عبدالله قاسم العنزي

المركز القانوني لـمعدومي الجنسية

الاحد - 08 أغسطس 2021

Sun - 08 Aug 2021

إن موضوع انعدام الجنسية من المواضيع القانونية التي أخذت حيزا من الاهتمام بين المنظمات الدولية منذ مطلع القرن العشرين الذي شهد تغيرات كبيرة في المجتمع الدولي وتعتبر مشكلة انعدام الجنسية من أهم المشكلات التي تواجه دول الخليج والعالم العربي ولا تزال تمثل قلقا كبيرا للمسؤولين لتعلقها بحقوق الإنسان وهو الأمر الذي حثت الشريعة الإسلامية بالمحافظة عليه دون تمايز.

ونوضح قبل البدء في موضوعنا معنى انعدام الجنسية كمصطلح قانوني وفق القانون الدولي أنه (الشخص الذي لا تعتبره أية دولة مواطنا فيها بمقتضى تشريعاتها) وهذا الإشكال القانوني يظهر في سياقات متعددة وهو ما يحدث في كافة دول العالم، فالبعض يولد معدوم الجنسية بينما آخرون يصبحون عديمي الجنسية في فترة لاحقة من حياتهم لأسباب قانونية، ويوجد قرابة 15 مليون شخص عديم الجنسية حول العالم منهم من هي مهضومة حقوقهم، ومنهم من يعامل معاملة المواطن في البلد التي نزح إليها أو ولد فيها بغير أوراق وثبوتيات رسمية، كما هو الحال لدينا في المملكة العربية السعودية فإن أبناء القبائل التي لا تزال معاملاتهم عالقة في وكالة الأحوال المدنية يعاملون معاملة السعودي من حيث التعليم والمستشفيات، ومنهم من خدم في القطاعات العسكرية وقدم خدمات جليلة للوطن، ومنهم من يحمل جواز سفر سعودي وأيضا يحتسبون في برنامج إحلال السعودة بدلا من العمالة الوافدة – نطاقات - بأنهم سعوديون، وفي حساب المواطن المتمثل بالدعم الحكومي للأسر السعودية يعتبرون سعوديون ويقبلون بالتسجيل بحساب المواطن، وما سبق ذكره يعطيهم مركزا قانونيا بأنهم سعوديون وبالتأكيد أن هذه الامتيازات لا تكاد توجد في أي بلد آخر لديه أقلية معدومة الجنسية.

ونؤكد على أن الجنسية بالنسبة للجماعات والأفراد بصرف النظر عن فروقاتهم تعتبر أمرا مهما من الناحية القانونية، لأنها تعكس انتماءهم للدولة التي ولدوا وعاشوا على أرضها إضافة أنه من خلالها تتسهل إجراءات حقوقهم المدنية والحديث يخص معدومي الجنسية في المملكة العربية السعودية والذي يأخذون أشكالا متنوعه كأفراد أو جماعات قبلية منهم من حصل على الجنسية السعودية، ومنهم من هو قيد الانتظار رغم صدور الأمر السامي الكريم رقم 603/8 بتاريخ 1/12/1420هـ بمنح الجنسية السعودية للقبائل التي منشؤها المملكة ثم نزحت إلى الدول المجاورة وعاد بعض أفرادها إلى المملكة موطنهم الأصلي.

إن التباطؤ في إغلاق هذا الملف المدني ينعكس سلبا على هذا الفصيل من شريحة المجتمع وعلى كافة شرائح المجتمع لاعتبار أن هؤلاء يتزوجون من سعوديات وسعوديين يتزوجون منهم باعتبار أنهم متصلو العرق والنسب والعرف والثقافة ببعض العائلات والقبائل، وهنا يحدث إشكالات تجاه أبنائهم في المستقبل وستأخذ المشكلة أبعادا متعددة حادة أكثر مما هي عليه الآن.

ومن وجهة نظري أعتقد أن الإشكال نشأ كما ذكرت سابقا بأنهم وضعوا في (سلة واحدة) ومن لديه إشكال من حيث مدى انطباق الشروط عليه آخر معاملة وإجراءات من ليس لديه أية مشكلة في إجراءاته وبهذه الحالة وقع ضرر على عائلات هي بحاجة إلى تسهيل معاملاتهم لتعيش بحياة كريمة في المجتمع وتأخذ اسم المواطنة لتتمتع بكافة الامتيازات التي يتمتع بها المواطن.

expert_55@