152 خبيرا عالميا يطالبون بمحاكمة رئيسي

العفو الدولية: جرائمه ضد الإنسانية ألقت بظلالها المخيفة على مراسم تنصيبه المقاومة الإيرانية: تنصيب متورط بالإبادة البشرية يعارض حقوق الإنسان
العفو الدولية: جرائمه ضد الإنسانية ألقت بظلالها المخيفة على مراسم تنصيبه المقاومة الإيرانية: تنصيب متورط بالإبادة البشرية يعارض حقوق الإنسان

الخميس - 05 أغسطس 2021

Thu - 05 Aug 2021

فيما دعا 152 خبيرا دوليا إلى محاكمة الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، دعت منظمة العفو الدولية إلى سرعة اتخاذ إجراءات قوية وصارمة ضده بوصفه مسؤولا عن مجزرة عام 1988 التي راح ضحيتها أكثر من 30 ألف إيراني، واعتبروا مسرحية تنصيبه التي جرت أمس بداية عصر جديد من الفوضى والقمع والإرهاب.

وذكرت العفو الدولية أن «الجرائم ضد الإنسانية تلقي بظلالها المخيفة على مراسم تنصيب إبراهيم رئيسي رئيسا لجمهورية نظام الملالي، ونعلن نحن أيضا عن ضرورة خضوع رئيسي للتحقيق الجنائي بتهمة الدور الذي لعبه في الجرائم ضد الإنسانية في الماضي والحاضر والمتعلقة بمجزرة عام 1988».

قتل وتعذيب

وأكدت منظمة العفو الدولية أنه «يجب على المجتمع الدولي، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، الذي أرسل مبعوثه إنريكي مورا إلى مراسم تنصيب رئيسي أن يظهر للمسؤولين عن عمليات الإعدام خارج نطاق القضاء وغيرها من عمليات القتل والاختفاء القسري والتعذيب التزامه علنا بمكافحة حصانة الحاكمین في إيران».

وتابعت «يجب على قادة العالم أن يدعوا مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى إنشاء آلية تحقيق ومساءلة مستقلة للحيلولة دون تكرار دورة إراقة الدماء وضمان تحقيق العدالة والمساءلة حول الضحايا والناجين».

إبادة بشرية

وأصدر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بيانا قال فيه «الموافقة على رئاسة شخص متورط في قضية إبادة بشرية وجريمة ضد الإنسانية تتعارض بشكل واضح مع الديمقراطية والمبادئ العالمية لحقوق الإنسان، والتي هي من الأسباب الأساسية لكيان الاتحاد الأوروبي الذي راح عشرات الملايين من الأشخاص ضحية من أجله في أوروبا في القرن العشرين».

ودعت العديد من هيئات حقوق الإنسان، بما في ذلك مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، والمقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في إيران، و7 مقررين خاصين للأمم المتحدة، ومنظمة العفو الدولية، و152 خبيرا دوليا في مجال حقوق الإنسان، إلى إجراء تحقيق دولي في قضية إبراهيم رئيسي ومذبحة عام 1988 باعتبارها جريمة ضد الإنسانية.

مسرحية التنصيب

وشهدت طهران أمس، مسرحية تنصيب إبراهيم رئيسي، في وقت فتحت القوات القمعية قبل أيام النار على المواطنين الذين نزلوا إلى الشوارع في مختلف أنحاء البلاد بشعارات الموت للديكتاتور والموت لخامنئي وليسقط مبدأ ولاية الفقيه، مما تسبب في سقوط عدد كبير منهم بين قتيل وجريح، واعتقال أعداد أكثر. في غضون ستة أسابيع فقط منذ تعيينه رئيسا، تم إعدام ما لا يقل عن 62 سجينا في مدن مختلفة في إيران.

رضا الحرس

على صعيد متصل، رأى الكاتب البريطاني روجر بويس أنه يتعين على الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن يكون قاسيا في الداخل والخارج، كي يستطيع نيل رضا «الحرس الثوري الإيراني»، المهيمن على مستقبل الجمهورية الإيرانية.

وكتب بويس، في تحليل لصحيفة «تايمز» البريطانية، أنه بعد سنوات من اللعب من وراء الستار مع الغرب، سقط قناع إيران التي أوضحت للرئيس الأمريكي جو بايدن المتنكر بثياب الحمل، أنه لن يكون هناك أي اتفاق ذي قيمة حول برنامجها النووي.

3 مراكز قوى

وأشار بويس إلى تقرير مثير للاهتمام، كتبه باحثان إيرانيان سعيد جولكار وكسرى عرابي اللذان يعملان لصالح معهد «توني بلير للتغير العالمي»، ويفيد بأن انقلاب الحرس الثوري على الدولة الثيوقراطية في إيران لن يحدث، وأن «خامنئي لا يريد أن يكون الحرس الثوري هو قائد الدفة في إيران، ولكن ماذا سيحدث عند وفاته؟».

ويرى رجال الدين الذين يحكمون إيران، أن الحرس الثوري يلعب دورا مهما في تنقية الثورة الإسلامية، والأهم من ذلك أنه يدير ثلاثة مراكز قوى، وهي: الاستخبارات، والجيش، وكذلك الجانب الاقتصادي الذي يتمثل جزء منه في أعمال البناء الضرورية لوكلاء إيران في العراق ولبنان وسوريا.

إن المهمة الموحدة والوحيدة لدعاة التحديث حتى في الشرطة السرية، هي بقاء النظام. وبالتالي، إذا أخطأ رئيسي في تعامله مع الغرب، أو إذا خفف قبضته على البرنامج النووي، فسيطرقون بابه.

وخلص بويس إلى أن رئيسي صعد بسبب تشدده الواضح، ويحتاج إلى ممارسة قوته داخليا وخارجيا لإرضاء الحرس الثوري، ولذلك سيتعين عليه أن يكون حذرا.

إهانة الشعب

واعتبرت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية أن زيارة طهران في ظل حكم الفاشية الدينية لحضور مراسم تنصيب سفاح مجزرة عام 1988 إهانة للشعب الإيراني، حيث تراها الفاشية الدينية التي تحكم إيران، ضوءا أخضر لاستمرار عمليات الإعدام والقتل وتصدير الإرهاب وتصعيد الحرب، وتشجيع هذا النظام على مواصلة جرائمه وانتهاكاته لحقوق الإنسان.

وقالت «حان الوقت للاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه ليقفوا على المسار الصحيح وإحالة قضية مذبحة عام 1988 وانتهاكات حقوق الإنسان في إيران إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حتى يمكن محاكمة قادة هذا النظام بتهمة الإبادة البشرية والجريمة ضد الإنسانية».

ذل إيراني

ويرى بويس أن رئيسي، الذي كان عضوا في لجان الموت التي أصدرت أحكاما بالإعدام على المنتقدين السياسيين للنظام الإيراني عام 1988، هو المرشح المفضل لدى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي. وكلاهما يتفقان على أن كل الاحتجاجات التي تعصف بإيران، ترجع إلى ضعف الإدارة، وانهيار الثقة بين النظام والشعب. ويعتبر الاثنان أن المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة وأوروبا تشتت الانتباه عن الأجندة المحلية، وليست الحل السحري المرتقب، خاصة أن بعض المحللين الإيرانيين يرون أن جو بايدن سيكون رئيسا لولاية واحدة، وبالتالي يمكن أن يتراجع خليفته عن الوعود السابقة. ونقل بويس عن محمد ماراندي، الأستاذ في جامعة طهران، قوله «هناك شعور بأن الساسة الإيرانيين تذللوا كثيرا تحت أقدام الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وبالتالي فإن الاتفاق سيجمد».

اغتيال المعارضين

ويرفض رئيسي التخلي عن الحروب بالوكالة لأنها جزء من برنامجه لإكمال الثورة الإسلامية، أولا بصفته رئيسا، ثم لاحقا بعد ترقيته المحتملة ليكون المرشد الأعلى الجديد. لكن عليه أن يحقق المستحيل، ألا وهو الوقوف بحزم ضد الغرب بشأن البرنامج النووي ومقاومة الضغط لتغيير المسار، وإيجاد المال لتهدئة الفقراء الإيرانيين. ويرتبط رئيسي بالحرس الثوري الإيراني، الجهاز الهادف لكسب المعارك في الخارج، وتهديد الشحن الدولي، واغتيال المنتقدين. ولم يكن قويا إلى هذا الحد، لدرجة أن البعض بات يخشى أنه سيحاول في النهاية القيام بانقلاب ضد دولة رجال الدين في إيران.