عاصم الطخيس

كلينت إيستوود وأسطورة الغرب الأمريكي

الثلاثاء - 10 أغسطس 2021

Tue - 10 Aug 2021

الممثل العالمي الأمريكي كلينت إيستوود (Clint Eastwood) يعتبر رمزا للسينما الأمريكية، وخصوصا أفلام الغرب الأمريكي، فهو ليس ممثلا فقط، بل هو منتج ومخرج لعدد كبير من الأفلام التي فازت بعدة جوائز ضمن الأوسكار والقولدن غلوب وغيرها. إلا أن ما يميز كلينت عن غيره من جيله والأجيال التالية التي توالت بعده، هو قدرته على العمل حتى هذا اليوم. بالرغم من بلوغه 91 عاما، ومع فيلمه الجديد 2021 «بكاء مفتول العضلات» (Cry Macho) والذي هو من بطولته وإنتاجه وإخراجه يعطينا كلينت درسا أن العمر مجرد رقم لا غير ولن يبقيه ذلك بعيدا عن فعل ما يحبه وهو صناعة الأفلام والغوص في أعماقها بكل تفاصيلها من مرحلة ما قبل الإنتاج، الإنتاج والانتهاء بمرحلة ما بعد الإنتاج والتسويق للفيلم عالميا.

كلينت برز نجمه في بداية حياته الفنية كممثل لأفلام الغرب الأمريكي وبالرغم من عدم تمكنه من أخذ أدوار رئيسية ضمن أفلام هوليوود للغرب الأمريكي، إلا أن نجمه سطع خارج أسوار الولايات المتحدة وبالتحديد في إيطاليا حيث ظهرت نسخة من أفلام الغرب الأمريكي بمسمى أفلام الغرب الأمريكي السباغيتي (Spaghetti Westerns) لكن بنكهة أوروبية ورخيصة الثمن وغالبا تكون من إنتاج وإخراج إيطالي. لمعت نجومية كلينت في منتصف الستينات من القرن الماضي ضمن ثلاثية الدولار «Dollars trilogy» والتي كانت من إخراج الإيطالي سيرجيو ليون (Sergio Leone) وكانت مغايرة لما هو متعارف عليه من كون أفلام هوليوود للغرب الأمريكي كانت غير واقعية ولا تحتوي على المصداقية في المظهر، وأقصد بذلك أن ملابسهم كانت دائما وكأنها ظهرت من المغسلة ودائما كانوا حليقي الوجه ووسيمين والحوار يغلب على الأحداث. إلا أن النكهة الإيطالية كانت نقيض ذلك، فكانت دائما تعتمد على اللقطات الطويلة واللقطات القريبة جدا من الوجه وكان الأبطال غير وسيمين وليسوا حليقي الذقن وملابسهم عليها أثر السفر والغبار وغير نظيفة مما يعطيها مصداقية وطابعا حقيقيا لطبيعة العيش في تلك الفترة وكذلك قلة الحوارات.

بطبيعة الحال لا نملك الكثير من الوقت للتطرق لمسيرة كلينت إيستوود كاملة، فبذلك نحن نحتاج إلى مؤلفات كبيرة لتدوين ذلك، إلا أن كلينت وبالرغم من عدم وجود نوع أفلام الغرب الأمريكي وعدم رغبة شركات الإنتاج الضخمة لإنتاجها بزعمهم أنه لا جمهور لها، إلا أن كلينت لا يزال يدمج ويدخل فلسفة البطل من أفلام الغرب الأمريكي ضمن أفلامه الأخيرة وحتى إن لم تكن ظاهرة بشكلها المعتاد، إلا أن شخصية الرجولة المعروفة ضمن الغرب الأمريكي التي التصقت بكلينت منذ ظهوره على الشاشة لا تزال حاضرة في تجسيده لأدواره الحالية ولو كانت أقل حدة مما كانت عليه سابقا، نظرا للمتغيرات والعمر.

@AsimAltokhais