برجس حمود البرجس

وظائف البرمجة والبرامج

الثلاثاء - 13 يوليو 2021

Tue - 13 Jul 2021

سبق وأن كتبنا كثيرا عن إمكانية توليد وظائف بمئات الآلاف في البرمجة والبرمجيات واستهداف الأسواق المحلية والأسواق العالمية، هذا بالتأكيد بعد تأسيس شركات متخصصة في مجالات عدة تعمل على البحوث والتطوير والبرمجيات لأعمال النفط والجيولوجيا والملاحة البحرية والجوية والطقس وأدوات الثورة الصناعية الرابعة وكذلك الأعمال المحاسبية والإدارية وغيرها الكثير. أعمال البرمجة لا تحتاج تجهيزا كبيرا كالمصانع، ولكنها تولد وظائف أكثر من المصانع.

هذا سيكون صعبا على شركات القطاع الخاص لضعف ثقافة الاستثمار في هذه الأعمال إلا إذا كانت ضمن أعمال القطاع الخاص لبرنامج «شريك» والذي سيستثمر 5 تريليونات ريال خلال السنوات العشر القادمة. وفي كل الأحول هذا العمل أقرب له أن يكون ضمن أعمال شركات حكومية تستهدف توليد الفرص الوظيفية والإضافة للاقتصاد المحلي وزيادة الصادرات للخدمات والأرباح طبعا.

أقرب مثال لو استهدفنا البرامج التي تشتريها شركة أرامكو السعودية بمئات الملايين من الدولارات سنويا، وهي برامج للمحاكاة لمكامن النفط والغاز وبرامج الحفر وصيانة آبار النفط والغاز وبرامج لمراكز التحكم بتدفق النفط والغاز في الأنابيب وبرامج تشغيل المعامل مثل Control Systems و Management Information Systems و Plant Systems وغيرها الكثير لإدارة المستودعات وأعمال الصيانة الخ.

الفكرة هنا بسيطة، نحن نملك في هذه الأعمال أهم عنصر للقيام بها بكل نجاح، وهو العقل البشري، ولدينا إلمام كبير في بناء الإجراءات وتدفق الأعمال business processes ولدينا السوق الأولي المحلي لضمان الشراء من هذه البرامج، إذا الشيء الجديد هو فقط أعمال البحوث والتطوير والابتكار، وهذا أيضا سهل حيث إنه لدينا جامعات محلية تدرس الهندسة والبرمجة لسنوات طويلة يفوق عددها 150 سنة كمجموع لأكبر ثلاث جامعات محلية؛ بذلك نجمع أصحاب الخبرات والأكاديميات معا.

خبرات الشباب المحلية بهذه الأعمال نضجت نضوجا متقدما، وهذا لم يكن متاحا قبل 20 سنة و30 سنة، كوادر وطنية يعملون في أرامكو وبعضهم مقبل على التقاعد يستطيعون إدارة تلك الأعمال ولديهم القدرات الكافية للإلمام بالمتطلبات الإدارية والتقنية، أيضا لدينا شباب سعوديون كثيرون يعملون في أكبر الشركات العالمية التي في المملكة مثل شلمبرجير وهليبرتون ووذرفود وبقية شركات الحفر العالمية والاكتشاف، وكذلك شركات المحاسبة العالمية العملاقة بل إن من يرأسها ويرأس كثيرا من أقسامها سعوديون؛ مثل إدارات البنوك المحلية.

الحديث ليس عن شركة أرامكو فقط، بل برمجة أعمال كثيرة لشركات الاتصالات والكهرباء والطيران والملاحة وغيرها الكثير، البرمجة حتى في أعمال التعليم والمستشفيات، والذي علينا أن نعمله هو تجميع عقول متفرقة لو جمعنا منها 2000 شخص بخبرة 20 سنة لكل منهم، ستكون هذه الشركات المقترحة لديها خبرة 20x2000 سنة في أول يوم تفتتح، وهذه الخبرات ستدير وتقود عشرات ومئات الآلاف من الكوادر الوطنية التي ممكن أن تولدها هذه الوظائف.

طبعا هذه الأعمال لن تنجح إذا استهدفنا فقط السوق المحلية أو جزءا منها، بل نحن بحاجة إلى تعزيز وتعظيم قدراتنا التسويقية لتنتشر في دول العالم وتنشر مبيعات منتجاتنا في جميع بلدان العالم. الشركات هذه المقترحة لن تولد وظائف فقط للبرمجة والحواسب والشبكات بل حتى الوظائف ذات العلاقة مثل هندسة البترول والجيولوجيا والهندسة الكيميائية والميكانيكية والطب والصيدلة وأعمال التخزين والخدمات اللوجستية، وأيضا من الطرف الآخر الأعمال الإدارية والمحاسبية والمالية والمشتريات والبقية.

نحن نمتاز بشركات حكومية لديها قدرة مالية وقدرة بشرية وصناعة القرار بقيادة اللجان المتفاعلة والتي تعمل ليلا نهارا وعلى رأسهم الأمير محمد بن سلمان، فجميع هذا ليس متاحا لأي شركة قائمة عالمية تميزت بالعمر والأقدمية والتمركز ويصعب منافستها إلا إذا وجدت شركات حكومية سعودية سقفها عنان السماء.

Barjasbh@