معراج الندوي

لا عيش إلا بالصداقة

الخميس - 12 أغسطس 2021

Thu - 12 Aug 2021

الإنسان اجتماعي بطبعه، تنتج طبيعة الإنسان الاجتماعية علاقة متنوعة بينه وبين جنسه، وهذه العلاقات منها العابرة، ومنها المؤقتة ومنها المستمرة، بعضها تخضع لإرادته، وبعضها تفرض عليه مصادفة، ومنها ما تحكمها الضرورة والحاجة، ومنها ما تحكمها المشاعر والوجدان، والصداقة إحدى هذه العلاقات الأكثر احتياجية بين بني البشر لما لها من دور كبير في تكامل شخصية الإنسان اجتماعيا ونفسيا.

تعتبر الصداقة جزءا هاما من العلاقات الاجتماعية، وتعود على حياة الإنسان بالكثير من الفوائد، الصداقة جاءت من الصدق والصداقة في أبسط مفهوم لها تعني علاقة اجتماعية تجمع بين فردين أو أكثر أساس هذه العلاقة هو الصدق في القول والفعل.

إن الصداقة من أسمى العلاقات الإنسانية والاجتماعية، وهي علاقة بين شخصين أو أكثر تقوم على أسس راقية أهمها الصدق والإخلاص والتعاون والمودة وتتميز بالمنفعة المتبادلة في الظروف الصعبة، وكثيرا ما نجد في الصداقة الإحساس بالانتماء والاحتواء والاطمئنان والمشاركة الوجدانية، والتنفيس عن كثير من المشاكل والهموم والضغوط التي نواجهها في حياتنا.

الصداقة علاقة ثابتة ودائمة، ولها مراحل تختلف من فئة عمرية لأخرى، إلى جانب ثلاثة أبعاد وهي الاعتمادية المتبادلة التي يفترض أن يقدم كل طرف للآخر خدمات متنوعة مادية ومعنوية والميل إلى المشاركة في الاهتمامات وقدرة كل طرف على استثارة انفعالات قوية لدى الطرف الآخر ومن خلال ذلك تكتمل الصداقة.

ولابد أن تبنى الصداقة باعتبارها علاقة اجتماعية وثيقة ودائمة على مجموعة من الأسس وأهمها التوافق الفكري والحب والتفاهم والألفة والثقة والالتزام والإخلاص، فهي تربط بين الصديقين ارتباطا وجدانيا، فقد يكون الصديق بمثابة دواء إذا أعطيته شيئا من وقتك لإشراكه في حياتك عن طريق الزيارات والمشاركة في النزهات، أو عن طريق كتابة رسالة للسؤال عنه أو التعبير عن مشاعرك تجاهه.

الصداقة كلمة تحمل معاني عدة أجملها التضحية من أجل الآخر، والتحرر من الانطوائية، والاندماج مع الآخر. تظهر أهمية الصداقة ومعناها الحقيقي في وقت الشدة فالصديق لا يمكنه الاستغناء عن صديقه فعندما يقع الصديق في مشكلة ما يبحث عن صديق يسانده، و يقف إلى جواره حتى تنتهي المشكلة.

الصداقة تشبع حاجات الإنسان إلى المشاركة الوجدانية والإفصاح عن الذات والتعاون وتبادل المساعدة والخبرات والترويح عن النفس، كما تسهم الصداقة في تدعيم أواصر العلاقات الاجتماعية، والتعاون والتكافل بين الأفراد.

الصداقة لا غنى عنها في أي مكان وزمان، هي طاقة لا يمكن للإنسان العيش من دونها. الصداقة روح واحدة تسري في جسدين، وبدونها تستحيل الحياة. الصداقة الحقيقة مثل الصحة الجيدة، لا تعرف قيمتها إلا عند فقدانها.