إعداد تصور مبكر لرحلة الحج بعد جائحة كورونا

الثلاثاء - 13 يوليو 2021

Tue - 13 Jul 2021

بموافقة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز نظمت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أمس ندوة (جهود المملكة العربية السعودية في خدمة قاصدي الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام خلال جائحة كورونا).

وأوصت الندوة بالإفادة من تجربتي الحج المتزامنتين مع الجائحة في إعداد تصور مبكر لرحلة الحج في الأعوام المقبلة بعد زوال الجائحة.

وأجمع المشاركون على نجاح المملكة في اتخاذ إجراءات احترازية للحفاظ على سلامة الحجاج وقاصدي بيت الله الحرام في ظل الجائحة، وتغلبها على هذا التحدي الكبير، وأثبتت تميزها في هذا الظرف الاستثنائي وكسبت رهان تنظيم موسم حج خال من كورونا العام الماضي وهي عازمة على نجاح حج 1442هـ الذي حرصت على إقامته بأعداد محدودة من المواطنين والمقيمين.

وعي وإدراك

وقال أمير منطقة المدينة المنورة فيصل بن سلمان «لا يخفى على أحد ما اتخذته القيادة الرشيدة منذ بدأت الجائحة من خطوات احترازية متقدمة، حظت بإشادة منظمة الصحة العالمية للتصدي لفيروس كورونا المتجدد، كما أعلنت مبكرا عن تقديم خدمات العلاج مجانا لجميع المواطنين والمقيمين».

وأضاف «ضحت المملكة بالمكاسب الاقتصادية في سبيل حفظ النفس البشرية، وكان للمواطن والمقيم وعي وإدراك مثالي في التعاطي مع هذه الإجراءات الاحترازية والوقائية في الوصول إلى الهدف المنشود».

ولفت إلى أنه في ظل استمرار هذه الجائحة ومع ما يشهده العالم من الحوارات لهذا الفيروس حرصت المملكة على أن تقام شعيرة الحج في بيئة منظمة وبأعداد محدودة، لضمان سلامة الإنسان وأدائه العبادة في أجواء تعبدية آمنة، لنتجاوز هذه الجائحة.

مقاصد شرعية

من جانبه أكد مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أن جودة الخدمات التي تقدمها المملكة لضيوف الرحمن تزداد وتتحسن عاما بعد عام، بل وتتجاوز التوقعات، وهذا ما أثبته واقع حال الحجاج في السنوات الماضية قبل الجائحة، والجميع شاهد على ذلك، ولا يخفى هذا الأمر على أحد.

وقال «إن المملكة اتخذت لأجل الحفاظ على سلامة الحجاج وقاصدي بيت الله الحرام في ظل الجائحة جميع الإجراءات الاحترازية والضرورية، وبفضل الله تغلبت على هذا التحدي الكبير، وأثبتت نجاحها، بل وتميزها في هذا الظرف الاستثنائي».

وبين أن المملكة قررت تقليص عدد الحجاج وذلك حرصا على إقامة هذه الشعيرة المقدسة على الوجه المطلوب، ولضمان سلامة ضيوف الرحمن في ظل انتشار الجائحة، وتحقيقا لمقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية.

نظرة عميقة

وقال عضو هيئة كبار العلماء إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد «من أكثر ما يلفت النظر في هذه الجائحة هو أن الحرمين الشريفين لم تتوقف صلواتهما أبدا، وحافظا على كل الاحترازات من أجل استمرار إقامة الصلوات في كل الظروف والأحوال. وهذا يعكس النظرة العميقة لمركزية الحرمين الشريفين عند حكومتنا الرشيدة».

وتابع «هذه الدولة الحكيمة وضعت على كاهلها خدمة القاصدين والزائرين، مع المحافظة على سلامتهم وضمان حمايتهم من هذه الجائحة إذ نظمت من خلال منظومة متكاملة آلية وفق الاحتياطات وأدق الإجراءات الوقائية لاستقبال الحجاج والمعتمرين والقاصدين».

دور محوري

فيما أكد وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد القصبي أن حكومة خادم الحرمين الشريفين حرصت على تمكين ضيوف بيت الله الحرام وزوار مسجد المصطفى عليه الصلاة والسلام من أداء مناسك الحج والعمرة وبما يكفل الحفاظ على صحة وسلامة الحجيج، وفق الضوابط والمعايير الصحية.

وقال «إن حكومة المملكة تعاملت بكفاءة عالية واقتدار مع الجائحة، وكانت سببا رئيسا في عدم تسجيل أية إصابة واحدة خلال موسم حج العام الماضي، وهذا ما نتطلع إليه في موسم حج هذا العام.

ونوه إلى أن الإعلام بكافة أشكاله وقنواته مارس دورا محوريا في حمل الرسالة التوعوية والصحية والتثقيفية إلى كل مسلم في العالم.

تهيئة الحرمين

وقال الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس «سخرت رئاسة شؤون الحرمين كافة طاقاتها البشرية؛ لتقديم أرقى الخدمات لقاصدي الحرمين الشريفين، من الحجاج والمعتمرين والزائرين؛ وذلك وفق برنامج رؤية المملكة 2030».

وأضاف «أطلقت رئاسة الحرمين مبادرات لتحقيق أهداف الرؤية المباركة 2030، وذلك من خلال عدد من البرامج المقدمة لخدمة ضيوف الرحمن، والعمل على إثراء وتعميق تجربتهم من خلال تهيئة الحرمين الشريفين، وتحقيق رسالة الإسلام للعالمين.

وتمكنت بفضل الله ثم بجهود العاملين المخلصين فيها من تقديم أرقى الخدمات لقاصدي الحرمين الشريفين، وفق المعايير العالية، والخطط المدروسة الراقية، لتحقيق الريادة في تقديم أرقى الخدمات للحرمين الشريفين وقاصديهما».

سكينة وطمأنينة

وقال وزير الحج والعمرة المكلف الدكتور عصام بن سعيد «الحمد لله الذي من على هذه البلاد بأن جعلها مهبط الوحي وقبلة المسلمين تهوي إليها أفئدة المسلمين ليقيموا شعائرهم ويؤدوا مناسكهم ويشهدوا منافع لهم كما أمرهم الله - عز وجل- وهم في أمن وأمان وسكينة وطمأنينة».

خطط أمنية

وأوضح مدير الأمن العام الفريق أول الركن خالد الحربي أن الخطط الأمنية والمرورية وخطط الطوارئ وضعت بما يضمن تحقيق الاشتراطات الصحية، ويسهم في إنجاح موسم الحج، وعدم انتشار الوباء بين الحجاج أو المشاركين في خدمتهم من مختلف الجهات.

ولفت إلى أن التحدي الأكبر هو حماية المشاعر والمسجد الحرام من دخول الحجاج غير النظاميين، فدخول مثل هذه الفئات لا يشكل خطرا أمنيا، بقدر ما يمثله من خطورة صحية بالغة في نقل وانتشار العدوى بين الحجاج ويسهم في تفشي الفيروس على نطاق واسع، مشددا على أنه مع دخول موسم الحج لمرحلة التنفيذ الفعلي يتم رصد ومتابعة أي مخالف للإجراءات الاحترازية أو التدابير الوقائية، وضبطه وتطبيق العقوبة بحقه.

البيان الختامي للندوة:

  • الاستمرار في إبراز جهود المملكة أثناء الجائحة وما قدمته من أنموذج فريد يحتذى به.

  • استصدار توجيه من المقام السامي لتقديم موسوعة رقمية مصورة عن جهود المملكة في الحفاظ على سلامة الحجاج خلال الجائحة.

  • الإفادة من تجربتي الحج المتزامنتين مع الجائحة في إعداد تصور مبكر لرحلة الحج في السنوات القادمة.

  • وضع الخطط لما يتوقع حدوثه من أزمات وكوارث.

  • إقامة ملتقى علمي عالمي بعنوان «الحج في ظل الجائحات» ومعارض متنقلة لعرض نجاح تجربة المملكة في التعامل مع الجائحة.