ماجد التميمي

اختبار الرخصة المهنية والتطوير المهني التعليمي لشاغلي الوظائف التعليمية

السبت - 31 يوليو 2021

Sat - 31 Jul 2021

أطلق المعهد الوطني للتطوير المهني التعليمي برامج تدريبية صيفية لتلبي عدة مستهدفات منها تلبية الاحتياج المهني للمعلمين. والجميل أن هذه الدورات التدريبية أتت بعدما أدى عدد كبير من المعلمين والمعلمات اختبار الرخص المهنية المبني على معايير مهنية وظهور نتائجهم منذ ما يزيد على 30 يوما.

نظريا، كان الهدف من اختبار الرخص المهنية كما ذكر ليس حرمان المعلمين من العلاوة السنوية أو تقليل أعداد المؤهلين لوظيفة معلم وإنما مساعدة المعلمين للتعليم والتطوير المستمر بإرشادهم لمواطن قوتهم وضعفهم، ويتأتى ذلك بأن يزود المختبرون بوصف تفصيلي للمعايير التي أتقنوها والمعايير التي عندهم قصور بها وليس بأن يزودوا بدرجة إجمالية لأدائهم في الاختبار كي يعرف المختبرون ما احتياجهم المهني الذي يحتاجون فيه إلى تطوير ولكي يعرف أيضا المركز الوطني للتطوير المهني ما هي احتياجات معلميه لتصمم برامج تدريبية تلبي تلك الاحتياجات ويعرف المركز مَن مِن المعلمين أحق بالالتحاق بتلك الدورات التدريبية.

عمليا، اختبر المعلمون وتحصلوا على درجات إجمالية، وفتح مركز التطوير المهني التسجيل للمعلمين ومن دون أن يعرف المعلم ما يحتاجه فعليا من تلك الدورات لتلبية المهارات والمعارف التي يحتاجها للوصول للمعايير المهنية التي تتطلبها وظيفته التعليمية ومن دون ما يعرف أيضا ما المعايير التي تقوم عليها تلك الدورات التدريبية.

فبما أنه فرض على المعلمين اختبار مبني على معايير فمن البديهي أن يكون هناك برامج تدريبية تقوم على تلك المعايير لتلبي ما ينقص المعلمين من معارف ومهارات تتوافق مع المعايير المهنية لوظيفة المعلم.

وأولى الجهات المسؤولة عن تلبية ذلك الاحتياج للمعلمين الذين هم على رأس العمل هو المعهد الوطني للتطوير المهني التعليمي الذي اعتمد تأسيسه من قبل مجلس الوزراء بعد إقرار اختبار الرخص المهنية. فالدورات التدريبية المقدمة من قبل المعهد الوطني للتطوير المهني التعليمي ينبغي أن تكون مبنية على المعايير المهنية التي تتوافق مع المعايير التي بني عليها اختبار الرخص المهنية. وينبغي أن يعرف المتدرب ما المعايير المهنية التعليمية التي تقوم عليها هذه الدورة التدريبية التي عندما يحضرها بشكل فعال سيتمكن من التحسن في أدائه في اختبار الرخص المهنية في الجزء المتعلق بهذا المعيار. ولا يمنع أو يحبذ أن يعد المتدرب في تلك الدورات التدريبية التعليمية المقدمة من قبل المعهد الوطني للتطوير المهني التعليمي للإجابة على أسئلة تتشابه في طبيعتها مع أسئلة الاختبار.

فالمعايير المهنية التعليمية إذا كانت بنيت بشكل صحيح فهي تشمل جميع ما ينبغي على المعلم معرفته وإتقانه لكي يكون معلما قادرا على القيام بمهامه المهنية باقتدار، وإذا كان الاختبار الذي أعد لقياس مدى قدرة المعلم المعرفية صادقا فهذا يعني أنه متى ما استطاع المعلم الإجابة بشكل صحيح عن أسئلة الاختبار فهو عنده القدرة على أداء مهامه المهنية باقتدار. فإعداده للإجابة على تلك الأسئلة إذا كانت أسئلة صادقة إعداد له لأن يكون معلما قادرا على القيام بمهامه المهنية باقتدار.

والدور في تعريف المتدرب بالدورات التدريبية المناسبة والجيدة له كي يلم بالمعايير المهنية التعليمية ليس مقتصرا على مركز التطوير المهني التعليمي فحسب، بل تشاركهم هيئة تقويم التعليم والتدريب المسؤولية فهي الجهة المسؤولة عن تقويم البرامج التدريبية التعليمية واعتمادها، فالدورات والبرامج التدريبية التعليمية إلا ما يتوافق مع المعايير المهنية لوظيفة المعلم وخاصة هي الجهة التي حددت المعايير المهنية لوظيفة المعلم وصممت اختبارات تقيس -وفق تصوراتها- قدرة المعلم. وقبل ذلك عليها أن تزود المختبر بوصف لاحتياجاته المعرفية بشكل تفصيلي وليس بدرجة إجمالية لا يعرف من خلالها المعلم ما يحتاج إليه بالضبط، وتزود المعهد الوطني للتطوير المهني في الوقت الصحيح (إن كان غاب عنهم ذلك) باحتياجات المعلمين المعرفية كي تصمم لهم برامج تدريبية تلبي ذلك الاحتياج.

@majed233