هل تنزع الجزائر فتيل أزمة سد النهضة؟

مصر والسودان يرحبان بمبادرة تبون.. وترقب للموقف الإثيوبي فيضانات النيل تخفف الحرب الكلامية وتقلل من خيارات الحرب المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود بعد عودتها للاتحاد الأفريقي رغبة إثيوبيا في الانفراد بإدارة ملف التشغيل وراء توسيع الخلاف
مصر والسودان يرحبان بمبادرة تبون.. وترقب للموقف الإثيوبي فيضانات النيل تخفف الحرب الكلامية وتقلل من خيارات الحرب المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود بعد عودتها للاتحاد الأفريقي رغبة إثيوبيا في الانفراد بإدارة ملف التشغيل وراء توسيع الخلاف

الاثنين - 09 أغسطس 2021

Mon - 09 Aug 2021



فيما تزايدت تعقيدات أزمة سد النهضة ووصلت الأطراف الثلاثة إلى طريق مسدود، ظهرت بوادر أمل جديدة عبر المبادرة التي أطلقتها الجزائر لإنهاء الأزمة، وفي أعقاب التصريحات التي أطلقها الرئيس عبدالمجيد تبون أمس بثقته الكبيرة في نجاح المساعي التي تبذلها بلاده.

وأدت الفيضانات التي شهدتها أفريقيا في الفترة الماضية إلى تقليل الآثار السلبية للملء الثاني لسد النهضة، الأمر الذي أسهم في تخفيف حدة الحرب الكلامية بين مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى، حيث زادت المياه بصورة غير متوقعة في السد العالي المصري، وقبلها في السدود السودانية.

وفي حين يتوقع خبير مصري انهيار أجزاء من السد في الفترة المقبلة، يعتقد الكثيرون أن عملية الملء سوف تستمر بالمعدلات التي تحدثت عنها إثيوبيا، مع إمكانية توصل الأطراف الثلاثة لحل في عملية إدارة السد.

تدخل جزائري

وأعلن تبون أمس أن المبادرة الجزائرية لحل أزمة سد النهضة لقت تجاوبا كبيرا من كل الأطراف المعنية، مبديا ثقته في نجاحها، وقال في مقابلة مع وسائل إعلام محلية «المبادرة الجزائرية لحل أزمة سد النهضة هي جزائرية خالصة لم تملها علينا أية جهة، تكلمت مع رئيسة إثيوبيا ورئيس وزرائها قبل زيارة وزير خارجيتنا إلى هذا البلد، أؤكد أننا وقفنا على ردود فعل إيجابية من الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا».

وأضاف «مجلس الأمن لم يفصل في القضية وأعادها إلى الاتحاد الأفريقي، نحن واثقون من نجاح الوساطة الجزائرية، لا بد من تحكيم العقل والمنطق حتى تنعم أفريقيا بالاستقرار وتعود للمحافل الدولية»، وأكد أن «الوساطة الجزائرية في ملف سد النهضة لن تتوقف إلى أن تحل»، مشيرا «ليس لدينا في القضية لا ناقة ولا جمل إلا المسعى في تقريب وجهات النظر».

دخلت الجزائر على خط الوساطات الدولية في محاولة لإحداث اختراق في أزمة سد النهضة بين دولة المنبع إثيوبيا ودولتي المصب مصر والسودان.

ترقب مصري

ورغم أن مصر لم تعلن موقفها رسميا من المبادرة الجزائرية، إلا أن مراقبين يؤكدون أنها تؤيدها بشكل كامل، وتخشى من التعنت الأثيوبي.

وأفادت وسائل إعلام مصرية بأن وزير الخارجية سامح شكري عقد جلسة مباحثات مع نظيره الجزائري رمطان العمامرة، بشأن مبادرة جزائرية لتقريب وجهات النظر بين دول مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة.

ولفتت المصادر إلى أن نجاح جهود دولة الجزائر أو غيرها من المبادرات، مرتبط بوجود إرادة سياسية لدى إثيوبيا، مضيفة «إن التعنت الإثيوبي هو العائق الأساسي أمام عملية التفاوض».

وأجرى الوزير الجزائري جولة إقليمية، شملت تونس وإثيوبيا والسودان، بحث خلالها مجمل التطورات في المنطقة، لا سيما ملف سد النهضة، والنزاع الحدودي السوداني الإثيوبي، وعدد من القضايا التي تهم بلاده.

ترحيب سوداني

في المقابل، أكد السودان ترحيبه بمبادرة جزائرية لحل الخلاف بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة الذي أكملت أديس أبابا عملية الملء الثاني له بشكل أحادي.

جاء ذلك عقب استقبال رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان بمكتبه وزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة، بحضور وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدى.

وقال بيان صادر عن مجلس السيادة الانتقالي «إن القيادة في السودان رحبت بالمبادرة الجزائرية الداعية إلى عقد لقاء مباشر بين الدول الثلاث للتوصل إلى حل لخلافاتها حول سد النهضة»، مشيرة إلى أن المبادرة الجزائرية تأتى متوافقة مع المادة (10) من إعلان المبادئ الموقع بين الدول المعنية بالخرطوم.توقف المفاوضات

وبينما لم تعلن إثيوبيا موقفها النهائي بشأن المبادرة الجزائرية، كشف مصدر مطلع على ملف سد النهضة، أن مفاوضات سد النهضة متوقفة بشكل نهائي، وأنه لا يوجد جديد نستطيع أن نفصح عنه، مشيرا إلى أن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي حول إعادة المفاوضات سوف تكون عبر وساطة دولية أو باتفاق قانوني ملزم لكل الأطراف.

وقال المصدر، «إن الجزائر اتخذت بعض الخطوات المهمة دبلوماسيا للوجود في المحيط الأفريقي، في وقت اعتبر فيه البعض أن دولة تونس انحازت لمصر والسودان، مشيرا إلى أن الجزائر لم يكن لديها كل التفاصيل الصغيرة حول السد ونقاط الخلاف.

وتابع المصدر «القاهرة رحبت بمشاركة الجزائر كمبادرة للتهدئة بين الأطراف المتنازعة وليس كمبادرة تضع حلولا لنقاط الخلاف، وتم بالفعل لقاء المسؤولين بالجزائر وشرح نقاط الخلاف والتخوفات من استمرار أعمال البناء والملء بشكل أحادي.

أسرار الخلاف

ونوه المصدر بأن الخلاف يكمن في محاولة إثيوبيا الانفراد بإدارة السد، مشددا على وجوب الوصول إلى اتفاق ملزم معها، مؤكدا أن مشكلة السد الأساسية ستكون في فترة الجفاف.

وحجزت إثيوبيا خلال عملية الملء الثاني كمية مياه تتراوح بين 3 و4 مليارات م3، بينما حجزت العام الماضي 4.5 مليارات؛ ليكون إجمالي ما تم حجزه 7.5 مليارات م3.

وأعلن مسؤولون في فريق التفاوض السوداني إعادة النظر في مواقفهم حول سد النهضة بعد (المعلومات المضللة) التي قدمتها إثيوبيا بشأن الملء الثاني، وأكدوا اتخاذ الاحتياطات للملء الثالث للسد العام المقبل مبكرا، وفقا لصحيفة (سودان تربيون).

وفي 19 يوليو 2021، قالت إثيوبيا «إنها فرغت من الملء الثاني، لكن خبراء في وزارة الري السودانية أكدوا أنه تم بواقع 4 مليارات م3 وليس 13.5 كما أعلنت أديس أبابا.

انهيار السد

وتوقع خبير المياه المصري عباس شراقي قائلا «إن وزير الري الإثيوبي يزعم أن سد النهضة سيحمي السودان من الفيضان، فيما السد لن يتحمل الفيضان».

وأضاف «إن الأمطار تشتد خلال هذه الفترة وفي شهر أغسطس المقبل ومن الممكن أن تصل إلى مليار م3 يوميا ستمر كلها إلى السودان».

وتابع «إنه لا علاقة بين الفيضانات التي تحدث في النيل الأبيض والأزرق أو نهر عطبرة»، مشيرا إلى أن التخزين في سد النهضة متوقف على استكمال الأعمال الهندسية.

وأوضح شراقي أن السد الإثيوبي يحتجز زهاء 8 مليارات ونصف المليار م3 من المياه حاليا، وأن ما يظهر من خرسانة لينة سيؤدي إلى انجرافها في جسم السد خلال الأيام المقبلة، حيث من المتوقع أن يجرف الفيضان أجزاء من جسم السد التي تظهر عبر صور وخرائط الأقمار الصناعية لعدم اكتمال البناء، وذكر أن الانجراف سيؤدي إلى تهدم الجزء العلوي من السد واندفاع جزء من مياه بحيرة السد إلى مصر والسودان.

ماذا قال رئيس الجزائر عن القضايا الدولية؟

  • هناك دبلوماسي مغربي صرح تصريحات خطيرة جدا أخيرا مما جعلنا نسحب سفيرنا في الرباط وطلبنا تفسيرات ولم نتلق ردا.

  • قضية الصحراء الغربية بين يدي الأمم المتحدة وما نحن إلا مراقبون ولسنا طرفا، ومستعدون لاحتضان لقاء بين جبهة البوليساريو والمغرب للوصول لحل.

  • لا يمكن أن نتدخل في الشأن الداخلي بتونس، ولن نرضى أن يضغط أي طرف، ولن أبوح بما قاله لي قيس سعيد، هو بلغني بتفاصيل تبقى بيني وبينه.

  • الجزائر البلد الوحيد الذي لا يملك أي أطماع في ليبيا، نحن متفائلون ولكننا متخوفون من عدم ملاءمة الظروف والتوقيت لإجراء الانتخابات هناك.

  • لسنا تابعين لفرنسا وغيرها، ونحن في اتصال يومي مع كل الدول في سبيل محاربة الإرهاب.

  • الجزائر مع الأشقاء الماليين ونحن متيقنون من أن الحل يجب أن يكون من الداخل المالي بين الأشقاء.