طالبان.. ما نوع حكمها الجديد؟
الخميس - 15 يوليو 2021
Thu - 15 Jul 2021
يبدو أن حركة طالبان الأفغانية قد حققت اتفاقا سياسيا مع روسيا والولايات المتحدة الأمريكية سيضمن لها حكم أفغانستان مجددا، حيث وصلت طالبان حتى الآن إلى السيطرة الكاملة على 85% من الأراضي الأفغانية.
وتأتي سيطرة طالبان السريعة التي لم تتجاوز الشهرين منذ بدايتها على خلفية عدة أحداث؛ من أهمها: أولا.. الاتفاق غير واضح المعالم بين حركة طالبان وروسيا؛ حيث استضافت روسيا (عدو الأمس) وفود الأفغان من الحكومة وطالبان من حين إعلان أمريكا نيتها سحب قواتها من أفغانستان.
ثانيا.. بدء انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وإعلان الجانب الأمريكي أن 11 سبتمبر 2021 هو نهاية التواجد الأمريكي في أفغانستان، على إثر ذلك سارعت طالبان الأفغانية خلال الشهرين الماضيين في البدء بالسيطرة على أقاليم أفغانستان، ومواجهة الجيش الأفغاني التابع للحكومة الأفغانية تمهيدا للوصول إلى حكم البلاد في كابل العاصمة؛ فهل سيكون حكم طالبان المستقبلي لأفغانستان هو نفسه الحكم السابق الذي وصف بالمتطرف؟ أم أن الحركة الطالبانية التزمت لأعداء الأمس أنها ستكون في معسكر أحدهما، ومن ثم سيتحول الفكر الطالباني من طائفي متطرف كما يصفه الخصوم إلى علماني أو متعايش مع دول العالم؛ وبالتالي ستكون السلطة في أفغانستان ذات نظام حكم يقبله العالم.
وحيث تعهدت طالبان أنه «سيتم استيعاب الجميع في النظام الإسلامي بحسب تعاليم الدين الإسلامي والتقاليد الأفغانية»، وهو تعهد يحمل الكثير من الاستفهامات عن نوع هذا النظام الذي وصفته طالبان بالنظام الإسلامي.
وقد أفصحت طالبان عن هذا النظام في محادثاتها مع الحكومة التي عقدت في إيران مؤخرا، حيث اتفقت الحكومة الأفغانية وطالبان على مناقشة قضية النظام الإسلامي المتفق عليه وكيفية تحقيقه.
وبالنظر إلى خلفية سيرة طالبان التاريخية ووصفها بالتطرف فإن الكثير من المتابعين لا يعولون الكثير من الآمال على هذا التعهد، في حين يترقب المتابعون للشأن الأفغاني ما ستؤول إليه الأمور في أفغانستان بعد سيطرة طالبان على الحكم.
إلا أنني غير متفائل في تعهد طالبان؛ فلا يمكن للجانب الروسي أو الأمريكي أن يثق بطالبان المتطرفة من وجهة نظر الجانبين إلا إن كان لدى الدولتين العظميين الذي يهمهما أمر هذا البلد اتفاقيات محكمة مع طالبان لإنهاء تطرف طالبان وإعادة أفغانستان للحظيرة الدولية؛ هذه الاتفاقيات المحكمة ستظل بالغة السرية كما تريد لها كافة الأطراف؛ لكن الزمن كفيل بإظهارها على أرض الواقع.
ولعل ما يدعو للتفاؤل هو الإعلان الذي وقعه كبار علماء باكستان وأفغانستان بمكة المكرمة في العاشر من يونيو الماضي، وسمي الإعلان التاريخي للسلام في أفغانستان، وهو ما وصف بأنه يمهد طريق الحل للأزمة الأفغانية التي طال أمدها، من خلال دعم المفاوضات بين الفئات المتقاتلة، ونبذ كل أعمال العنف والتطرف بكل أشكالها وصورها، وإعادة أفغانستان كدولة إسلامية لها مكانتها وقيمتها بين دول العالم.
alsuhaimi_ksa@
وتأتي سيطرة طالبان السريعة التي لم تتجاوز الشهرين منذ بدايتها على خلفية عدة أحداث؛ من أهمها: أولا.. الاتفاق غير واضح المعالم بين حركة طالبان وروسيا؛ حيث استضافت روسيا (عدو الأمس) وفود الأفغان من الحكومة وطالبان من حين إعلان أمريكا نيتها سحب قواتها من أفغانستان.
ثانيا.. بدء انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وإعلان الجانب الأمريكي أن 11 سبتمبر 2021 هو نهاية التواجد الأمريكي في أفغانستان، على إثر ذلك سارعت طالبان الأفغانية خلال الشهرين الماضيين في البدء بالسيطرة على أقاليم أفغانستان، ومواجهة الجيش الأفغاني التابع للحكومة الأفغانية تمهيدا للوصول إلى حكم البلاد في كابل العاصمة؛ فهل سيكون حكم طالبان المستقبلي لأفغانستان هو نفسه الحكم السابق الذي وصف بالمتطرف؟ أم أن الحركة الطالبانية التزمت لأعداء الأمس أنها ستكون في معسكر أحدهما، ومن ثم سيتحول الفكر الطالباني من طائفي متطرف كما يصفه الخصوم إلى علماني أو متعايش مع دول العالم؛ وبالتالي ستكون السلطة في أفغانستان ذات نظام حكم يقبله العالم.
وحيث تعهدت طالبان أنه «سيتم استيعاب الجميع في النظام الإسلامي بحسب تعاليم الدين الإسلامي والتقاليد الأفغانية»، وهو تعهد يحمل الكثير من الاستفهامات عن نوع هذا النظام الذي وصفته طالبان بالنظام الإسلامي.
وقد أفصحت طالبان عن هذا النظام في محادثاتها مع الحكومة التي عقدت في إيران مؤخرا، حيث اتفقت الحكومة الأفغانية وطالبان على مناقشة قضية النظام الإسلامي المتفق عليه وكيفية تحقيقه.
وبالنظر إلى خلفية سيرة طالبان التاريخية ووصفها بالتطرف فإن الكثير من المتابعين لا يعولون الكثير من الآمال على هذا التعهد، في حين يترقب المتابعون للشأن الأفغاني ما ستؤول إليه الأمور في أفغانستان بعد سيطرة طالبان على الحكم.
إلا أنني غير متفائل في تعهد طالبان؛ فلا يمكن للجانب الروسي أو الأمريكي أن يثق بطالبان المتطرفة من وجهة نظر الجانبين إلا إن كان لدى الدولتين العظميين الذي يهمهما أمر هذا البلد اتفاقيات محكمة مع طالبان لإنهاء تطرف طالبان وإعادة أفغانستان للحظيرة الدولية؛ هذه الاتفاقيات المحكمة ستظل بالغة السرية كما تريد لها كافة الأطراف؛ لكن الزمن كفيل بإظهارها على أرض الواقع.
ولعل ما يدعو للتفاؤل هو الإعلان الذي وقعه كبار علماء باكستان وأفغانستان بمكة المكرمة في العاشر من يونيو الماضي، وسمي الإعلان التاريخي للسلام في أفغانستان، وهو ما وصف بأنه يمهد طريق الحل للأزمة الأفغانية التي طال أمدها، من خلال دعم المفاوضات بين الفئات المتقاتلة، ونبذ كل أعمال العنف والتطرف بكل أشكالها وصورها، وإعادة أفغانستان كدولة إسلامية لها مكانتها وقيمتها بين دول العالم.
alsuhaimi_ksa@