مفهوم صيني جديد للقطارات ينافس الطائرات
الثلاثاء - 27 يوليو 2021
Tue - 27 Jul 2021
بعد إطلاق الصين الجيل الجديد من القطارات فائقة السرعة التي تصل سرعتها 620 كلم/ساعة، سنرى مفهوما جديدا للنقل البري باستخدام تقنية الإقلاع الحراري المغناطيسي لينافس الطائرات في السرعة والتكلفة الوقتية، كما أصبح في الوقت نفسه بشرى سارة للمسكونين بفوبيا الطائرات.
هذا المشروع الحالم لم يكن وليد اليوم، فقد عملت الصين على هذا المشروع أكثر من عشرين عاما، قادت هذا المشروع بحثيا جامعة جياوتونق بالتعاون مع الشركة الوطنية سي آر آر سي - CRRC - للعمل على دمج نظام النقل المغناطيسي في خطوط التجارب داخل المصانع المحلية لتطوير نظام – ماجليف – عالي الكفاءة ومنخفض التكلفة الذي لا يتلامس مع خطوط السكك الحديدة ليقلل من التلوث الصوتي، كما يمكن للقطار أن يبدأ رحلته بعربتين إلى 10 عربات مع مقدرة كل عربة منها على استيعاب 100 راكب.
فكرة القطار توفر أفضل الحلول لمسافات السفر التي تصل 1500 كلم، وتخفيف فجوة التكلفة الوقتية للرحلات بين القطارات السريعة والطائرات التي تصل سرعتها 900-1000 كلم/ساعة، كما سيدعم ذلك بقاء الصين متفوقة في مجال النقل عالي السرعة ودفع عجلة التطوير المستمر لتقنيات المعدات والصناعات الناشئة في هذا القطاع.
ومن نافلة القول إن شبكة النقل السريع للسكك الحديدية في الصين تطورت بشكل سريع في آخر 15 عاما، منذ إطلاق أول قطار ضمن مشروع شبكة الصين للسكك الحديدية السريعة الذي وصلت سرعته 350 كلم/ساعة CRH في أبريل 2007، كان ذلك بين بكين وتيانجين وافتتح في أغسطس 2008 بعدها انطلقت مشاريع توسيع شبكة القطارات السريعة إلى أن وصلت جميع المقاطعات الإدارية الصينية إذا ما استثنينا مكاو، ووصل الطول الإجمالي للشبكة 38,000 كلم في نهاية عام 2020 وتستهدف الوصول إلى 70,000 كلم بحلول 2035.
ما يميز النموذج الصيني في تنمية البنية التحتية لشبكة النقل السريع أنها ارتكزت على اتفاقيات نقل التكنولوجيا مع أميز صانعي القطارات الأجانب مثل: سيمنس والستوم وبومباردير وكواساكي - Alstom, Siemens, Bombardier, Kawasaki - حتى أعاد المهندسون الصينيون تصميم مكونات القطارات المحلية لتناسب الاستهلاك المحلي وتُصنع محليا في الشركة الوطنية الصينية CRRC مدعومة بأحدث تقنيات الاتصال المحلية التي تميزت فيها الصين في
السنوات الأخيرة كالجيل الخامس والذكاء الاصطناعي.
شنغهاي كان لها السبق في إطلاق أول ـ ماجليف ـ تجاري عالي السرعة 430 كلم/ساعة، ينطلق من مطار بودونق الدولي إلى وسط المدينة في 7 دقائق و20 ثانية وبتكلفة إنشائية تقارب 40,000 مليون دولار لكل كيلومتر، هذا المشروع الضخم جعل الصين على عتبة التفوق في النقل السريع، ليفتح الأفق إلى شغف التميز ويشجع مراكز الأبحاث والشركات الوطنية للوصول إلى الحلم الصيني بتطوير نظام ـ ماجليف ـ تصل سرعته إلى 800 كلم/ ساعة ويبدأ إطلاقه في السوق قبل عام 2027.
اليوم أصبحت خدمات النقل الفعالة والذكية وتوفير وسائلها المتنوعة وتكامل منظومتها أحد أهم عناصر استدامة الاقتصاديات، ليس في دورها الكبير في تقليل الانبعاثات الكربونية فحسب، بل تجعل الاقتصاد أكثر حيوية وتسهل أداء قطاع ريادة الأعمال، وتحقيق رضى المستهلك من خلال توفير الخدمات اللوجستية السريعة.
وقد كان للقيادة السعودية رؤية عصرية تواكب المتغيرات الدولية بإطلاق ولي العهد -حفظه الله- مؤخرا الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية لبداية جديدة ترسخ مكانة المملكة كونها مركزا لوجستيا يربط القارات الثلاث، تهدف لإطلاق حزمة من المبادرات والمشروعات النوعية، قد تكون التقنيات الجديدة من قطارات – الماجليف – داعمة من خلال نقلها بالشراكة مع أكبر رواد تكنولوجيا النقل السريع عالميا.
fahadnalarjani@
هذا المشروع الحالم لم يكن وليد اليوم، فقد عملت الصين على هذا المشروع أكثر من عشرين عاما، قادت هذا المشروع بحثيا جامعة جياوتونق بالتعاون مع الشركة الوطنية سي آر آر سي - CRRC - للعمل على دمج نظام النقل المغناطيسي في خطوط التجارب داخل المصانع المحلية لتطوير نظام – ماجليف – عالي الكفاءة ومنخفض التكلفة الذي لا يتلامس مع خطوط السكك الحديدة ليقلل من التلوث الصوتي، كما يمكن للقطار أن يبدأ رحلته بعربتين إلى 10 عربات مع مقدرة كل عربة منها على استيعاب 100 راكب.
فكرة القطار توفر أفضل الحلول لمسافات السفر التي تصل 1500 كلم، وتخفيف فجوة التكلفة الوقتية للرحلات بين القطارات السريعة والطائرات التي تصل سرعتها 900-1000 كلم/ساعة، كما سيدعم ذلك بقاء الصين متفوقة في مجال النقل عالي السرعة ودفع عجلة التطوير المستمر لتقنيات المعدات والصناعات الناشئة في هذا القطاع.
ومن نافلة القول إن شبكة النقل السريع للسكك الحديدية في الصين تطورت بشكل سريع في آخر 15 عاما، منذ إطلاق أول قطار ضمن مشروع شبكة الصين للسكك الحديدية السريعة الذي وصلت سرعته 350 كلم/ساعة CRH في أبريل 2007، كان ذلك بين بكين وتيانجين وافتتح في أغسطس 2008 بعدها انطلقت مشاريع توسيع شبكة القطارات السريعة إلى أن وصلت جميع المقاطعات الإدارية الصينية إذا ما استثنينا مكاو، ووصل الطول الإجمالي للشبكة 38,000 كلم في نهاية عام 2020 وتستهدف الوصول إلى 70,000 كلم بحلول 2035.
ما يميز النموذج الصيني في تنمية البنية التحتية لشبكة النقل السريع أنها ارتكزت على اتفاقيات نقل التكنولوجيا مع أميز صانعي القطارات الأجانب مثل: سيمنس والستوم وبومباردير وكواساكي - Alstom, Siemens, Bombardier, Kawasaki - حتى أعاد المهندسون الصينيون تصميم مكونات القطارات المحلية لتناسب الاستهلاك المحلي وتُصنع محليا في الشركة الوطنية الصينية CRRC مدعومة بأحدث تقنيات الاتصال المحلية التي تميزت فيها الصين في
السنوات الأخيرة كالجيل الخامس والذكاء الاصطناعي.
شنغهاي كان لها السبق في إطلاق أول ـ ماجليف ـ تجاري عالي السرعة 430 كلم/ساعة، ينطلق من مطار بودونق الدولي إلى وسط المدينة في 7 دقائق و20 ثانية وبتكلفة إنشائية تقارب 40,000 مليون دولار لكل كيلومتر، هذا المشروع الضخم جعل الصين على عتبة التفوق في النقل السريع، ليفتح الأفق إلى شغف التميز ويشجع مراكز الأبحاث والشركات الوطنية للوصول إلى الحلم الصيني بتطوير نظام ـ ماجليف ـ تصل سرعته إلى 800 كلم/ ساعة ويبدأ إطلاقه في السوق قبل عام 2027.
اليوم أصبحت خدمات النقل الفعالة والذكية وتوفير وسائلها المتنوعة وتكامل منظومتها أحد أهم عناصر استدامة الاقتصاديات، ليس في دورها الكبير في تقليل الانبعاثات الكربونية فحسب، بل تجعل الاقتصاد أكثر حيوية وتسهل أداء قطاع ريادة الأعمال، وتحقيق رضى المستهلك من خلال توفير الخدمات اللوجستية السريعة.
وقد كان للقيادة السعودية رؤية عصرية تواكب المتغيرات الدولية بإطلاق ولي العهد -حفظه الله- مؤخرا الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية لبداية جديدة ترسخ مكانة المملكة كونها مركزا لوجستيا يربط القارات الثلاث، تهدف لإطلاق حزمة من المبادرات والمشروعات النوعية، قد تكون التقنيات الجديدة من قطارات – الماجليف – داعمة من خلال نقلها بالشراكة مع أكبر رواد تكنولوجيا النقل السريع عالميا.
fahadnalarjani@