheenalzain