عبدالله المزهر

وذكور ذوو خلاخل!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الجمعة - 29 يوليو 2016

Fri - 29 Jul 2016

طيب الله أوقاتكم وجمعكم وجماعاتكم جميعا، ولا شك أنكم ـ أو بعضكم على الأقل ـ تقرؤون هذا المقال وأنتم ذاهبون أو عائدون من صلاة الجمعة وقد أخذتم زينتكم إن كنتم من بني آدم الذين يشملهم التوجيه الإلهي الكريم: «يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد».

والزينة يا معاشر الذكور من بني آدم لا تعني بالطبع أن تلبسوا الخلاخل في أقدامكم ولا أن تذهبوا إلى صلاة الجمعة وأنتم تلبسون الكعب العالي.

البعض من جنس الذكور في فصيلة الإنسان تطرف كثيرا في مفهوم الزينة حتى أوصله هذا التطرف إلى لبس الخلخال والكعب العالي والتنورة. وهذا لعمري انتكاسة في الفطرة والذوق. والخلخال زينة المرأة تستخدمها للإغراء ولذلك يقول امرؤ القيس:

كأني لم أركب جوادا للذة ولم أتبطن كاعبا ذات خلخال

ثم لحقه شعراء كثيرون تحدثوا عن هذه الفكرة، ومنهم بالطبع نزار قباني الذي لم يكن ليفوته هذا الأمر فقال ـ على سبيل المثال:

«والقرط العراقي الذي..

يسرح كالغزال فوق عنقك الطويل

والخلخال في الساقين..»

إلى آخر تلك القصائد الجميلة «قليلة الأدب» .

وأظن أن ميل الذكر إلى التشبه بالأنثى والعكس دليل ضعف وليس دليل تحرر وانفتاح، فالرجل الذي فشل أن يكون رجلا يظن أنه سينجح حين يكون قريب الشبه من الأنثى، وكذلك المرأة التي تفشل أن تكون أنثى حقيقة تظن أنها ستنجح حين تكون ذكرا.

وعلى أي حال ..

قد يقول البعض إن هذه حرية شخصية وأنا لا أعترض على هذه الحريات المشوهة، ولكني أعبر فقط عن امتعاضي، وهذه حرية شخصية أيضاَ، وإن كان لهذا التشوه جانب إيجابي فهو أنه يشجع على الزهد في الحياة، ويود الإنسان السوي مغادرتها سريعا قبل أن يشاهد مزيدا من الحريات الشخصية التي قد تكون مجرد قرائن يستخدمها المؤمنون بصحة نظرية داروين للتطور، وأن هذه الحريات هي ما تقوم به الطبيعة تمهيدا لعودة الإنسان إلى أن يكون قردا من جديد!

[email protected]