5 سيناريوهات تنتظر إخوان تونس

استنساخ النموذج المصري وعودة الاستقرار أو الاتجاه للفوضى والهروب للخارج
استنساخ النموذج المصري وعودة الاستقرار أو الاتجاه للفوضى والهروب للخارج

الثلاثاء - 27 يوليو 2021

Tue - 27 Jul 2021

5 سيناريوهات مفتوحة تنتظر تنظيم الإخوان التونسي المتمثل في حركة النهضة، في أعقاب القرارات الشجاعة للرئيس قيس سعيد بحل الحكومة، وتعطيل البرلمان، وتوليه السلطة التنفيذية، في خطوات اعتبرت صفعة قوية لآخر قلاع التنظيم العنكبوتي في المنطقة.

وفيما تشير توابع الزلزال الذي أحدثه الرئيس التونسي إلى إمكانية غروب شمس الإخوان في تونس الخضراء التي أطلقت الربيع العربي قبل أكثر من 10 سنوات، بعد التفاف الجيش والشرطة حول الرئيس المنتخب الذي قد يدخل التاريخ من أوسع أبوابه، ويجمع المحللون المحايدون على أن سعيد تدخل في الوقت المناسب لإنقاذ بلاده التي تنهار صحيا واقتصاديا، وتنعزل عن محيطها.

ومع حالة الترقب التي يعيشها الشارع العربي والتونسي، تطرح «مكة» 5 سيناريوهات مقترحة لما قد يلقاه تنظيم الإخوان في تونس خلال الأيام المقبلة.

النموذج المصري

وقف الرئيس التونسي قيس سعيد منبهرا وهو يتجول في المناطق التاريخية والمؤسسات الحيوية بالعاصمة المصرية القاهرة في 12 أبريل الماضي، لم تتوقف الزيارة عند ذلك بل زار عددا من القلاع الحضارية والقواعد العسكرية، وبدا سعيدا من تجربة عملية شهدت إزاحة أكبر تنظيم للإخوان في الدول العربية، الذي وصل للسلطة عام 2013 وسيطر على مقاليد الأمور على مدار عام كامل، قبل أن ينجح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وخلفه الجيش والشرطة في إزاحة التنظيم وإعادة مصر إلى محيطها العربي والعالمي، لتنطلق عملية التنمية التي كانت مثار إعجاب رأس الحكم في تونس.

يرى كثيرون أن زيارة القاهرة نقطة تحول رئيسة في مسيرة الرئيس التونسي الذي عانى على مدار الشهور الماضية من الفوضى والتعنت في البرلمان الذي يسيطر عليه الإخوان، ويؤكدون أن السيناريو الأول سينجح في استنساخ النموذج المصري، بعدما شعر أن التخلص من هذا الكابوس طريقه الوحيد لتحقيق التنمية، وتحقيق النهضة التي كان يحلم بها قبل انتخابه، فيما وجد كل آماله تتكسر على عتبة تعنت حكومة تبحث عن مصالح النهضة قبل الشعب التونسي.

فصيل منبوذ

بالتواكب مع السيناريو الأول، يظهر في الأفق سيناريو مشرق للتونسيين يتجلى في تضامن الشعب التونسي مع الجيش والشرطة خلف الرئيس الشجاع قيس سعيد، مما سيحول حركة النهضة وغيرها من الحركات المعارضة المنتمية إلى جماعة الإخوان إلى «فصيل منبوذ».

وسيدفع هذا السيناريو الرئيس إلى اتخاذ قرارات جريئة تتمثل في تحويل الخارجين على القانون من أتباع الإخوان إلى المحاكم وتجريم أفعالهم، وإرسالهم إلى السجون، حفاظا على روح الود والتسامح التي اتسم بها الشعب التونسي مفجر الربيع العربي.

ويرى كثيرون أن الهدوء الذي خيم أمس على العاصمة التونسية ومقر البرلمان والحكومة يقود نحو هذا الاتجاه، حيث يواصل سعيد اجتماعاته لتعيين رئيس الحكومة الجديدة وأعضائها ووضع خارطة الطريق الجديدة لمرحلة ما بعد الإخوان.

عنف وفوضىيبدو السيناريو الثالث مرفوضا للغالبية العظمى في تونس، لكنه أحد الخيارات المهمة بالنسبة لجماعة الإخوان الإرهابية، حيث تسعى إلى جمع شتاتها والنزول إلى الشارع، بعدما دعا راشد الغنوشي زعيم الجماعة في تونس إلى تكرار ما حدث في تركيا عام 2016م، والدعوة صراحة للنزول إلى الشارع.

ويتوقع أن يؤدي هذا النزول إلى مواجهات عنيفة مع الجيش والشرطة، وقد تسيل دماء بريئة بسبب التعنت الذي تتسم به الجماعة، حيث ستعمل على تعطيل الحياة السياسية في تونس، وترفع شعار (نحن ومن ورائنا الطوفان)، وقد يؤدي صراع السلطة إلى ضحايا ونهر من الدماء، لكن البعض يرون أن تعاون الجيش والشرطة مع الرئيس قيس سعيد سيقف حائلا دون الوصول إلى هذا السيناريو.

العبور لليبيا

تضييق الخناق على تنظيم الإخوان في الداخل ومنعهم من السفر عبر المطارات الدولية قد يدفع إلى السيناريو الرابع الخطير المتمثل في عبور قيادات وعناصر التنظيم الحدود إلى ليبيا، وبالتحديد إلى الجزء الغربي منها الذي يحتضن خالد المشري زعيم الإخوان وميليشياته المسلحة.

ويؤكد محللون وبينهم السياسي المخضرم العربي الورفلي، أن الإخوان في ليبيا، يشعرون بقلق بالغ خوفا من انتقال الانتفاضة ضدهم إلى عقر دارهم، مشيرا إلى أن ما يحدث في تونس سيضعف إخوان طرابلس؛ لأنهم خسروا عمقا استراتيجيا وداعما رئيسا لهم.

ويؤكد أن ليبيا ودول المنطقة ستتأثر بشكل سلبي، مشيرا إلى أن تنظيم الإخوان في ليبيا كان يتلقى من نظيره التونسي، دعما لوجستيا كبيرا، مدللا على قوله بردة فعل رئيس ما يعرف بـ(المجلس الأعلى للدولة) خالد المشري.

الهروب لأوروباالعلاقة الآثمة التي تجمع تنظيم الإخوان التونسي مع بعض قادة الشبكة العنكبوتية في تركيا وأوروبا ودول عديدة، ربما تقود إلى السيناريو الخامس المتمثل في هروب الغنوشي وزملائه إلى الخارج، بحثا عن ملاذ آمن في حال تضييق الخناق عليهم في الداخل.

وتوقع المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش هروب قيادات النهضة في حالة عدم احترامهم للقانون التونسي، وفي حالة ارتكابهم لأعمال إجرامية أو إرهابية، حيث سيجدون الدعم والاستقبال من ميليشيات إرهابية منتشرة في الخارج.

وأشار إلى ارتباط ميليشيات النواصي التابعة للإرهاب بتنظيم الإخوان في تونس، ولفت إلى العلاقة بين عبدالحكيم بالحاج وبقايا الجماعة الليبية المقاتلة الإرهابية بعلاقات مالية واسعة مع صهر الغنوشي عبدالسلام بوشلاكة، والذي كان وزيرا سابقا للخارجية في تونس، وعن طريقه هرب الأول الملايين من ليبيا إلى تركيا، واستطاع تأسيس شركة طيران الأجنحة المملوكة له ولرئيس النهضة راشد الغنوشي.

1 نجاح الدولة في القضاء عليهم

2 تضامن الشعب مع الرئيس وتحويل النهضة إلى فصيل منبوذ

3 إثارة العنف والفوضى وتعطيل الحركة السياسية التونسية

4 تخطي الحدود إلى ليبيا والتكتل مع تنظيم الإخوان فيها

5 الهروب إلى تركيا وعدد من دول أوروبا

عبير موسي: الشعب التونسي أسقط الإخوان

اعتبرت رئيسة الحزب الدستوري التونسي الحر عبير موسي، في فيديو نشرته على صفحتها الرسمية على الفيس بوك، أن الشعب التونسي عبر عن سعادته بقرارات رئيس الجمهورية قيس سعيد؛ لأنهم تخلصوا من الإخوان ومن راشد الغنوشي وهشام المشيشي، وفق تعبيرها.

وقالت، «لن نسمح بالالتفاف على فرحة التونسيين ولن نخذلهم مثلما حصل بعد الثورة»، وفقا لما ذكره موقع (موازييك إف إم)، وتابعت «لو كنا في السلطة لقمنا بإيقاف الدمار والمنظومة الحالية، الآن يجب تحديد المسار الذي يصب في مصلحة التونسيين».

وأضافت «لا يمكن أن نكون إلا في صف الشعب التونسي، في سبيل إنقاذ تونس من منظومة الدمار».

سعيد لبلينكن: نحترم الحريات

أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد التزامه باحترام الشرعية والحقوق والحريات في مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.

وجاء في بيان صدر عن الرئاسة التونسية أن الإجراءات التي اتخذها الرئيس قيس سعيد تندرج في إطار تطبيق الفصل 80 من الدستور لحماية المؤسسات الدستورية وحماية الدولة وتحقيق السلم الاجتماعي.

ونقل البيان عن وزير الخارجية الأمريكي «مواصلة انخراط بلاده في تطوير علاقات الشراكة التي تجمعها بتونس في عدة مجالات، وتعزيز القيم والمبادئ المشتركة المتعلقة بالدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية».

وأعلن الرئيس سعيد التدابير الاستثنائية في البلاد مدتها 30 يوما تشمل توليه السلطة التنفيذية وإقالة الحكومة وتجميد البرلمان، في مسعى لإجراء إصلاحات ومكافحة الفساد، وفق ما قال.

هدوء أمام البرلمان

شهد محيط مقر البرلمان والشوارع الرئيسة في العاصمة تونس هدوءا، وذلك مع دخول قرارات الرئيس قيس سعيد المرتبطة بإعلان التدابير الاستثنائية في البلاد يومها الثاني.

وبدت ساحة باردو، أمام مقر البرلمان، شبه خاوية من المارة بينما انتشرت وحدات من الأمن في محيطه لتأمين المنطقة، ويراقب جنود من أمام مدرعة، الوضع داخل ساحة البرلمان، خلف أبوابه الحديدية الموصدة.

وتسير الحركة في شوارع العاصمة بشكل اعتيادي وسط تواجد للأمن في المفترقات، والجيش أمام المقرات والمنشآت الحساسة، وبينها مقر الحكومة في القصبة الذي أخلي من موظفيه بعد إعلان الرئيس توليه السلطة التنفيذية بنفسه.

وينتظر اليوم في أي لحظة تعيين الرئيس قيس سعيد رئيس الحكومة وأعضائها.

أفراح وألعاب نارية في الشوارع

ارتفعت أصوات أبواق السيارات في شوارع العاصمة التونسية والأحياء السكنية ابتهاجا بهذه القرارات المفصلية في تاريخ تونس.

واستمرت أجواء الفرحة والبهجة في تونس، حيث احتشد آلاف التونسيين في الشوارع وضجت أصوات التهليل وترديد الشعارات المناهضة لسنوات ظلم الإخوان الإرهابية وذراعها في تونس (حركة النهضة) بقيادة راشد الغنوشي، وأطلق التونسيون العنان لأبواق سياراتهم وأشعلوا الألعاب النارية، كما تعالت الزغاريد والهتافات من شرفات المنازل، مسجلين بعدسات هواتفهم المحمولة لحظة ميلاد تونس الجديدة، والخروج من نفق الإخوان المظلم الذى قبع فيه التونسيون ما يربو على العشر سنوات.

وشهدت تونس خروج الآلاف، رافعين أعلام بلدهم احتفاء بقرارات الرئيس قيس سعيد التي انتصر فيها لإرادة التونسيين استنادا إلى الفصل 80 من الدستور.

تونسيون: خانوا الوطن فطردناهم

عبر عدد من المواطنين التونسيين عن سعادتهم بالقرارات التاريخية للرئيس قيس سعيد، وأجمعوا على أن حركة النهضة خانت الوطن فاستحقت الطرد من الحياة السياسية.

ونقلت (اليوم السابع) المصرية عن قيس العمرى، موظف بإحدى الهيئات الحكومية بتونس، أن قرارات إبعاد الإخوان عن المشهد السياسي قد طال انتظارهم كتونسيين لها وتمنوها بتفاصيلها، مضيفا أنه وقطاع واسع من التونسيين مثل لهم ليل الأحد علامة فارقة في تاريخ بلدهم.

فيما أكد إزاهي مالك، ناشط سياسي ومنسق حملة الرئيس قيس الانتخابية سابقا، على أن ما حدث بمباركة الشعب التونسي، والرئيس اختار الانحياز لإرادة الشعب، وأن قيس سعيد لا يمكن أن يخون الديمقراطية والحرية والعدالة، وعبر عن وفائه لها، وهو خير المؤتمنين على القانون، وهذه القرارات ضمانة لانتشال البلاد من وضع كارثي.

السياسيون: سعيد أقال الفاسد

عبر عدد كبير من السياسيين في تونس عن ارتياحهم بقرارات الرئيس قيس سعيد، فكتب أمين عام حركة تونس إلى الأمام عبيد البريكي تدوينة على صفحته في الفيس بوك أكد فيها دعم الحركة لقرارات رئيس الجمهورية، مؤكدا «نحن مع كل القرارات».

واعتبرت النائبة عن حزب التيار الديمقراطي سامية عبو، أن قرارات الرئيس قيس سعيد دستورية وهي تاريخية.

في السياق نفسه قال النائب عن الكتلة الديمقراطية هيكل المكي «إن قرارات الرئيس جريئة، وجاءت استجابة لمطالب الشعب»، واصفا رئيس الحكومة المقال هشام المشيشي بـ»الفاسد والمجرم».

الرئاسة: لا تنزلقوا في الفوضى

أكدت الرئاسة التونسية أنه سيصدر قريبا أمر ينظم هذه التدابير الاستثنائية التي حتمتها الظروف والتي سترفع بزوال أسبابها.

ودعت رئاسة الجمهورية التونسية الشعب التونسي إلى الانتباه وعدم الانزلاق وراء دعاة الفوضى، فيما كشفت مصادر أمنية تونسية، أن الرئيس قيس سعيد كلف رئيس الأمن الرئاسي خالد اليحياوى بشؤون وزارة الداخلية، وذلك وفق خبر عاجل لقناة «سكاي نيوز».