الهوى والهوية!
الأربعاء - 27 يوليو 2016
Wed - 27 Jul 2016
عادت الحياة مجددا لطبيعتها في تركيا بشكل نسبي بعد الانقلاب الفاشل ضد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان. إردوغان اتهم جماعة ما يسمى «الكيان الموازي» بقيادة فتح الله غولن بمحاولة الانقلاب على الشرعية واستهانتهم برغبات الشعب التركي.
مسمى «الكيان الموازي» هو وصف أطلقه مسؤولو الحكومة التركية على تنظيم «غولن» السري حسب زعمهم الساعي إلى تقويض الحكومة. الرئيس التركي رد على محاولة الانقلاب الفاشلة في بدء مجلس الوزراء التركي في عرض مذكرة قرار إعلان حالة الطوارئ في البلاد على الجمعية العمومية للبرلمان للمصادقة عليها. برر إردوغان فرض حالة الطوارئ بأنها عملية تعزيز لإدارة المحافظين أكثر، وأن القوات المسلحة ستكون تحت إمرتهم، وأن تلك الخطوة لا تستهدف الأنشطة الاقتصادية للمواطنين الأتراك.
لم يكن حدوث الانقلاب أولا ثم فشله ثانيا مفاجئا بقدر حالة الفرح الهستيري المستغرب من بعض أطياف الداخل على ما حصل من فشل للانقلاب. هذا الفرح غير المبرر جعلنا نضع أكثر من استفهام وتعجب حول العلاقة الروحية والوجدانية التي وصلت في البعض ربما إلى حد الولاء والانتماء للأتراك!
الدولة التركية دولة علمانية بامتياز، حيث إنه لا يوجد دين رسمي للدولة. وتطبيق العلمانية في تركيا نبع من «الفكر الكمالي» المنسوب إلى مؤسس تركيا الحديثة كمال أتاتورك. ودستورها يؤمن بحرية الدين والمعتقد! لذلك ظهر إردوغان في لقاء متلفز وظهر فيه أحد الطلبة المثليين وهو يسأله ويقول له: كما تعلمون في تركيا لدينا مواطنون مثليون، هل يمكن أن تعترف بحقوق المثلية والسحاق وازدواجية الميول الجنسية والتحول الجنسي كما هو الحال في أوروبا باعترافهم بزواج المثليين؟ كان الجواب: إنه من الضروري أن يعترف بحقوق المثليين، وكذلك ينبغي أن تكون محمية حتى من قبل القانون في ضوء حقوقهم وحرياتهم!
تناقض عجيب نعيشه في مجتمعنا من بعض أطيافه! ففي حين أننا نحارب الاختلاط والتبرج والسفور وننتقد تنظيم عمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونمنع إقامة الحفلات والمسرحيات على مسارحنا، تجدنا نُطبل لدولة تقدم كل ذلك، بل ما هو أبشع من ذلك بكثير.
كشفت لنا محاولة الانقلاب أن هناك انقلابا في المفاهيم! وأننا نعيش في مجتمع البعض منه «يغلب فيه الهوى على الهوية»، وأن علينا أن لا نغفل عما يحاك ضدنا من مؤامرات وأمنيات لنزع الهوية، وجعلنا تابعين لدول أخرى وفق أهواء بعض الجماعات أو الأحزاب أو غيرها.
مسمى «الكيان الموازي» هو وصف أطلقه مسؤولو الحكومة التركية على تنظيم «غولن» السري حسب زعمهم الساعي إلى تقويض الحكومة. الرئيس التركي رد على محاولة الانقلاب الفاشلة في بدء مجلس الوزراء التركي في عرض مذكرة قرار إعلان حالة الطوارئ في البلاد على الجمعية العمومية للبرلمان للمصادقة عليها. برر إردوغان فرض حالة الطوارئ بأنها عملية تعزيز لإدارة المحافظين أكثر، وأن القوات المسلحة ستكون تحت إمرتهم، وأن تلك الخطوة لا تستهدف الأنشطة الاقتصادية للمواطنين الأتراك.
لم يكن حدوث الانقلاب أولا ثم فشله ثانيا مفاجئا بقدر حالة الفرح الهستيري المستغرب من بعض أطياف الداخل على ما حصل من فشل للانقلاب. هذا الفرح غير المبرر جعلنا نضع أكثر من استفهام وتعجب حول العلاقة الروحية والوجدانية التي وصلت في البعض ربما إلى حد الولاء والانتماء للأتراك!
الدولة التركية دولة علمانية بامتياز، حيث إنه لا يوجد دين رسمي للدولة. وتطبيق العلمانية في تركيا نبع من «الفكر الكمالي» المنسوب إلى مؤسس تركيا الحديثة كمال أتاتورك. ودستورها يؤمن بحرية الدين والمعتقد! لذلك ظهر إردوغان في لقاء متلفز وظهر فيه أحد الطلبة المثليين وهو يسأله ويقول له: كما تعلمون في تركيا لدينا مواطنون مثليون، هل يمكن أن تعترف بحقوق المثلية والسحاق وازدواجية الميول الجنسية والتحول الجنسي كما هو الحال في أوروبا باعترافهم بزواج المثليين؟ كان الجواب: إنه من الضروري أن يعترف بحقوق المثليين، وكذلك ينبغي أن تكون محمية حتى من قبل القانون في ضوء حقوقهم وحرياتهم!
تناقض عجيب نعيشه في مجتمعنا من بعض أطيافه! ففي حين أننا نحارب الاختلاط والتبرج والسفور وننتقد تنظيم عمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونمنع إقامة الحفلات والمسرحيات على مسارحنا، تجدنا نُطبل لدولة تقدم كل ذلك، بل ما هو أبشع من ذلك بكثير.
كشفت لنا محاولة الانقلاب أن هناك انقلابا في المفاهيم! وأننا نعيش في مجتمع البعض منه «يغلب فيه الهوى على الهوية»، وأن علينا أن لا نغفل عما يحاك ضدنا من مؤامرات وأمنيات لنزع الهوية، وجعلنا تابعين لدول أخرى وفق أهواء بعض الجماعات أو الأحزاب أو غيرها.