سعاد سفير الشهري

قد يكون وراء المرأة العظيمة رجل

الخميس - 12 أغسطس 2021

Thu - 12 Aug 2021

صادف أن التقيت بالعديد من النساء الملهمات في أوساطهن. وقد تساءلت بشأن ذلك لأستلهم منهن النجاح الباهر. ولقد تخيرت بعض الإجابات على ذلك، لكي أسردها هنا، هي كالتالي: تقول إحداهن: «عندما فقدت وظيفتي، دخل علي أخي في غرفتي، واحتضنني بقوة، ثم قال: أنا سندك، وبعد مرور عدة أيام أرسل إلي العديد من عناوين مراكز التدريب لألتحق بالدورات المناسبة التي يتطلبها سوق العمل آنذاك، وقام بسداد تكاليف عشر دورات، ولم يكتف بذلك فحسب، بل كان يسعى لي لأحصل على وظيفة، وبعد عدة أشهر التحقت بوظيفة مرموقة، كان هو وراء معرفتي بها، من أجل ذلك لن أنسى جميل أخي معي».

وتقول أخرى: «كان حلمي أن أكون طبيبة أسنان، وبسبب إعاقتي المكتسبة لم أستطع تحقيق ذلك الحلم، بعدما تخرجت من المرحلة الثانوية، قررت ألا ألتحق باختبارات القبول الجامعي؛ لأنني معاقة وعلى كرسي متنقل، حيث فكرت بكيفية التنقل داخل الحرم الجامعي الكبير، وأني بحاجة إلى مساعدة ولكن أرفضها، كان أبي مصرا على أن ألتحق بالجامعة، وأكمل تعليمي. قبيل حلول العام الدراسي الجديد، قال لي: هيا نتسوق لكي تشتري ما ينقصك للجامعة، لا أريد أن ينقصك شيء، ولأن أبي لا يقرأ ولا يكتب، كان لا يعلم بحيثيات القبول الجامعي ومتطلباته، ولا يظن أنه توجد متطلبات، وعندما علم بقراري الذي اتخذته بشأن ذلك، أمسك يدي بقوة وفي وجهه حزن شديد، فقال: هل سبق وقد خذلتك؟ أو قمت بالتقصير تجاهك؟ إذا لا ترغبين بالدراسة لن أجبرك، المستقبل لا يقف على الدراسة وحسب، بل من الممكن أن يكون صنعة تحترفينها، أريد ابنتي نجما يهتدي به الضال في الدجى»، وها هي الآن خريجة ماجستير في علم النفس التربوي، بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى.

وهناك العديد من القصص التي تحمل في طياتها، الدعم العظيم الصادر من رجل حقيقي. فأيا كانت صلته بتلك المرأة، يبقى عظيما لعمله الإنساني تجاهها. وربما قد مر أحدنا بخبرات مباشرة أو غير مباشرة في ضوء ما ذكر آنفا.

إن أكثر ما يشوه حقيقة «دعم الرجل للمرأة» أحيانا، هي الأفكار الانهزامية لدى البعض، ولها العديد من الأشكال، وغالبا ما تكون على شكل تعميم خطأ فردي من خبرة مباشرة أو غير مباشرة. أيضا، البعض يحرف تلك الحقيقة بادعاءات باطلة، ولها كذلك العديد من الأشكال، والشكل الشائع منها، قصص تحمل في طياتها اضطهاد الرجل للمرأة وغيرته من نجاحاتها. وهذا مما لا شك فيه لا يجانب الصواب ولا المنطق أيضا. لذا عزيزتي، من المروءة أن تعترفي بدعم ذلك الرجل الذي أوصلك إلى ما أنت عليه، وليكن ذلك الاعتراف بحدود العقلانية.

Suad_S_Alshehri@