عبدالله قاسم العنزي

أثر مسلسل «رشاش» على نمو الجريمة بالمجتمع

الاحد - 01 أغسطس 2021

Sun - 01 Aug 2021

يتزايد الحديث في المجتمع السعودي عن مسلسل (رشاش) الذي أحدث جدلا واسعا في أوساط المجتمع سيما مع تنامي معدلات الجريمة الحقيقية في الواقع بفعل عدة عوامل، إذ صارت أخبار الجريمة والتحقيقات الخاصة بالوقائع الجنائية مثل السلب والاعتداء على ما دون النفس وأحيانا تصل إلى جرائم قتل مضامين يومية تتداولها الصحف ومنصات التواصل الاجتماعي الرسمية منها وغيرها.

هناك دراسات إعلامية حديثة حول التأثير المتبادل بين الإعلام والعنف، وأن أول لقطة فنية لمشهد من مشاهد العنف كانت اللقطة القريبة التي استخدمها المخرج السينمائي (أدوين بورتر) عام 1903 للص يطلق النار من بندقية في وجه الكاميرا مباشرة، لتستخدم كمقدمة وخاتمة لفيلم اسمه (سرقة القطار الكبرى)، ثم زاد الاهتمام بتصوير وإنتاج مشاهد العنف تحت تأثير انتشار السينما في العالم خلال الحربين العالميتين، ونضيف معلومة أخرى إلى أن منتجي الأفلام يرون أن أفلام العنف أكثر سهولة في إشعال اهتمام المشاهد وبالتالي تزيد عدد المشاهدين وترفع تقييم الفيلم أو المسلسل ثم والأهم من كل شيء تزيد في إيرادات الإعلانات الدعائية.

إن مناقشة موضوع العنف عبر وسائل الإعلام بدأت في أواخر الخمسينيات من القرن المنصرم من قبل المهتمين والباحثين في علم الجريمة وامتدت إلى أواسط التسعينيات حيث صدر تقرير عن وزير الصحة الأمريكي يظهر قلقا حول تأثير العنف التلفزيوني على الأطفال وتغيير أنماط سلوكهم وقدرته على إكسابهم سلوكيات عدوانية خطيرة.

ومن غير المعقول أن نقول إن دراما الضحك للضحك ودراما العنف للإثارة ونحو ذلك، حيث لا بد أن تكون لكل رسالة إعلامية أهداف واضحة تسعى إلى تحقيقها، ومن أهم الأدوار التي يجب أن تقوم بها الدراما السعودية هي نشر الوعي في المجتمع.

والذي أثار القلق لدينا وضوح اندفاع الرغبات المراهقة إلى حب التمرد والمغامرة العنيفة في مقطع متداول لشاب في منطقة جازان يقول إنها (رشاش فرع جازان) وإنه أوقف سيارته على قارعة الطريق ليقوم بسلب ونهب من يعبر في الطريق وبصرف النظر عن حقيقة ما يدعيه ذلك الشاب الذي يظهر أنه لا يتمتع بصحة نفسية جيدة هناك تأثير غير مباشر وواضح ظهر على منصات التواصل الاجتماعي مثل تناقل بعض مقاطع المسلسل وتركيب الأهازيج والشيلات الشعبية عليها، إضافة إلى انتشار صور بعض الممثلين الذين قاموا بأدوار العصابة ذات الفعل المشين في أواخر ثمانينات القرن الماضي.

إن جريمة التحريض على العنف تعد من الجرائم التي تهدد أمن واستقرار أي مجتمع ولا يعتبر من قبل حرية الرأي والتعبير إذا كان المشهد مفرغا من الرسالة والهدف الذي يجب أن يفهمه المشاهد ويتلقاه من التلميح أو التشجيع أو التحبيذ أو السعي إلى قيمة معينة أو مبدأ معين، وللأسف أن هذا التحريض مغضوض عنه البصر.!! سيما وأنه يعد ضربا من ضروب التأثير على الغير ودفعه نحو إتيان الجريمة من خلال الإغراء والإغواء بحبكته الدرامية.

حديثنا ونقدنا لا يتعلق بمسلسل «رشاش» تحديدا ولكن هذا المسلسل علق الجرس لينبئنا عن خطر قادم إذا ما استمرت الدراما السعودية على هذه الوتيرة من إغراء وإغواء المشاهد المراهق إلى التطلع لسلوك التمرد والمغامرة!